الانتخابات العراقية قد يلحقها تطورات جوهرية في الشرق الأوسط

وصف الخبير الأميركي المختص في شؤون الشرق الأوسط جاشوا مرافتشيك عدد "الانتخابات التنافسية النزيهة التي أجرتها دول الشرق الأوسط خلال العام 2005 بأنها تمثل حدثاً غير مسبوق على الإطلاق، وبأنها تمثل أكثر الإشارات وضوحاً على بزوغ الديمقراطية في المنطقة.

وكان مرافتشيك، وهو باحث في معهد أميركان انتربرايز الذي يعد من أبرز المؤسسات المعنية بإجراء وتحليل البحوث حول السياسة الأميركية، قد أجرى حواراً تفاعلياً على شبكة الإنترنت مع العديد من الصحفيين الشرق أوسطيين يوم 20 الشهر الجاري؛ حيث تلقى مرافتشيك الأسئلة على شكل رسائل إلكترونية عبر موقع مكتب برامج الإعلام الخارجي، وقام هو بالرد على هذه الأسئلة فورا وبنفس الطريقة. وكان موضوع الحوار مستقبل العراق في ما بعد الانتخاب.

وقد استشهد مرافتشيك بالدراسة السنوية التي أجرتها منظمة فريدوم هاوس غير الحكومية وأصدرتها في 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وأهم ما تضمنته نتائج هذا الدراسة هو الاتجاه الذي أضحى سائداً في العالم الإسلامي نحو المزيد من الحرية. ووصف هذا الاتجاه بأنه يمثل تحولا بارزا.

وفي سياق رده على سؤال حول وجهة نظره بالنسبة لمبدأ بوش في السياسة الخارجية، أجاب مرافتشيك بقوله "إن الرئيس يرجو بأن تفضي إشاعة الديمقراطية إلى نهاية للإرهاب؛ حيث أن بوش يؤمن بأنه عندما تتاح للناس الفرصة لبلوغ أهدافهم بالسياسة السلمية، فإنهم لن يلجأوا إلى العنف وبأن التفاهم العادي من الأخذ والعطاء للديمقراطية سيكون له تأثير مخفف وملطف."

وقال "إن الشرق الأوسط يفتقر إلى الديمقراطية، أكثر من أية منطقة أخرى، غير أن هذا الوضع أخذ يتغير."

ورفض مرافتشيك طرح أية رؤية شخصية من أجل الشرق الأوسط، وبدلا من ذلك ذكر "أن تصوري ببساطة هو أن العملية الديمقراطية ستسيطر كي يتمكن المصريون من تشكيل مستقبلهم بأنفسهم وكذلك العراقيون والسوريون وسواهم."

فبالنسبة لمرافتشيك "الموضوع الكامل للديمقراطية هو أن يسمح للشعوب بمتابعة السعي لتحقيق مستقبلها بالشكل الذي تتصوره." وشدّد على أنه في ظل الديمقراطية، الكل له كلمته في تقرير مستقبله، "ليس فقط الناس الذين لديهم أسلحة أو من ذوي القوة والنفوذ."

وقال مرافتشيك إن الديمقراطية يمكن أن تغدو دواء ناجعا للعنف السياسي؛ إذ إن تطبيق الديمقراطية "يمكّن الناس من النضال من أجل القضايا التي يؤمنون بها إيمانا عميقا دون اللجوء إلى استخدام العنف، وإنما بالنقاش والحوار البناء وحشد الدعم اللازم للقضايا التي يؤمنون بها. وحاول أيضا أن يفرق بين تعبير"الراديكالية" وبين العنف.

وأوضح: "إنني لا أخشى 'الراديكالية' بحدّ ذاتها، ولكنني أخشى العنف. فلا مانع لدي من أن تطرح بعض المجموعات برامج مثيرة جدا، طالما أنها لا تحاول فرض برامجها بقتل الناس."

وعندما سئل حول المانع الذي يحول دون استحواذ الراديكاليين على السلطة قانونياً في العراق في ظل نظامه الحالي، صرّح مرافتشيك بأن مثل هذا النتيجة ممكنة في ظل الديمقراطية. ولكن في حال فاز المتشددون، "فإنهم أيضاً لا بد أن يمتثلوا للقواعد الديمقراطية، وهذا يعني أنه لا يمكنهم التدخل في الانتخابات المقبلة، حيث يمكن أن يمنوا بالهزيمة."

وخلص مرافتشيك إلى القول "إننا لا نستطيع منعهم من الفوز بانتخابات عادلة ونزيهة، ولكن يجب أن تتوفر الضمانات لصون حقوق جميع المواطنين. فالديمقراطية لا تعني حكم الأغلبية فحسب، بل تعني أيضاً حماية حقوق الأقلية."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 23/كانون الاول/2005 -  20/ذي القعدة/1426