اتهامات متبادلة بين السعودية والحجاج عن المتسبب بوفيات اثناء الرجم

أنحت المملكة العربية السعودية يوم الجمعة باللائمة على سلوك الحجاج في مقتل 363 حاجا خلال رمي الجمار لكن كثيرا من الحجاج قالوا ان وجود إجراءات امنية افضل كان سيحول دون وقوع اسوأ كارثة خلال الحج منذ 16 عاما.

وقتل الحجاج دهسا بعد اذان الظهر مباشرة في اخر ايام الحج يوم الخميس في منطقة الجمرات في منى والتي شهدت حوادث مماثلة من قبل.

وقال المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ ان الدولة بذلت كل ما في وسعها لتجنب وقوع مثل هذه الكوارث متهما الحجاج بعدم الانضباط.

كما القى ولي العهد الامير سلطان الى جانب وزير الداخلية الامير نايف بالمسؤولية ايضا على الحجاج الذين لم يلتزموا بالقواعد وحملوا متاعهم معهم وتجاهلوا فتاوى تجيز رمي الجمار في اي وقت خلال النهار.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن الامير نايف قوله "قبل كل شيء اعزيكم واعزي نفسي في وفاة هذا العدد الذي علمتموه من اخواننا حجاج بيت الله... واحب ان اؤكد في هذا المكان ومن موقع العارف بحقائق الامور ان اجهزة الامن منعت امورا كثيرة ومتعددة كادت ان تودي بارواح اخرى ولكن امر الله ثم جهود رجال الامن كل في اختصاصه منعت من حدوث مثل هذا الشيء."

وقال خالد المرغلاني المتحدث باسم وزارة الصحة ان عدد القتلى وصل الى 363 بعد ان كان الرقم السابق 362 . واضاف ان 45 لا يزالون في المستشفى لكنهم مصابون بجروح طفيفة.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ان الجثث التي تم التعرف عليها حتى الان تشمل 44 هنديا و37 باكستانيا و28 سعوديا وان السلطات ما زالت تحاول تحديد جنسيات نحو نصف القتلى.

وتشمل الارقام الاولية ضحايا من 23 دولة وقالت اندونيسيا والامارات العربية المتحدة ان مواطنين من رعاياهما ضمن القتلى والجرحى.

وقال منصور التركي المتحدث باسم الوزارة انه في ظل التزاحم الشديد اخترق حجاج يحملون امتعتهم الشخصية حاجزا امنيا.

وقال انه كانت هناك مجموعات من رجال الامن في الحشد.

واضاف "كان هناك اكثر من 600 الف حاج ينتظرون هذا الوقت للتعجل في الخروج من منى قبل حلول موعد الغروب واستجابة رجال الامن للحدث اول ما تم اكتشافه بواسطة المراقبة التلفزيونية استغرقت حوالي اقل من دقيقتين " مضيفا ان حوالي 18 منهم اصيب بجروح.

وقالت التركي ان العديد من القتلى لم يكن بحوزتهم اي مستندات وقال محمد اعجاز الحق وزير الشؤون الدينية الباكستاني ان العديد من الجثث شوهت ملامحها مما يزيد من صعوبة التعرف عليها.

وأدى نحو 2.5 مليون مسلم الحج هذا العام. وعدد القتلى في كارثة الخميس هو الاسوأ منذ سقوط 1426 قتيلا في تدافع في نفق بمكة في عام 1990.

ويصر كثير من الحجاج على اتباع سنة النبي محمد في الرجم وقت الزوال كما يخشى البعض حلول المغرب وهم في منى فيضطرون الى قضاء الليلة الثالثة هناك. وكان رجال الدين السعوديين يشددون في الماضي على الرمي وقت الزوال اتباعا للمذهب الوهابي لكن كثيرا من رجال الدين يجيزون الان رمي الجمار في اي وقت من النهار.

وقال بعض الحجاج ان السلطات السعودية لم تفرض قواعدها الخاصة في منطقة الرمي.

وعكرت حوادث التدافع صفو مواسم الحج السابقة ففي عام 2004 لقي 250 حاجا حتفهم دهسا عند جسر الجمرات. وقبل عشرة أعوام تقريبا سقط 270 قتلى في تدافع مماثل.

