السعودية تهاجم الجعفري: يستغل الحج كورقة لتحقيق مكاسب انتخابية في العراق.. انهيار المبنى بمكة يثير انتقادات للسلطات

استهجنت السعودية تصريحات رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري التي ادعى فيها أن السعودية لم تسهل دخول العراقيين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام وأنها لم تأخذ في الاعتبار رغبة اعداد متزايدة من العراقيين أداء فريضة الحج منذ سقوط نظام صدام حسين .

واعتبر مصدر مسؤول في وزارة الحج في تصريح نقلته وكالة الانباء السعودية تصريحات الجعفري بانها استخدام للحج كورقة يعالج بها تردي مكانته السياسية داخل بلاده وزجه بشؤون الحجاج لتحقيق مكاسب انتخابية .

واكد ان السعودية ظلت ولا تزال تقدم العون في كل مرة للتسهيل على أكبر عدد من الحجاج العراقيين للقدوم عن طريق الجو وغضت الطرف عن عجز الجعفري في الوصول الى اتفاقية نزيهة لاستئجار الطائرات اللازمة لنقل هؤلاء الحجاج وتذبذب قراره بين لحظة وأخرى . وأضاف المصدر أن السعودية كانت طوال السنوات الماضية وما تزال خير معين للعراق في تنظيم أمور حجاجه واستيعابهم وخصهم دون غيرهم بأخذ تأشيرات الحج من منافذ الدخول. وقال ان السعودية تعاملت بالتقدير والاحترام مع الأخوة القائمين على شؤون الحج في العراق وتفهمت صعوباتهم وتغاضت عن عدم التزامهم بما يبرم معهم من اتفاقيات حول أعداد حجاجهم ومنافذ دخول وخروج هؤلاء الحجاج وأعانتهم على إيجاد الحلول لمشاكلهم.

واضاف المسؤول انه الى جانب ذلك استضافت السعودية ألوفا من الحجاج العراقيين تقديرا لطلبات الجانب العراقي وكان الجعفري تحديدا من أكثر من قدرتهم السعودية وأعانته على تصريف شؤون الحج ووضعته محل الاحترام والضيافة . وقال ان الجعفري ترأس بعثة حج بلاده قبل توليه منصب رئيس الوزراء في العراق ويعرف حق المعرفة التفهم الكبير والجهد المنقطع النظير والمرونة الفائقة التي تبديها جميع الجهات المعنية بالحج في السعودية للتسهيل على الحجاج العراقيين. واشار الى التسهيلات المقدمة لاعداد الحجاج العراقيين الذين قدموا لأداء فريضة الحج خلال العامين الماضيين وزاد بأكثر من 40 في المائة عن الحصة الرسمية المقرة لحجاج العراق على أساس قرار مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي حدد حصة كل دولة بألف حاج لكل مليون من سكانها من المسلمين وزاد بأكثر من الضعف عما كان عليه في سنوات حكم نظام صدام حسين.

كما قبلت السعودية خلال العامين الماضيين بتقديرات الجانب العراقي لعدد السكان بالرغم من المبالغة فيه وتعاملت بكل التعاون مع عدم قدرة السلطات العراقية المعنية بالحج وعلى رأسها الجعفري على ضبط اصدار وثائق السفر للعراقيين الراغبين في أداء الحج وعجزها عن توزيع تلك الوثائق بصورة عادلة منصفة بين الحجاج العراقيين وكيف كان كل ذلك يخضع للحسابات الفئوية والمناطقية وحتى المذهبية.

يذكر ان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز كان قد اكد قبل يومين تسهيل منح الحجاج العراقيين تاشيرات الدخول في (منفذ جديدة عرعر) الحدودي وفي المطارات بدلا عن ما كان متبعا في السابق بالحصول عليها من السفارة السعودية في الاردن.

وفي بغداد حيث أمضى آلاف الحجاج العراقيين حوالي الأسبوع في المطار وظل المئات في جامع أم القرى في انتظار نقلهم الى الديار المقدسة، اتهم الحجاج العراقيون الحكومة باعتماد مبدأ المحاصصة الطائفية والرشاوى والوساطات في اختيار المشمولين بأداء فريضة الحج.

من جهة اخرى أعلنت السعودية أمس انتهاء عمليات الإنقاذ ورفع أنقاض المبنى السكني المنهار في مكة المكرمة بعد مرور أكثر من 36 ساعة على الحادثة. وافادت وزارة الداخلية في بيان مساء امس ان عدد الضحايا ارتفع الى 76، بعدما كانت اعلنت نهاراً ان الضحايا 53 شخصاً وان المصابين 62.

