ترميم الاوابد التأريخية لدمشق

والحفاظ على خصوصية الشكل التراثي لسكانها

 تعتبر دمشق من اعرق العواصم التي ما زالت قائمة كواحة خضراء وعايشت الحضارات التي مرت عليها وتعايشت معها وحفظت بصماتها وأوابدها دون ان تفقد شيئا من خصائصها.

وتنتشر في ثنايا نسيج دمشق التي نعتها المؤرخون بجلق والفيحاء والشام ونسبوها الى دمشاق بن كنعان أوابد تاريخية ومعالم اثرية واشتهرت بها ازقتها وحاراتها واسواقها الشهيرة وبيوتاتها وقصورها .

ونظرا لما تحتويه دمشق القديمة من نسيج عمراني تراثي داخل السور يمتد على مساحة 130 هكتارا واحتواء بيوتاتها وقصورها وخاناتها وحماماتها واسواقها على فنون زخرفية فريدة تعتبر متحفا حقيقيا والحفاظ على كل ذلك تشكلت عدة لجان شعبية اطلق عليها اسماء عدة مثل اصدقاء دمشق وحماية دمشق وجهات رسمية حكومية انيط بها المحافظة على الموروث التاريخي والحضاري داخل سور المدينة وخارجه .

وقال الباحث في الاثار الاسلامية غزوان ياغي في تصريح للوكالة الكويتية ان جهات شعبية وحكومية ممثلة بوزارة السياحة ودائرة الاثار واساتذة في جامعة دمشق بادروا عندما لمسوا ان هناك اهمالا لموروث دمشق الحضاري وخاصة بيوتها سيؤدي في حال استمراره الى فقدان خصوصية المدينة القديمة وزوال طبيعة النسيج العمراني بادروا الى وضع برنامج وتصورات لترميم بعض العقارات ذات الصلة التاريخية والاثرية .

وعن اهداف البرنامج اوضح ياغي ان هذا البرنامج يهدف الى الحفاظ على حيوية المدينة القديمة وتنميتها من خلال التنظيم والاستثمار الرامي الى تقوية تفاعل النسيج العمراني وحماية التراث الحضاري للمدينة وتاكيد التلاحم وتطويره مع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وافاد ان المخطط التنظيمي يهدف الى اعادة تصور شامل لتخطيط واستعمالات الاراضي والاماكن اما محور ترميم المساكن والاوابد فيهدف الى ترميم المساكن الخاصة والاوابد الاثرية والتاريخية والتعريف بها وتسهيل الوصول اليها والحفاظ على خصوصية الشكل التراثي للسكان وتنمية الاماكن السياحية والاسواق التجارية ودعم مجالات المهن الحرفية والصناعات التراثية .

من جهته قال المهندس اسعد مهنا من لجنة حماية دمشق القديمة ان مبررات البرنامج جاءت من الدوافع الحضارية التي تنبع من اهمية الحفاظ على المدينة كونها من اقدم المدن المأهولة في التاريخ وترميم حوالي 6 الاف منزل قديم. وذكر ان البرنامج يرمي الى ترميم وتاهيل عدد كبير من المباني والاوابد الاثرية ذات القيمة التاريخية في مجال السياحة والثقافة ما يجعل هذه المدينة مركز جذب سياحي ونشاط ثقافي واجتماعي سواء للمواطنين او للزائرين .

ويهدف البرنامج ايضا الى تاهيل وتنظيم الاسواق التجارية الرئيسية في دمشق القديمة مثل سوق الحميدية الذي تم تاهيله باعادة اعمدته وتيجانه بعد اختفاء دام اكثر من 60 عاما نتيجة زحف المحال التجارية واعادة ترميم سقف سوق البزورية واعادة تاهيل سقف سوق مدحت باشا وسوق الصاغة في دمشق القديمة نظرا لان هذه الاسواق ماتزالت تؤدي دورا مهما في الحركة الاقتصادية ومراكز مهمة في جذب السياح.

واعيدت الحياة والرونق لعدد من الساحات المهمة ذات التاريخ العريق كساحة المسكية امام جامع الاموي وساحة الحريقة الفريبة من سوق الحميدية التي اصبحت متنزها لكل زائر الى سوق الحريقة الشهير .

ومن اهداف البرنامج تحسين البيئة المرتبطة بمجرى نهر بردى وفروعه داخل المدينة وتسهيل حركة السياحة الى الابنية الاثرية والاسواق التجارية والصناعات الحرفية .

وستقوم الجهات المعنية سواء القطاع الخاص او الحكومية بتمويل هذا البرنامج الطموح اضافة الى قروض او منح من جهات عربية واجنية كمنظمة المدن العربية ووكالة جايكا اليابانية والاتحاد الاوروبي. وكانت الحكومة السورية قد باشرت بترميم بعض القصور والخانات وحولتها الى متاحف اثرية وتاريخية كقصر العظم وخان اسعد باشا وحمام نور الدين وسوق المهن اليدوية في التكية السليمانية وقصر المجاهد الجزائري عبد القادر الجزائري وبيت عنبر والقصر الشامي اضافة الى تحويل بعض البيوت القديمة الى مطاعم ومقاه يستثمرهاالقطاع الخاص.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 16/كانون الثاني/2006 - 15/ذي الحجة/1426