وقالت جهاد وهي مصرية تبلغ من العمر 28 عاما "يبدو ان هناك وجودا امنيا اكبر هذا العام لكن قوات الامن لم تكن منظمة للغاية ولم يكن لديها خطة."

وقال ياسر بكر وهو مصري ايضا عمره 39 عاما "كان على قوات الامن ان تكثف جهودها على ازالة من يفترشون الطرقات."

وكانت وزارة الداخلية قد ذكرت قبل بدء الحج انها ستمنع الحجاج من افتراش الطرق بامتعتهم في منطقة الرمي. ويقول مسؤولون ان نحو 300 الف من المقيمين في السعودية يتوجهون الى منطقة مكة لاداء الحج.

وقال شهود ان الكارثة وقعت حين اصطدمت موجات من الحجاج الذين كانوا يحاولون صعود جسر الجمرات او النزول من عليه متجاهلين اللافتات الضخمة ومكبرات الصوت والمنشورات عن كيفية اداء شعيرة الرمي.

وتساءلت رقية شبيب وهى كاتبة عمود في صحيفة الحياة عن السبب في وقوع الكارثة وقالت ان هذا السؤال يتعين الاجابة عليه. واضافت انه كي لا تتكرر المأساة يتعين اعادة التفكير في مسألة التنظيم عند منطقة جسر الجمرات على وجه الخصوص.

وبعد الموسم الحالي ستجرى الاستعاضة عن الجسر القديم بنظام متطور للمداخل والمخارج الى منطقة الرجم. وتقدر تكلفة هذه التعديلات بنحو 4.2 مليار ريال (1.12 مليار دولار).

وهذه هي ثاني مأساة تحدث خلال موسم الحج هذا العام ففي الاسبوع الماضي قتل 76 شخصا عندما انهار فندق بشارع ضيق في مكة.

وخلال ستة مواسم في العقد الاخير شهد الحج سقوط قتلى في حوادث تدافع او حرائق. وفي احدث تلك الكوارث قتل 345 حاجا على الاقل دهسا خلال رمي الجمار يوم الخميس في المنطقة التي شهدت حوادث مماثلة.

ويقول المسؤولون السعوديون ان المملكة انفقت مليارات الدولارات لتحقيق الامن للحجاج الذين يفدون عليها من مختلف انحاء العالم.

وقال الشيخ سعود الشريم امام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة ان عدد القتلى لم يكن كبيرا بالنسبة لعدد الحجاج. لكنه اضاف ان حوادث مثل هذه توضح ضرورة ان يعرف الحجاج قواعد وممارسات الحج.

ووقعت الكارثة حين اصطدمت موجات من الحجاج الذين كانوا يحاولون صعود جسر الجمرات او النزول من عليه.

وقال حاج اردني كان يعالج من اصاباته في مستشفى منى "كنت على الجسر وكان مزدحما تماما ثم فجأة دفعت من الخلف ووجدت نفسي اسير فوق اخرين. وخرج الوضع عن نطاق السيطرة."

وقالت منى وهي من بريطانيا "هناك الكثير من التناقض فيما هو مسموح به في رمي الجمار وعلى السعوديين ان يوضحوا الامر. الكثيرون هنا يعتقدون انه ليس بمقدورهم الرمي الا عند وقت الظهر."

وتابعت "اعتقد ان ثقافة الناس هي المسؤولة ثم نقص التنظيم من جانب قوات الامن السعودية."

وأجرت السعودية تجديدات وتوسعات على منطقة رمي الجمرات وطبقت اجراءات أمنية غير مسبوقة شملت نشر 60 الف من أفراد الامن للسيطرة على الحشود الهائلة ودرء هجمات محتملة قد يشنها متشددون اسلاميون.

لكن الاعداد الضخمة التي تتزايد بوصول مئات الالوف من سكان المملكة بصورة غير مشروعة الى منطقة مكة يجعل من السيطرة على هذه الحشود الغفيرة من مختلف الجنسيات عملية في غاية الصعوبة. وتستبعد السلطات خفض عدد الحجاج الذين تستقبلهم.

وطالب وزير الداخلية الامير نايف من رجال الدين في السعودية وخارجها ان يستنبطوا من القرآن والسنة ما يمكن ان يسهل شعائر الحج.

