عراقيو الخارج أدلوا بأصواتهم في الانتخابات بكثافة وحماس

كان العراقيون في الخارج هم أول من أدلوا بأصواتهم في انتخابات بلادهم يوم الثلاثاء قبل يومين من توجه مواطنيهم للتصويت لاختيار اول برلمان يستمر فترة ولاية كاملة بعد الحرب.

ومن استراليا عبر الشرق الاوسط الى الولايات المتحدة فتح 557 مركز اقتراع ابوابه في 15 دولة حيث يعيش أكثر من مليون عراقي يحق لهم التصويت في الخارج. ويتوقع منظمون اقبالا على التصويت اكبر خلال الايام الثلاثة المقبلة من الانتخابات التي جرت في 30 يناير كانون الثاني لاختيار جمعية وطنية مؤقتة عندما صوت فقط ربع العراقيين الذين يحق لهم التصويت.

وفي الولايات المتحدة يوجد ثمانية مراكز اقتراع لعدد يقدر بنحو 240 الف امريكي من اصل عراقي يحق لهم التصويت من بينها اثنان في ديترويت حيث يوجد 150 الف شخص من حقهم التصويت.

والتصويت قاصر على مواطني العراق والاشخاص الذين اباؤهم من مواطني العراق.

وكان المزاج السائد في مركز اقتراع في ضاحية من ضواحي واشنطن وهي ماكلين - فيرجينيا هو الرضاء التام ودرجة من التفاؤل بشأن مستقبل الوطن الام.

وصوت رجل يرتدي قبعة زينت باعلام صغيرة واخر يبتسم قام بتقبيل اصبعه الذي غمسه في الحبر المستخدم لمنع التصويت مرة اخرى. وقطع رجل وزوجته مئات الاميال جنوبا من ماساتشوسيتس ليتمكنا من التصويت.

وقال الناخب داود عبد الرحمن في ماكلين "انها نقطة تحول في التاريخ العراقي."

وقال "اعتقد انه .. نعم ستكون هناك بعض المصاعب ... في تشكيل حكومة جديدة لكن خطوة بخطوة سيمضي العراقيون الى الامام."

ووصف شاب ذكر فقط ان اسمه كسرات ان تمكنه من التصويت "هو أكبر يوم في حياتي."

وقالت سهاد الطريحي وهي متحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق انها تتوقع ان يدلي ضعف عدد الذين يعيشون في المنفى بأصواتهم في مركز اقتراع سوكي بولاية ايلينوي مقارنة مع نحو 6000 ادلوا بأصواتهم في انتخابات يناير كانون الثاني الماضي.

ويجتذب مركز الاقتراع في ضاحية شيكاجو ناخبين عراقيين من انحاء الغرب الاوسط. وجاء ناخبون في ثلاث حافلات من نبراسكا.

وقالت "انها أسهل (هذه المرة ان تدلي بصوتك) ... وهذه فرصة حقيقية للعراقيين لان ينتخبوا اخيرا حكومتهم."

وقالت "يمكنني ان اؤكد للجميع ان كل شيء سيتم بسلاسة وشفافية." واضافت "تعالى وصوت واذهب ... كل شيء سيمر بسلاسة."

وقالت الطريحي وهي فنانة جاءت الى الولايات المتحدة في عام 1978 بعد ان شبت في العراق "انه حلم تحقق."

وقال مسؤولون انتخابيون ان الناخبين توجهو للادلاء بأصواتهم في استراليا والاردن ولبنان وسوريا وتركيا والامارات العربية المتحدة بدون مشاكل في الانتقال أو الامن.

وقالت حمدية الحسيني وهي مسؤولة عراقية بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق تشرف على التصويت في الخارج "كل شيء يسير بسلاسة."

وكان العراقيون في استراليا هم اول مغتربين يدلون بأصواتهم.

لكن الاقبال في البداية كان خفيفا. وقال قاسم عبود المتحدث باسم منظمي الانتخابات لوكالة اسوشيتيد برس الاسترالية "انه ليس امرا رائعا كالمعتاد في اول يوم لكنها عادة العراقيين ترك المسألة حتى اليوم الاخير."

ويوجد نحو 100 الف عراقي يعيشون في استراليا ونحو 11000 ناخب يحق لهم التصويت يتوقع ان يشاركوا في الانتخابات.

وفي العاصمة السورية دمشق كان يوجد عدد صغير من الناخبين في واحد من 11 مركز اقتراع في انحاء البلاد لكن المنظمين متحمسون.

وقالت مسؤولة الانتخابات اسماء ياسين الحسن "انه مثل عرس اكثر منه انتخابات. العراقيون تركوا عملهم ومدارسهم ومنازلهم .. بعضهم اطفال واخرون مسنون أو معاقون" للتصويت.

