جنازات كربلاء تتحول الى مظاهرات غضب للشيعة العراقيين وبيانات تندد بالتفجيرات

دفن العراقيون يوم الجمعة شهداء يوم دام دفع بعض الشيعة للدعوة الى رد على المسلحين الذين يغلب عليهم العرب السنة الذين يلقون عليهم باللائمة في التفجير الانتحاري الذي وقع بمدينة كربلاء الشيعية.

وحث زعماء سياسيين ودينيين شيعة بارزين على ضبط النفس ودعوا اتباعهم الى وضع ثقتهم في الحكومة المقبلة التي تنبثق ببطء عن الانتخابات البرلمانية التي جرت في 15 ديسمبر كانون الاول والتي ينتظر أن يهيمن عليها الاسلاميون الشيعة.

وكان كبار رجال الدين الشيعة أكثر ضبطا للنفس وحثوا المصلين على عدم ابتلاع الطعم الذي يلقي به المفجرون.

وقال علي الفتلاوي أحد ممثلي المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني ان الحرب الاهلية التي يسعى المفجرون الى اشعالها لن تحدث.

وقال امام الاف المصلين داخل ضريح الامام الحسين انه ينبغي أن يكون الشعب العراقي أكثر حذرا ويقظة كما ينبغي ان ينأى بنفسه عن أي شيء يشجع على الصراع.

ودعا هادي العامري الامين العام لميليشيا فيلق بدر الشيعية التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يعد أحد اقوى الاحزاب السياسية في البلاد الى التزام الهدوء لكنه تساءل بشان المدة التي يستطيع الزعماء السياسيون كبح انصارهم الغاضبين.

وقال لرويترز ان الناس على وشك الانفجار. واضاف انهم ابلغوا السفيرين البريطاني والامريكي في العراق انه اذا خرج الشيعة عن السيطرة فلا ينبغي ان يوجهوا اليهم اللوم.

وقال ان الرأي العام الشيعي ظل مطيعا لرجال الدين ولزعمائه ولكن التساؤل هو "الى متى."

وتابع ان الناس ليسوا أغبياء وانهم يقولون لهم أنهم اذا لم يكونوا قادرين على حمايتهم فليتركوهم يحمون أنفسهم.

وفي كربلاء ضعت أم علي يديها على وجهها وانفجرت في البكاء متضرعة أن ينزل الله عقابه بمن قتلوا أكبر ابنائها و52 اخرين على الاقل في تفجير انتحاري في مدينة كربلاء الشيعية جنوب العراق يوم الخميس.

وقالت المرأة التي تبلغ من العمر 48 عاما والمتشحة بالسواد مثل مئات اخرين في المدينة الشيعية يشيعون احبائهم "ولدي كان عائلنا الوحيد."

وأضافت "الآن وقد فقدناه فان عائلتي ستعاني." ومضت أم علي تشرح كيف كان ابنها (21 عاما) يعمل بائعا متجولا في سوق مجاورة لضريح الامام الحسين عندما وقع الهجوم.

واستطردت قائلة "ليس لدينا أحد ينفق علينا" فيما بدأ المصلون والحجيج يتوافدون على الضريح لاداء صلاة الجمعة وتشييع الضحايا.

ومضت تتساءل "هل يطلقون على قتل الفقراء مقاومة؟"

وتدلت لافتات سوداء تندد بالتفجير من مبان حول الضريح فيما واصل أصحاب المحال التنقل عبر الحطام في موقع التفجير لمعاينة بقايا محلاتهم وأكشاكهم المحترقة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن لا يساور أحد في كربلاء الشك في أنه من تدبير متشددين سنة أعلنوا الحرب على الاغلبية الشيعية في العراق.

وقالت تقية محمد فيما كانت تجلس في مركز طبي قريب ترعى ابنها وزوجها اللذين كانا من بين 148 جريحا "انهم يريدون ايذاءنا لاننا شيعة. انهم يكرهوننا."

وقال بعض المشيعين انه من الواضح أن الهجوم انتقام من الشيعة للفوز الذي حققوه في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي والتي يقول بعض العرب السنة وساسة علمانيون أنها زورت وهي اتهامات يجري الآن تحقيق فيها.

وندد كبار رجال الدين الشيعة بالهجوم لكنهم حثوا اتباعهم على عدم الرد كما فعلوا بعد كثير من الاعمال الوحشية التي ارتكبت في الماضي.

لكن هذه الدعوات لضبط النفس بالنسبة لبعض الشيعة مثل محمد عباس حيدر الذي يسكن في كربلاء تقابل باستياء مثلها مثل التفجيرات نفسها. وقال ان الوقت حان كي يدافع الشيعة عن أنفسهم.

واستطرد قائلا "هذا كثير... اتمنى لو أعطوني الضوء الاخضر لاحارب هؤلاء الناس وألقنهم درسا."

ووافق جبار نصر صاحب متجر على ذلك.

وقال غاضبا "السنة يقفون وراء هذه الاعمال الاجرامية. أناشد مؤسساتنا الدينية الشيعية أن تأذن لنا بالرد." ومضى متسائلا "الى متى سنظل صامتين؟"

وأغضب التفجير الزعماء السياسيين الشيعة وهو واحد من عدة تفجيرات أدت الى مقتل 180 شخصا في العراق خلال الايام الثلاثة الماضية.

ووصف مسؤول شيعي كبير هذه الهجمات يوم الخميس بأنها "حرب معلنة" على الشيعة.

وأعرب سكان كربلاء عن اعتقادهم بأن منفذي التفجيرات يحاولون الضغط على الحكومة القادمة التي سيهيمن عليها اسلاميون شيعة لقبول مطالب السنة بالحصول على مناصب كبيرة في الحكومة.

وقال قاسم زين (27 عاما) "ما حدث هنا انذار للاحزاب الشيعية والحكومة بأن جميع المحافظات الشيعية ستشهد هجمات مماثلة اذا لم يقبلوا بمطالب السنة."

وحمل علي محمد كاظم وهو تاجر عمره 40 عاما الاحزاب السياسية السنية مسؤولية التفجير.

وقال "يزعمون دائما ان العملية السياسية تهمشهم وأن هذا نتيجة لشكواهم.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 8/كانون الثاني/2006 -  7/ذي الحجة/1426