تكاليف حرب العراق قد تتجاوز الـ تريليوني دولار

قالت دراسة نشرت اخيرا ان تكاليف حرب العراق قد تتخطى تريليوني دولار وهو ما يفوق كثيرا تقديرات البيت الابيض قبل الحرب اذا تم تضمينها النفقات على الاجل الطويل مثل الرعاية الصحية مدى الحياة لآلاف من الجنود الامريكيين الجرحى.

وأوضحت الدراسة التي قام بها خبراء حائزون جائزة (نوبل) في مجال الاقتصاد بالاضافة الى خبراء اقتصاد من جامعة (هارفارد) الامريكية ان هذه التكلفة تزيد اكثر من عشرة اضعاف مما كان توقع في الماضي ولاسيما التكلفة التي وضعتها الادارة الامريكية.

وذكرت الدراسة ان التكلفة شملت مصاريف الرعاية الصحية للجنود الذين اصيبوا بجروح في العمليات المسلحة في العراق بالاضافة الى تأثيرات هذه الحرب على الاقتصاد الامريكي.

واستنتجت الدارسة ان الادارة الامريكية مازالت تقلل من اهمية التكاليف الباهظة للحرب في العراق داعية الى تغيير هذا الموقف.

وضمن جوزيف ئي. استيجليتس استاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا وليندا بيلمز المحاضرة في جامعة هارفارد دراستهما مدفوعات التعويض عن العجز للجنود الامريكيين الجرحى وعددهم 16 الفا يعاني نحو 20 في المئة منهم من اصابات خطيرة في المخ والعمود الفقري.

وقالا ان دافعي الضرائب الامريكيين سيتحملون اعباء تكاليف سوف تبقى طويلا بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق.

وقالت الدارسة في اشارة الى التكاليف الكلية للحرب "حتى اذا نظرنا نظرة متحفظة فاننا نندهش من ضخامتها. ويمكننا القول ببعض اليقين انها تفوق تريليون دولار."

وكان ميتش دانييلز مدير الميزانية للبيت الابيض قبل الغزو تنبأ بان غزو العراق سيكون "جهدا يمكن تحمل تكاليفه" ورفض تقدير مستشار البيت الابيض الاقتصادي انذاك لورانس ليندساي بان تبلغ تكاليف حرب العراق الكلية مئة مليار دولار الى 200 مليار ووصفه بانه "مرتفع للغاية".

وتشمل النفقات غير المنظورة تجنيد عناصر جديدة للانضمام الى الجيش وتباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي على الاجل الطويل وتكاليف الرعاية الصحية لعلاج الامراض العقلية لقدامى الحرب على الاجل الطويل.

وقال الباحثان ان نحو 30 في المئة من الجنود الامريكيين اصيبوا بامراض تتصل بالصحة العقلية خلال ثلاثة اشهر او اربعة من عودتهم من العراق حتى يوليو تمو عام 2005 وذلك استنادا الى احصاءات الجيش.

وبنى استيجليتس الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001 والمنتقد المفوه لسياسة حكومة بوش في العراق وبيلمز توقعاتهما في جانب منها على الحروب الماضية وضمناها النفقات الاقتصادية لارتفاع اسعار النفط وزيادة عجز الميزانية الامريكية واشتداد عدم الامن الذي خلفته حرب العراق.

وقالا ان جزءا من الزيادة في اسعار النفط -نحو 20 في المئة من الزيادة البالغة 25 دولارا في البرميل منذ بدء الحرب- يمكن ارجاعها مباشرة الى الحرب وان ذلك كلف الولايات المتحدة خسارة نحو 25 مليار دولار.

ويفترض تقدير التكلفة الكلية للحرب بمقدار تريليوني دولار بقاء القوات الامريكية في العراق حتى عام 2010 .

وتقول الصحيفة لاغادرديان ان هذا التقرير على الارجح سيضيف ضغوطا جديدة على البيت الابيض بشأن الحرب كما يأتي بعد الكشف عن أن البيت الابيض ينوى خفض طموحاته لاعادة بناء العراق ولا ينوى طلب المزيد لتمويل الاعمار.

من جهته يعتزم الرئيس الامريكي جورج بوش تهيئة الرأي العام الامريكي للمزيد من التضحيات في العراق خلال 2006.

فقد اوضح البيت الابيض ان الرئيس الامريكي جورج بوش يعتزم تحذير الامريكيين من ان عام 2006 قد يشهد المزيد من التضحيات في العراق وذلك في اول خطاب يلقيه في العام الجديد حول الموقف الامريكي هناك.

وقال المتحدث باسم المقر الرئاسي سكوت ماكليلان في ايجاز للصحافيين ان "الرئيس سيطلب من الامريكيين المزيد من الصبر والتضحية في العراق لمقاتلة الموالين لصدام".

واضاف ان بوش يعتزم في الخطاب تحديد نوعية التقدم الذي يمكن للشعب الامريكي ان يتوقع حدوثه في العراق هذا العام "واعتقد ان من المهم الاحاطة علما بأين نقف الان والقاء نظرة على اين كان العراق منذ عام مضى واين هو اليوم .. فقد تحقق تقدم هائل لكن هناك صعوبات وتحديات لا تزال موجودة".

كما يعتزم بوش في خطابه بحث التقدم الذي جرى احرازه على صعيد تدريب الجيش والقوات الامنية العراقية كما سيوضح ان عام 2006 سيشهد المزيد من التقدم في العراق حسبما ذكره المتحدث.

واضاف ماكليلان ان بوش سيوضح في خطابه ايضا الخطوات التي تقوم بها الادارة الامريكية لضمان اتباع الشرطة والقوات العراقية المعايير الاخلاقية فيما يتعلق بحقوق الانسان ومعاملة الشعب في ضوء التقارير التي تتحدث عن انتهاكات تتم خلال الاستجوابات العراقية للمتهمين والمشتبه بهم.

وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض "عام 2006 سيشهد المزيد من الاختبارات والتضحيات. الارهابيون واتباع صدام (حسين الرئيس العراقي السابق) يريدون الاستمرار في محاولة اخراج عملية الانتقال الى الديمقراطية عن مسارها. انهم يقاتلون التقدم."

وقال مكليلان "سيقول كيف اننا في كل هذه المجالات تعلمنا من التجربة وكيف اننا نصلح ما لا يعمل ونتكيف كما هو ضروري لنستكمل المهمة."

ويرفض الرئيس الامريكي وضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية من العراق لكنه يقول انه بوسع القوات الامريكية الانسحاب حين تصبح قوات الامن العراقية قادرة على تحمل مسؤولية الامن.

وقتل أكثر من 2200 امريكي ونحو 30 الف عراقي في الحرب.

وصرح مكليلان بان الرئيس الامريكي سيدعو في خطابه ايضا المجتمع الدولي للوفاء بما التزم به في العراق.

وأضاف "المجتمع الدولي وعد بتقديم اكثر من 13 مليار دولار. هناك عدد من الدول التي لم تف بما وعدت. وهناك حاجة الى الوفاء بهذه الالتزامات لمساعدة الشعب العراقي على المضي قدما."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 13/كانون الثاني/2006 - 12/ذي الحجة/1426