وسط تكتلات تجارية عالمية متنامية.. الدول العربية تستورد 92%من احتياجاتها من العالم الخارجى

حذر الامين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية الدكتور احمد جويلى من ضعف حجم التجارة البينية بين الدول العربية والذى يقدر حاليا بنحو 8 بالمائة الامر الذى يعنى ان الدول العربية تستورد 92 بالمائة من احتياجاتها من العالم الخارجى .

وقال جويلى فى كلمته أمام ندوة عقدت اليوم تحت عنوان "اتجاهات وتنمية الاستثمار فى الدول العربية" ان المجلس يعمل على توسيع قاعدة الاستثمار فى الدول العربية مؤكدا ضرورة قيام مصالح وتجارة بينية واستثمارات ومشروعات مشتركة بين الدول العربية حتى يمكن تحقيق حلم قيام السوق العربية المشتركة . واوضح أن فى مقدمة قائمة الاستيراد فى الوطن العربى الالات والمعدات نظرا لفشل الدول العربية فى انتاجها لافتقارها للتكنولوجيا اللازمة لها الى جانب معدات النقل موضحا "انه حتى وان وجدت صناعات تجميعية فى هذا المجال فهى مستوردة من الخارج".

وأضاف ان الوطن العربى يستورد معظم احتياجاته من الغذاء حيث يتم استيراد 50 بالمائة من الحبوب وثلثى احتياجاته من الزيوت والعدس والفول وغيرها".

وذكر أن حجم الفجوة الغذائية الموجودة فى العالم العربى يقدر بنحو 15 مليار دولار مضيفا أنها محصلة الفارق بين حجم الاستيراد من الخارج الذى يقارب حوالى20 مليار دولار والصادرات العربية والتى تبلغ خمسة مليارات دولار.

وقال جويلى ان مجلس الوحدة الاقتصادية العربية أعد خريطة استثمارية تحتوى على نحو 3700 مشروع من جميع الدول العربية فى مجالات مختلفة وموجودة على شبكة الانترنت وبها كم هائل من المعلومات مثل الاتفاقيات العربية فى مجال الاستثمار والضرائب وانتقال رؤوس الاموال الى جانب الاتحادات العربية النوعية المتخصصة العاملة فى نطاق المجلس من 15 دولة عربية.

وذكر ان معدلات الاستثمارات البينية فى الدول العربية وصلت الى حوالى ستة مليارات دولار منذ عام 2001 وبمتوسط سنوى نحو مليار دولار نظرا لان المستثمرين العرب بدأوا فى زيادة معدلات استثماراتهم فى الدول العربية مضيفا ان هناك حركة بناء وتعمير كبيرة فى دول الخليج.

واعتبر جويلى ان الخريطة الاستثمارية تمثل احدى الخطوات لتحسين مناخ الاستثمار فى البلاد العربية مضيفا أن الامر يحتاج كذلك الى اصلاحات كثيرة فى الدول العربية.

وأكد جويلى ان المشاكل الداخلية فى الدول العربية أصعب بكثير من المشاكل الخارجية واخطرها مشكلة البطالة والتى تقدر بنحو 20 بالمائة من حجم القوى العاملة فى العالم العربى بما يعنى ان هناك نحو 20 مليون عاطل داخل المنطقة العربية وأغلبهم من الشباب المتعلم.

وحذر من انه اذا استمرت تلك المعدلات على ماهى عليه حاليا فانه بعد عشر سنوات سيرتفع عدد العاطلين عن العمل الى نحو 50 مليون عاطل معظمهم من الشباب ووصف مشكلة البطالة بأنها "خطيرة للغاية" .

وقال جويلى انه من المهم ربط التجارة بعملية التنمية ورفع معدلات الاستثمار فى الدول العربية حتى يمكن زيادة معدلات التنمية مضيفا ان المشكلة هى فى كيفية العمل على رفع معدل النمو من 3 بالمائة الى 8 أو 9 بالمائة لامتصاص اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل وخفض معدلات البطالة.

وذكر ان التجارة البينية كانت ضعيفة فى السابق الا انها تحركت الى اعلى وارتفع معدل الاستثمار البينى وشهدت الاقتصادات العربية مؤخرا قفزات نظرا لزيادة اسعار البترول من 26 - 56 دولارا الامر الذى رفع معدل الناتج الاجمالى فى الدول العربية الى 800 مليار مقابل 700 مليار فى السابق.

وأكد جويلى انه لايمكن فصل السياسة عن الاقتصاد قائلا "نحن نعيش فى منطقة مليئة بالاضطرابات الشديدة مثل الوضع فى فلسطين والعراق ودارفور وغيرها الامر الذى لايمكن اى مستثمر اجنبى من الاستثمار داخل المنطقة العربية فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة".

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 8/كانون الثاني/2006 -  7/ذي الحجة/1426