التزوير يسقط خبير الاستنساخ هوانج من قمة الشهرة الى المهانة

سيطر العالم هوانج وو سوك على مخيلة الكوريين الجنوبيين بصعوده من راع فقير للابقار في الريف ليصبح باحثا يشار اليه بالبنان في العالم ويتمتع بشهرة نجوم الروك في بلده.

واستقال هوانج يوم الجمعة في مهانة من منصبه بجامعة سول الوطنية بعد أن قالت لجنة تحقيق بالجامعة ان البيانات في بحث مهم نشره فريقه عن تكوين خلايا منشأ جنينية مصممة لعلاج أمراض محددة زورت عن قصد.

وتلقى الكوريون الجنوبيون النبأ بصدمة. ويقول كثيرون منهم ان العالم الذي اشادوا به كبطل وكواجهة لكوريا الجنوبية وهي تصعد الى الصدارة العالمية في أبحاث التكنولوجيا المتقدمة اوقع بلادهم في حرج ولطخ صورتها.

وقال كون هيوك بوم العامل بأحد المكاتب "أشعر بحزن وخيبة أمل لان البحث مزور. كنت أرجو دوما أن تساعد أبحاث هوانج في خلايا المنشأ كوريا على أن تصبح الدولة الاولى في قطاع التكنولوجيا الحيوية."

وكان هوانج ينظر اليه على انه عالم شهير وبطل قومي سيجلب لبلاده جائزة نوبل. وانهالت عليه الهدايا والاوسمة والتمويل الحكومي.

وقال اوه ايل هوان من كلية الطب بالجامعة الكاثوليكية في كوريا الجنوبية "ربما كان من الافضل لو أن البروفسور هوانج ظل بعيدا عن الاضواء."

وقدمت حكومة كوريا الجنوبية ملايين الدولارات للمساعدة في تمويل أبحاث هوانج.

وانشأت مركزا عالميا لابحاث خلايا المنشأ افتتحه الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون قبل شهرين فقط لوضع كوريا في الصدارة في هذا الميدان وأشاد بانجازات هوانج كرمز لصعود البلاد.

وبدأت مشكلات هوانج في أواخر نوفمبر تشرين الثاني الماضي عندما اعتذر عن وجود زلات أخلاقية في بحثه للطريقة التي حصل بها فريقه على بويضات بشرية. وأثار ذلك ضجة كبيرة في وسائل الاعلام.

لكن هوانج ظل حتى قبل شهر واحد فقط في الصدارة في العالم.

ووصفت مجلة تايم الامريكية كلبا استنسخه فريقه بأنه اكثر الابتكارات المذهلة هذا العام. وتعتبر الكلاب من أكثر الحيوانات التي يصعب استساخها في العالم.

وانهار موقع مركز أبحاث خلايا المنشأ على شبكة الانترنت حتى قبل ان يبدأ المركز في قبول طلبات من الراغبين في أن تجرى عليهم اختبارات من كثرة المتقدمين الذين كانوا يتطلعون لهوانج لمساعدتهم في التغلب على أمراض عضال وقاتلة.

ونشأ هوانج (53 عاما) في منطقة ريفية فقيرة. وتوفي والده بينما كان صبيا ورعى ثلاثة رؤوس من الابقار لمساعدة أمه واسرته الفقيرة في السنوات الحالكة في اعقاب الحرب الكورية التي استمرت بين 1950 و1953.

وأكل أوراق الشجر عندما لم يجد طعاما كافيا.

وقال هوانج لرويتر في مايو ايار الماضي "عندما كنت طفلا كنت أحلم بأن أصبح طبيبا بيطريا."

وكان الطفل الوحيد في الفصل الذي تلقى تعليما بعد مرحلة التعليم الاساسي وقبل في وقت لاحق في جامعة سول الوطنية التي يعتبرها الكثيرون من أماكن الصفوة في التعليم.

وتخرج في الجامعة في عام 1979 وحصل على درجة الدكتوراه في الطب البيطري من الجامعة نفسها في عام 1992.

وعمل هوانج في استنساخ الحيوانات من عام 1999.

وفي عام 2003 استنسخ هو وفريقه أبقارا تتمتع بدرجات كبيرة من البنيان البروتيني الذي جعلها قادرة على مقاومة مرض جنون البقر.

وأحب هوانج العمل في المعمل وكان ينهي مقابلاته بسرعة بأن يدعو الصحفيين ليتبعوه للغرف التي يجري بها فريقه أبحاثه.

وضم فريق هوانج باحثين من كوريا الجنوبية وبنجلادش واندونيسيا وأسبانيا ودول أخرى. وهناك أربعة معامل في جامعة سول الوطنية تعمل في أبحاث الاستسساخ ومعملان اخران يعملان في أبحاث خلايا المنشأ البشرية.

وقال هوانج "العلم معني بالنضال من اجل الامال والاحلام وعملية تحقيق تلك الامال والاحلام."

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 29/كانون الاول/2005 -  26/ذي القعدة/1426