وكان الامن شديدا في اماكن الاقتراع في الاردن حيث اقامت الشرطة حواجز طرق لابعاد حركة المرور. واستخدم الحراس اجهزة رصد المعادن في فحص جميع الذين يريدون دخول مراكز الاقتراع.

وشدد الاردن اجراءات الامن منذ ثلاثة تفجيرات انتحارية في ثلاثة فنادق قتل فيها 60 شخصا في الشهر الماضي. وانحت السلطات بالمسؤولية على متشددين ارسلهم أبو مصعب الزرقاوي الزعيم الاردني لتنظيم القاعدة في العراق.

وكان الاقبال متوسطا بين العراقيين المقيمين في المنفى في ايران.

وقالت ناهد دانديبار (42 عاما) في مركز اقتراع في وسط طهران "امل في ان ينتهي العنف وان تزدهر الديمقراطية في بلدي."

وقال منظمون ان نحو 81 الف عراقي يحق لهم التصويت سيدلون بأصواتهم في ايران.

ويعتزم فضل الربيعي التصويت في أول انتخابات لبرلمان مدة ولايته أربع سنوات في العراق منذ سقوط الرئيس السابق صدام حسين ويقول باكيا "انها فرصتي لتعويض مقتل زوجتي وابني واضطراري لمغادرة بلادي."

وكان الربيعي زعيما دينيا شيعيا في العراق قتلت اسرته بناء على اوامر من صدام وقد فر من العراق قبل 15 عاما تفاديا لمزيد من الاضطهاد وهو حاليا زعيم دينى لشيعة عراقيين في ديربورن.

وصرح الربيعي لرويترز من مركز كربلاء للتعليم الاسلامي في ديربورن "حان الوقت لتعويض كل ما فقدناه. حان الوقت لنحسن مستوى معيشة اهلنا هناك" مشيرا الى اشقائه السبعة في العراق.

وقال هشام الحسيني وهو رجل دين شيعي يعيش في ديربورن منذ 25 عاما "هذه الانتخابات مهمة جدا لاننا سنحظي بفرصة لاختيار من يدير البلاد في السنوات الاربع المقبلة."

وقال الحسيني الذي يحمل الجنسيتين العراقية والامريكية مثل معظم العراقيين في منطقة ديترويت "انتخبت بوش ليحرر العراق لا لان يحتله. لذا اتطلع لهذا الاقتراع لان عددا كبيرا من الدول يدير شؤون العراق في الوقت الحالي. حان الوقت لان يحكم العراق نفسه."

وجميع المسلمين العراقيين في ديترويت تقريبا من الشيعة الذين عانوا من القمع في عهد صدام ومعظم المسيحيين في نفس المنطقة من الكلدانيين والاشوريين وهم يشكلون اقلية صغيرة في العراق ولكن عددهم حوالي 120 الفا في ديترويت وحدها.

وقال سام يونو وهو كلداني غادر العراق قبل 38 عاما "اهم قضية في الاقتراع انتخاب حكومة ممثلة تحمي حقوق الاقليات."

وعلى الرغم من كبر حجم الجالية العراقية في منطقة ديترويت فقد أدلى أقل من تسعة الاف عراقي باصواتهم في انتخابات يناير كانون الثاني غير ان منظمي الانتخابات والعراقيين المقيمين في ديترويت يتوقعون اقبالا اكبر يوم الثلاثاء.

وقال مايكل يواش المتحدث باسم برنامج التصويت خارج العراق الذي يدير الانتخابات العراقية في الولايات المتحدة "نحن ننتخب حكومة دائمة. لذا سيبدي عدد اكبر من الناس اهتماما."

واضاف "كما انها ثاني انتخابات لذا يشعر الناس بثقة أكبر في العملية. كانت هناك بعض المشاكل في يناير تم حلها هذه المرة."

ويحق للعراقيين وابناء العراقيين التصويت في الانتخابات.

وقال ماجد شمامي وهو كلداني فر من العراق في عام 1982 "المشكلتان الرئيسيتان كانتا ضرورة التوجه لمركز الاقتراع وتسجيل اسمك قبلها باسابيع ثم العودة مرة اخرى للتصويت."

ولم يطلب من الناخبين التسجيل مسبقا هذه المرة ويقول يونو "نعمل بنشاط ليأتي عدد اكبر لمراكز الاقتراع هذه المرة. نأمل ان يتراوح العدد بين 30 و40 الفا."

ويصر ليث خادم وهو طبيب في السادسة والثلاثين من عمره على الاقتراع حتى انه قاد سيارته لمدة ثماني ساعات للوصول لديربورن للادلاء بصوته.