وقال مدير الدفاع المدني الفريق سعد التويجري في تصريح صحافي: «انتهت عمليات الإنقاذ ورفعت الأنقاض، بعد أن أكدت الأجهزة المستخدمة والكلاب البوليسية عدم وجود أشخاص أحياء أو مصابين». وأضاف: «تم تنظيف الموقف وتسليمه وفتح منطقة الحادث».

وكانت وزارة الصحة أعلنت هويات 4 من الوفيات، هم: جزائري وتونسيان وإيراني وبنغالي. وبين المصابين ستة إماراتيين بينهم امرأة، و14 سعودياً وأربعة جزائريين ومغربيان وستة مصريين وخمسة تونسيين منهم امراتان، وثلاثة يمنيين وإندونيسيان وثلاثة باكستانيين وثلاثة ماليزيين وثلاثة هنود وتركيان وفرنسية.

وتعد حوداث التدافع او هجمات المتشددين او امكانية انتشار فيروس خطير وسط الحشود من الاحتمالات التي تثير قلق القائمين على الحج هذا العام.

ورغم الحادث عبر الحجيج المتجمعون بالمسجد الحرام يوم الجمعة عن سعادتهم بأداء فريضة الحج.

وقال عبد الحكيم وهو نيجيري عمره 23 عاما "اذا حدث لنا أي شيء فهذه مشيئة الله.. سواء أكان ذلك انفلونزا الطيور أو انهيار مبنى او اي شيء اخر."

وخلال السنوات الاخيرة شهد الحج أحداثا سقط فيها قتلى. وقتل قرابة 250 حاجا في تدافع خلال رمي الجمرات في عام 2004 .

ويحذر خبراء في الصحة من ان الحشود الكبيرة يمكن أن تهييء الظروف لظهور سلالة وبائية من فيروس انفلونزا الطيور.

ويأتي كثير من الحجاج من دول اسيا التي تسببت فيها سلالة (اتش.5.ان.1) من فيروس انفلونزا الطيور في مقتل أكثر من 70 شخصا منذ عام 2003. وفي الايام الاخيرة توفي ثلاثة أطفال بالمرض في تركيا التي لها بعثة حج كبيرة.

وتقول السعودية انها انفقت 25 مليون ريال (6.7 مليون دولار) على شراء عقار تاميفلو الذي يمكنه تقليل حدة مرض الانفلونزا في حال تناوله خلال ايام من ظهور الاعراض.

وتشعر السلطات السعودية ايضا بالقلق من احتمال حدوث اي هجمات للمتشددين وقامت بنشر 60 ألف رجل أمن لتأمين الحج.

ويشن مؤيدو تنظيم القاعدة حملة بدأت قبل نحو عامين للاطاحة بالاسرة السعودية المالكة وان كانت حدة العنف قد تراجعت خلال العام الماضي.

وأثار مقتل 76 شخصا في نزل بمكة قبل بدء شعائر الحج انتقادات من جانب وسائل الاعلام للسلطات يوم السبت.

وقال الكاتب عبد الرحمن الراشد في عموده بصحيفة الشرق الاوسط "وهذه عمارة أخرى هوت.. ومع كل مبنى ينهار تتكشف سوءات الادارة البيروقراطية.. وسوء الرقابة.. ولا مبالاة اجهزة المحاسبة."

ووقع الحادث في وقت تجمع فيه مئات الالاف من الحجاج بمكة لاداء شعائر الحج يوم الاحد وتستمر خمسة ايام.

وسبب انهيار النزل احراجا للسعودية التي ترتكن سمعتها في العالم الاسلامي الى حد كبير على قدرتها على استضافة 2.5 مليون حاج سنويا.

وكان المسؤولون قدروا عدد الضحايا في البداية بخمسة عشر قتيلا لكن بعد رفع عمال الانقاذ للانقاض يوم الجمعة ارتفع العدد فجأة بشكل كبير.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية ان سبب الانهيار لا زال غير واضح. وابلغ صحفيين غاضبين ان النزل حصل على ترخيص من وزارة الصناعة والتجارة.

وكتب عبد العزيز الجار الله في صحيفة الرياض اليومية "تسعى الدولة والمواطنون المخلصون في كل سنة الى انجاح موسم الحج.. الدولة تضخ الملايين لاقامة المشاريع وادارة الحج بكامل قطاعات الدولة والمواطنون من رجال الاعمال المخلصين يلتزمون بالانظمة لكن البعض بغير قصد وسعيا الى الكسب السريع يسعى الى احراج الدولة أمام المجتمع الدولي من خلال التجاوزات وعدم التقيد بالتعليمات."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 8/كانون الثاني/2006 -  7/ذي الحجة/1426