بغداد تستقبل العام 2006 بالسيارات المفخخة

استقبل العالم العام الجديد  بالالعاب النارية فقد اضاءت الالعاب والمفرقعات النارية ليل السبت الاحد سماء الكرة الارضية احتفالا بانتهاء عام 2005 وبداية العام 2006، لكن بغداد استقبلت الاحد العام الجديد 2006 بموجة سيارات مفخخة وعبوة ناسفة ادى انفجارها الى اصابة ما لا يقل عن 17 شخصا بحسب الحصيلة الاولية من مصادر عراقية امنية وطبية.

وقال مصدر في وزارة الدفاع فضل عدم الكشف عن اسمه ان "ثمان سيارات مفخخة انفجرت صباح الاحد في مناطق متفرقة من بغداد" مشيرا الى ان معظمها "كان متوقفا على جانب الطريق" في ظل غياب ملحوظ للدوريات الامريكية التي لم تحضر حتى الى مواقع الانفجارات.

واوضح ان "السيارة الاولى التي كان يقودها انتحاري انفجرت في منطقة المسبح (وسط) ما ادى الى اصابة اثنين من المدنيين" فيما اكد اكد مصدر في مستشفى ابن النفيس "استلام خمسة جرحى جراء هذا الانفجار".

وانفجرت السيارة الثانية "التي كانت متوقفة بالقرب من سينما البيضاء في منطقة بغداد الجديدة (جنوب شرق) دون ان توقع خسائر بالارواح".

وانفجرت سيارة ثالثة "متوقفة في منطقة الاعظمية (شمال) لدى مرور دورية للجيش العراقي مما الحق اضرارا بعدد من السيارات".

وفي منطقة المشتل (شرق) انفجرت سيارتان مفخختان الاولى عند الساعة 09,45 بالتوقيت المحلي (06,45 تغ) "اسفرت عن اصابة مدني واحد بجروح" وادت الثانية "الى اصابة ثلاثة مدنيين وتدمير عدد من السيارات".

وانفجرت سيارة مفخخة سادسة في منطقة زيونة (شرق) دون ان تسفر عن وقوع اصابات.

اما السيارة المفخخة السابعة فانفجرت في منطقة الحبيبية (شرق) عند الساعة 10,30 (07,30 تغ) قرب احد المطاعم الشعبية "ما ادى الى اصابة ستة مدنيين بجروح".

كما تم وفق مصدر وزارة الدفاع "تعطيل سيارة مفخخة ثامنة في منطقة الغدير (شرق)".

واصيب اثنان من الشرطة بجروح في "انفجار عبوة ناسفة على دوريتهما قرب معسكر الرشيد".

كما انفجرت عبوة ناسفة في منطقة بغداد الجديدة قرب مطعم شعبي مما تسبب باصابة ثلاثة مدنيين بجروح وانفجرت سيارة مفخخة قرب ساحة ميسلون في شارع الغدير بعد ان اغلقت الشرطة العراقية المكان على اثر ورود اخبارية عن وجود سيارة مفخخة حيث قام خبراء المتفجرات بتفجيرها بشكل مسيطر عليه .

اعقبها انفجار سيارة مفخخة قرب مبنى الامن العامة السابق في منطقة البلديات لدى مرور دورية للشرطة مما تسبب باصابة مدني واحد وشرطي عراقي واحداث اضرار في العديد من السيارات المدنية .

واستقبلت بغداد رأس السنة الجديدة بطلقات نارية كثيفة في الهواء لمدة نحو عشر دقائق رغم استمرار منع التجول الذي يحول ليلا شوارع العاصمة العراقية الى ممرات تقتصر على القوات الاميركية والامنية العراقية.

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري اعربا مساء السبت عن املهما بان يشهد عام 2006 قيام حكومة وحدة وطنية قادرة وذلك في كلمتين منفصلتين وجهاها الى العراقيين بمناسبة راس السنة.

من جانب اخر اعلن الناطق الرسمي باسم وزارة النفط الاحد ان حركة التوزيع استؤنفت على نطاق محدود في مصفاة بيجي (200 كلم شمال بغداد) الرئيسية للمشتقات النفطية التي كانت قد توقفت منذ نحو 10 ايام بسبب تهديدات ارهابية.

واوضح عاصم جهاد لوكالة فرانس برس "ان عددا محدودا من الصهاريج بدأ امس السبت بنقل المشتقات النفطية من المصفاة بعد ان توقف العمل بسبب تراكم المنتوجات من جراء توقف التوزيع".

واعرب عن امله "بان يتحسن الوضع في الايام المقبلة وان تعاود المصفاة عملها بشكل طبيعي" بدون ان يعطي تاريخا محددا.

وكانت مصفاة بيجي قد توقفت عن العمل منذ 21 كانون الاول/ديسمبر بسبب تهديدات ارهابية وجهت لاصحاب الصهاريج بتفجيرها وقتل سائقيها كما افاد جهاد في حينه.

