وسائل الاعلام الاجنبية تتابع الحملة الانتخابية العراقية بطائرات الهيلكوبتر والاسلحة

تغطية أخبار الانتخابات في غالبية انحاء العالم تعني الذهاب الى اجتماعات حزبية وركوب حافلات الحملة ومعرفة صوت الشعب.

وفي العراق يمكن ان تعني الطيران في طائرات هليكوبتر عسكرية الى أماكن التقاء في ظل حراس مسلحين مستأجرين يقودون قوافل مسلحة الى اجتماعات بها مرشحون يحظون بحماية شديدة.

ونادرا ما يُغامر رجال السياسة انفسهم بالخروج للالتقاء بالجمهور. وقتل العديد منهم قبل الانتخابات التي تجرى يوم الخميس.

والتهديد بالتفجير والاختطاف يجعل السفر على الطرق خارج بغداد مقامرة بالنسبة للصحفيين الاجانب وشيء مزعج عندما تتحول مقابلة الى مهمة عسكرية.

وقلة من المؤسسات الاخبارية الدولية لها شبكات من الموظفين العراقيين الذين يمدونها بالانباء والاراء من شتى انحاء البلاد ولكن العديد من منافذ الاعلام الاجنبية يعتمد على مراسل واحد.

ولكي تساعد الصحفيين وايضا تظهر ان البلاد ليست مضطربة كما تبدو في الغالب خصصت السفارة الامريكية زيارات تستمر طوال اليوم الى البلدات والقرى البعيدة قبل التصويت.

وعلى الثمانية صحفيين او نحوهم الذين اختيروا لكل رحلة ان يتجمعوا بعد الفجر بفترة قصيرة وهم يرتدون سترات واقية من الرصاص وخوذات كيفلر داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.

ومن هناك يقوم موظفون من وزارة الخارجية الامريكية جاءوا من واشنطن خصيصا لمرافقة المجموعة الى طائرات هليكوبتر عسكرية تطير على ارتفاع غير كبير من أسقف المنازل في بغداد وهي تحمل حمولتها الى الاطراف البعيدة من البلاد.

ويوم الاحد نقلت مجموعة من الصحفيين من العاصمة والجنوب على طول نهر الفرات وحلقت فوق منطقة مضطربة معروفة شعبيا باسم "مثلث الموت" الى الحلة وهي مدينة يقطنها نحو 400 الف نسمة شرقي مدينة بابل القديمة.

وعند وصولهم وضعوا في عربة عسكرية مقفلة صغيرة أحاطت بها ثلاث سيارات رباعية الدفع مليئة بخبراء امن من الشركات الخاصة مسلحين بالرشاشات وساروا بسرعة مئة كيلومتر في شوارع الحلة المزدحمة.

وأوشك صبي يقود دراجته على غير هدى ان تدهمه السيارة وأجبرت نحو 12 سيارة ودراجة نارية أو أكثر على إخلاء الطريق والقافلة تشق طريقها تستقبلها تحديقات عدم التصديق واحيانا الكراهية من السكان المحليين.

وعند تقاطعات الطرق كانت أبواق السيارات وتفتح ابواب السيارات المحيطة بسيارة الصحفيين لتسمح للمسلحين بان يصلوا بسهولة باسلحتهم الى اي شخص قد يفكر في الاقتراب.

وفي تتابع سريع التقت مجموعة الصحفيين برئيس مفوضية الانتخابات المحلية لمناقشة التخطيط للتصويت. وقال ان كل شيء جاهز ثم التقت بعد ذلك بمرشحين من اقوى القوائم الحزبية احدهما علماني نسبيا والاخر ديني.

وقدمت المقابلات فكرة موجزة عن السياسات المحلية وافكار المرشحين قبل اربعة ايام من التصويت وهي انطباعات يصعب الحصول عليها في بغداد. وبعد ان رتب المسؤولون الامريكيون للقاءات ابعدوا انفسهم عنها الى حد كبير.

وبينما تعد تلك الزيارات التي تتم في رعاية الامريكيين ذات فائدة الا انها تؤكد مدى خطورة العراق ومدى هشاشة الامن بالنسبة لمسؤولي الانتخابات والمرشحين.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه واشنطن عن بدء سحب قواتها يبدو من الواضح على نحو متزايد انه لايمكن القيام سوي بالقليل بدون الجيش الامريكي وفرق الامن الخاصة.

وبالنسبة للصحفيين الاجانب الذين يتعين عليهم ان يروا العراق من خلال زملائهم العراقيين الاكثر قدرة على التحرك بحرية في البلاد لا تعد تلك تغطية انتخابية تقليدية.

ولكنها هي الخيار الوحيد أمام البعض.

وقال مراسل صحيفة امريكية كبرى "والا ما كنت لارى الحلة او ايا من هؤلاء الاشخاص."

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 14/كانون الاول/2005 -  11/ذي القعدة/1426