وعدد القتلى في كارثة الخميس هو الاسوأ منذ سقوط 1426 قتيلا في تدافع في نفق بمكة في عام 1990.

وافاد المتحدث باسم الداخلية السعودية ان 70% تقريبا من الحجاج الذين تجاوز عددهم هذه السنة المليوني ونصف المليون حاج كانوا يريدون مغادرة منى بعد الرجم وان ستمئة الف حاج كانوا على جسر الجمرات ينتظرون الزوال للبدء بالرجم عند الساعة 12,28 (08,28 تغ).

وقال "الاسباب الحقيقية للحادث هي اسباب ممكن ربطها بديناميكية الحشد وخاصة عند رمي الجمرات".

واكد التركي ان السلطات السعودية ستهدم الاسبوع المقبل جسر الجمرات الذي شهد عدة حوادث تدافع في السنوات الاخيرة لتتمكن من اعادة بنائه لموسم الحج المقبل ليصبح اوسع موضحة انه سيتألف من اربعة مستويات عند انتهاء العمل فيه عام 2008.

وكانت السلطات وعدت بتحسينات مشابهة اثر حادثة التدافع التي وقعت في موسم الحج عام 2004 والتي اسفرت عن مصرع 254 حاجا.

واذ اشار التركي الى نية حكومته تقديم تعويضات لعائلات الضحايا اكد ان هذه التعويضات "لا تاتي نتيجة مسؤولية (تتحملها الحكومة) بل تاتي من الدولة لتسهيل معاناة ذوي واسر الحجاج الذين توافيهم المنية لاسباب مثل هذه".

والى جانب الحلول التقنية طرح وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز الجمعة فكرة ان ينظر علماء الدين في امكانية السماح للحجاج بالرجم قبل الزوال.

ويبدو ان حجاج دول جنوب شرق آسيا هم الاكثر تضررا من حادثة التدافع عند جسر الجمرات الخميس في منى شرق مكة المكرمة (غرب) عندما كان يهم اكثر من نصف مليون حاج للرجم عند الجمرة الصغرى.

واكدت باكستان انها فقدت 44 حاجا في الماساة بينما قالت الهند ان عدد الضحايا الهنود وصل الى 28 وما يزال مئة حاج هندي في عداد المفقودين.

واستمر تدفق الحجاج السبت الى مشرحة مجمع المعيصم للتعرف على جثث اقرباء فقدوهم و لتبيان مصير مفقودين من خلال التعرف على صور القتلى التي عرضت على الواح او بثت على شاشات تلفزيونية في المكان.

وقال حسين صالح بهشوان نائب مدير مشرحة مجمع المعيصم الطبي بالقرب من منى ان الحجاج "ما يزالون ياتون الى المركز باعداد كبيرة ليتعرفوا على ذويهم او يستلموا الجثث" ورفض الادلاء بتفاصيل اضافية حول جنسيات الجثث التي تم التعرف عليها.

 وفيما يلي قائمة بجنسيات القتلى المعروفة حتى الان كما

اعلنتها السلطات السعودية ومسؤولون من دول اخرى. ولا تزال

السلطات تعمل على تحديد هوية باقي القتلى.

 الدولة                 عدد القتلى

 الهند                      44

 باكستان                   37

 السعودية                  28

 بنجلادش                    11

 مصر                       10

 اليمن                     7

 تركيا                     6

السودان                    6

 جزر المالديف               6

 الجزائر                    5

 افغانستان                 5

 المغرب                     4

 العراق                    3

 اندونيسيا                 2

 سوريا                     2

 ايران                     2

 عمان                      2

 الصين                      2

 بلجيكا                    1

 بريطانيا                  1

 تشاد                      1

 اثيوبيا                   1

 فرنسا                     1

 المانيا                    1

 غانا                      1

 الاردن                     1

 نيجيريا                    1

 الاراض الفلسطينية          1

 تركمانستان                1

 الامارات العربية المتحدة    1

 المجموع 194

 -اعداد قتلى المملكة العربية السعودية قد تشمل افرادا

من قوات الامن.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 15/كانون الثاني/2006 - 14/ذي الحجة/1426