وقال "ننتظر منذ وقت طويل. جئت الى هنا لادلي بصوتي حتى اتمكن في يوم ما من العودة لبلد لا يعاني فيه الاطفال مما قاسيت منه."

كما توجه العراقيون الموجودون في سوريا اليوم الى صناديق الاقتراع الموزعة في 11 مركزا للادلاء باصواتهم لانتخاب ممثليهم في البرلمان العراقي.

وقال منظمو الانتخابات من المفوضية العليا المستقلة في العراق في تصريحات صحافية ان اقبال الناخبين على مراكز الاقتراع في دمشق وريفها كانت "جيدة وتسير بصورة منظمة".

واضافوا انه يحق لجميع المواطنين العراقيين المقيمين خارج العراق والمولدين في العام 1987 وما دون المشاركة في التصويت.

واعرب عدد من المواطنين العراقيين الذين ادلوا بأصواتهم في دمشق عن الامل في ان يضع الجميع مصلحة العراق امامهم بعيدا عن الطائفية او تغليب اي حزب سياسي على الاخر.

ويشارك اعضاء من مجلس الشعب السوري (البرلمان) مع اللجنة الدولية لمراقبة الانتخابات خارج العراق في مراقبة سير عملية الانتخابات البرلمانية العراقية في محافظات دمشق وريف دمشق وحلب.

وقدمت سوريا كل التسهيلات للعراقيين المقيمين في سوريا من خلال افتتاح 11 مركز اقتراع عشرة منها في محافظتي دمشق وريف دمشق ومركز واحد في محافظة حلب.

ويقوم اعضاء وفد مجلس الشعب بصفتهم مراقبين دوليين بمشاركة مراقبين من 15 دولة بالاطلاع على حسن سير العملية الانتخابية ونقل كل الملاحظات الى المفوضية العليا للانتخابات العراقية خارج العراق.

وتتوزع مراكز الاقتراع في دمشق في احياء السيدة زينب وجرمانا وبرزه والمزه وصحنايا وحرستا.

وقد علقت اللافتات التي تحمل بعض اسماء المرشحين العراقيين وهي ظاهرة يشهدها المواطن السوري في شوارع دمشق لاول مرة لدعايات انتخابية لغير السوريين فقد اعتاد المواطن السوري ان يلحظ لافتات الدعاية للمرشحين السوريين لانتخابات مجلس الشعب والادارة المحلية وغرف التجارة والصناعة والزراعة والسياحة.

وتوجه المواطنون العراقيون في تركيا اليوم بمختلف قومياتهم وطوائفهم الى صناديق الاقتراع المنتشرة في مدينتي إسطنبول وأنقرة للادلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية العراقية.

وشهدت عملية الإقتراع اقبالا كبيرا من قبل العراقيين الذي وصلوا إلى المراكز من كل حدب وصوب لاختيار 275 نائبا للبرلمان الجديد.

وفرضت السلطات التركية اجراءات أمنية وصفت بأنها عادية حول اللجان الانتخابية حيث أخضعت الناخبين للتفتيش قبل الادلاء بأصواتهم حفاظا على سير العملية الانتخابية.

وقال مدير مركز الاقتراع في منطقة الفاتح باسطنبول احسان عبد الحميد في تصريح لـ(كونا) ان العراقيين في تركيا فاجأوا الجميع وتوجهوا بكثافة اليوم الى صناديق الاقتراع على الرغم من كل الصعوبات مشيرا الى نسبة الاقبال فاقت كل التوقعات.

وأضاف عبد الحميد أن عملية الاقتراع سارت في اليوم الأول بكل سهولة ويسر حيث عم الهدوء كافة المراكز وجرت العملية الانتخابية دون مصاعب.

وأشادت مسئولة في لجنة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكونا بعميلة الإقبال الكبيرة من قبل المواطنين العراقيين الذين تحدوا الأحوال الجوية السيئة في بعض المدن مؤكدة بأن العدد الكبير من قبل الناخبين في اليوم الأول يمثل "انجازا هائلا".

وأعرب ناخب عراقي في اسطنبول عن أمله بأن تؤدي الانتخابات الى احلال الأمن والاستقرار في العراق على الفور.

وأدلى الناخبون العراقيون في تركيا بأصواتهم في أربعة مراكز للاقتراع ثلاثة منها باسطنبول على أساس وجود الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين بها ومركز رابع بالعاصمة أنقرة.

ويتراوح عدد العراقيين الذين لهم حق القيد بالجداول الانتخابية بتركيا بين ال20 و ال30 ألف عراقي في ما يصل اجمالي عدد العراقيين الموجودين بتركيا بشكل غير قانوني الى ما يزيد عن مئة ألف شخص.

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 14/كانون الاول/2005 -  11/ذي القعدة/1426