الامارات تضع خطوطا عريضة لديقراطية ناقصة اخرى في الخليج

وضع رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان الخطوط العريضة للالية الخاصة باجراء انتخابات محدودة للمجلس الاستشاري بالامارات تتضمن الامل في امكانية اجراء "انتخابات مباشرة" في نهاية المطاف.

وجاءت تصريحات الشيخ خليفة بعد يوم من اعلانه بان الامارات ستجري انتخابات لاختيار نصف اعضاء المجلس الوطني الاتحادي وهى اول انتخابات من نوعها منذ تأسيس الاتحاد المكون من سبع امارات شبه مستقلة في عام 1971.

ولم يدل الشيخ خليفة بتفاصيل حول كيفية اختيار الاعضاء او موعد الانتخابات.

ولا يتمتع المجلس الوطني الاتحادي بصلاحيات تشريعية واسعة في الامارات العربية المتحدة التي تتمركز سلطتها الاتحادية العليا في يد المجلس الاعلى المؤلف من سبعة حكام. ويختار حاكم كل امارة اعضاءها الاربعين في المجلس الوطني الاتحادي.

ودعا اصلاحيون الى ان يصير المجلس برلمانا منتخبا يملك صلاحية اقتراح القوانين وبحث القضايا العامة دون الرجوع للحكومة.

وتقضي الالية التي وضعت يوم الجمعة بان يقوم حاكم كل امارة بتشكيل مجلس محلي. وستنتخب هذه المجالس المحلية من بين اعضائها نصف ممثلي كل امارة في المجلس الوطني. ولم تتضح الكيفية التي سيتم بها اختيار اعضاء المجلس المحلي.

وتشير التصريحات التي نقلتها وكالة انباء الامارات الى ان المجلس الوطني الاتحادي سيتشكل في نهاية المطاف من خلال انتخابات مباشرة تشارك فيها الاقلية الاماراتية في الدولة التي يبلغ تعداد سكانها اربعة ملايين نسمة. وسيتولى المجلس المزيد من المهام البرلمانية.

ونقلت الوكالة عن الشيخ خليفة قوله "اننا سنتقدم الى المجلس الوطني الاتحادي في دورته القادمة باقتراح اجراء تعديلات على دستور دولة الامارات العربية المتحدة تستهدف تفعيل دور المجلس وتعزيز صلاحياته لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة وكذلك زيادة اعضائه بما يتناسب وزيادة عدد مواطني الدولة."

واضاف "كما اننا سنقترح زيادة فترة عمل المجالس القادمة على ان يتولى المجلس اتخاذ الاجراءات الدستورية اللازمة للتحضير لاجراء انتخابات مباشرة."

وفي توضيح لآلية الانتخابات التي لم يحدد موعد اجرائها قال الشيخ خليفة ان "القرار يقضي بان يشكل حاكم كل امارة مجلسا محليا يتكون كمرحلة اولى من مئة ضعف كحد ادنى لعدد ممثلي كل امارة في المجلس الوطني الاتحادي حاليا". واضاف "ستنتخب هذه المجالس المحلية من بين اعضائها نصف ممثلي كل امارة في المجلس الوطني على ان يعين حاكم كل امارة النصف الاخر لممثلي الامارة في المجلس".

واسس المجلس الوطني الاتحادي عام 1972 بعيد نيل الامارات العربية المتحدة استقلالها وهو يضم اربعين عضوا يقوم حكام الامارات السبع بتعيينهم. وتتمثل كل من امارتي ابو ظبي ودبي بثمانية اعضاء في المجلس الوطني بينما تتمثل كل من امارتي الشارقة وراس الخيمة بستة اعضاء وكل من عجمان وام القيوين والفجيرة باربعة اعضاء.

وشدد الشيخ خليفة على "أهمية تحقيق مشاركة اوسع واكثر فاعلية من ابناء الوطن جميعا رجالا ونساء في عملية البناء والتنمية".

وكان مصدر رسمي اماراتي اكد الخميس لوكالة فرانس برس ان العملية الانتخابية ستتم في الاطار القانوني القائم حاليا مشيرا الى انها "لن تتطلب اي تعديل قانوني" وان "القانون الاماراتي لا يحدد جنس اعضاء المجلس الوطني وبالتالي فان النساء سيتمكن من المشاركة في هذه العملية على مستوياتها كافة".

ويشكل مواطنو الامارات أقلية نسبتها حوالي 20 في المئة في دولة الكثير من سكانها اجانب يقيمون فيها منذ فترة طويلة. وقال محللون ان هذا الوضع كان السبب في تثبيط عزيمة الحكام بشان اجراء اصلاحات.

وتأمل الامارات العربية المتحدة ان تؤدي المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة التي تقود حملة للاصلاح الديمقراطي في العالم العربي الى التوصل لاتفاق بشان التجارة الحرة.

وبرغم عدم وجود معارضة سياسية او عنف اسلامي في الامارات فانها الدولة الخليجية الوحيدة التي ليست لها مجالس منتخبة بعد ان اجرت المملكة العربية السعودية انتخابات بلدية في وقت سابق من هذا العام.

بدوره  قال وزير دفاع الامارات وولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم يوم السبت إنه ينبغي للقادة العرب الا يبرروا فشلهم في اجراء اصلاحات بقلة الامكانيات او بالتدخل الاجنبي قائلا إن هذا يثير السخط والتطرف.

لكن الشيخ محمد قال ان علامات التغيير والاصلاح بدأت تظهر في كثير من الدول العربية واصفا ذلك بانه فرصة للتحرر من خيبة الامل والاحباط واليأس.

وقال في مؤتمر في دبي "ليس مقبولا تبرير الفشل (في اجراء اصلاحات) بقلة الامكانيات او بكثرة التدخلات الاجنبية ."

واضاف ان ذلك يعني ضمنا السلبية والتكاسل والتقصير الشديد. وقال ان الناس لا يستطيعون تحمل المزيد وهذا يفسر حالات القلق والتوتر والاحتقان في بعض المجتمعات العربية.

وتأتي تصريحاته في اعقاب القرار الذي اتخذته الامارات الاسبوع الماضي بالسماح للمرة الاولى باجراء انتخابات محدودة للمجلس الاستشاري للبلاد.

وينحى قادة عرب باللائمة في زيادة التطرف على الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة للعراق والصراع الاسرائيلي العربي لكن محللين يقولون ان البطالة والفساد وسوء ادارة الثروات ونقص المنافذ المتاحة امام المعارضة السياسية للتعبير عن ارائها تثير ايضا السخط.

وبرغم عدم وجود معارضة سياسية او عنف اسلامي في الامارات فانها الدولة الخليجية الوحيدة التي لا توجد بها مجالس منتخبة بعد ان اجرت المملكة العربية السعودية انتخابات بلدية في وقت سابق من هذا العام.

وتضغط واشنطن على حلفائها في منطقة الخليج بما فيهم المملكة العربية السعودية والامارات لتنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية والسماح بمزيد من الحرية والديمقراطية.

وقالت وكالة انباء الامارات يوم السبت إن المجلس الاعلى وافق على تشكيل مجلس للامن الوطني لكنها لم تذكر اية تفاصيل.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 6/كانون الاول/2005 -  3/ذي القعدة/1426