وتشهد بغداد طوابير طويلة من السيارت امام محطات المحروقات بسبب توقف التوزيع وقرار الحكومة برفع اسعار هذه المواد الحيوية.

واحتفل اكراد العراق بقدوم العام الجديد 2006 وسط اجراءات امنية مشددة دون وقوع حوادث تذكر فنزلوا الى الشوارع واكتظت بهم المطاعم والفنادق معربين عن الامل بان يعم الاستقرار الذي يستفيدون منه كافة المناطق العراقية الاخرى.

وشهدت جميع الفنادق والمطاعم الكبرى في مدينة اربيل (350 كلم شمال بغداد) معقل الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني احتفالات وأمسيات غنائية امتدت حتى ساعات فجر الاحد كما جرت احتفالات عفوية في الشوراع الرئيسية في المدينة والحدائق العامة وسط انتشار قوات الشرطة والامن الكردية.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان اغلب المواطنين خرجوا الى شوارع وساحات المدينة العامة للاحتفال بقدوم راس السنة الجديدة وهم يرفعون الاعلام الكردية بالالوان الاخضر والاحمر والاصفر فيما اطلقت في سماء المدينة الالعاب النارية.

واعرب العديد من المواطنين عن تمنياتهم بان يتوسع الامن والاستقرار الذي ينعمون به في مناطقهم التي تتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991 ليشمل جميع انحاء العراق.

وقال كاروان علي (30 عاما) الذي اتى للاحتفال وسط المدينة مع ابنه الصغير البالغ من العمر اربعة اعوام كي يلتقط له صورا تذكارية مع دمية لبابا نويل وضعت في احدى الحدائق العامة وسط المدينة "اتمنى ان يستمر الامن والاستقرار الذي ننعم به في مناطقنا وان يشمل هذا الامن قريبا كل انحاء العراق".

ومن جانبه قال كامل احمد (25 عاما) ان "الامن والاستقرار الذي نتمتع به في مناطقنا نعمة دفعنا للخروج والاحتفال في هذه الليلة دون خشية ودون خوف".

وكانت اجواء الاحتفال في هذا العام تختلف كثيرا عن الاعوام المنصرمة فقد زينت الشوارع بالاضواء الملونة ووضعت اشجار اعياد الميلاد على الارصفة وفي الحدائق العامة وترتدي مجموعة من الشبان ملابس البابا نويل ووزعوا الهدايا على الاطفال.

وقال هاوار كاوا (18 عاما) "أمل ان يعم السلام والامن والاستقرار في عموم العراق لنحتفل كباقي دول العالم دون خوف او رهبة او خشية".

ومن جانبها قالت الصحافية الكردية تحرير عماد (30 عاما) التي شاركت عائلتها في هذه الاحتفالات "نتمنى الخير والبركة والسلام والامان لكردستان والعراق وان تحقق المرأة الكردية طموحاتها وان يكون لها صوتها المسموع في الحكومة العراقية الجديدة ونرى حكومتنا القادمة تؤدي مهماتها وتخدم شعبنا".

ومن جهتها اعربت صحيفة "التآخي" الكردية الناطقة باسم الحزب الديموقراطي الكردستاني في افتتاحيتها عن الامل في ان "يجعل الله العام الجديد 2006 عام اليسر والخير والامن والسلام لكل ابناء العراق". واوضحت ان "عام 2005 سيبقى من الاعوام الخالدة في سفر التاريخ الكردي".

واضافت ان "الشعب الكردي استطاع ومن خلال نضاله الطويل والشاق من اقناع الذهنية العراقية العامة بان المواقع السيادية في عراق القوميتين الرئيسيتين العربية والكردية ليست حكرا على قومية دون اخرى بل ليس مستحيلا ان يتسلم بعض من ابناء الشعب الكردي مواقع رفيعة وان رئيس اللجمهورية العراقية الفدرالية يمكن ان يكون كرديا".

واعرب الرئيس العراقي جلال طالباني وهو اول رئيس كردي يحكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية قبل نحو ثمانين عاما السبت عن امله بان يشهد عام 2006 قيام حكومة وحدة وطنية قادرة وذلك في كلمة وجهها الى العراقيين بمناسبة راس السنة.

وقال طالباني في كلمة بثتها قناة العراقية الرسمية "آمل بان تحتل مشاكل الامن والكهرباء والمياه المستمرة طليعة اهتمامات الحكومة الجديدة التي نامل بان تكون حكومة وحدة وطنية".

واضاف " شهد عام 2005 ثلاث عمليات اقتراع اولها للجمعية الوطنية تلاها الاستفتاء على مسودة الدستور ثم اختيار اعضاء مجلس النواب".

وقال "هذه الانتخابات رغم ما شابها من اعتراضات تشكل نقلة نوعية في ممارسة شعبنا الذي حرم من الديموقراطية سنوات طويلة".

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 2/كانون الثاني/2006 -  1/ذي الحجة/1426