مركز المستقبل للدراسات والبحوث يعقد حلقة نقاشية حول البيان الختامي لمؤتمر القاهرة

عقد مركز المستقبل للدراسات والبحوث صباح يوم السبت الموافق 26/11/2005 الساعة العاشرة والنصف جلسة حول الحلقة النقاشية التي تحمل عنوان (قراءة في البيان الختامي لمؤتمر القاهرة).

وقد حضر الجلسة بالإضافة إلى السيد سمير الكرخي مدير المركز، السادة الباحثين كل من:

1. د. متعب مناف. المفكر والباحث الاجتماعي في كلية الآداب/ جامعة بغداد.

2. د. عامر حسن فياض أستاذ الفكر السياسي الحديث/ كلية العلوم السياسية/ جامعة بغداد.

3. د. عبد الرسول عبد جاسم أستاذ الاقتصاد في كلية المنصور الجامعة.

4. د. خليل الربيعي أستاذ الفكر الإسلامي المعاصر/ مركز الدراسات الدولية/ جامعة بغداد.

5. السيد حكمت البخاتي.

6. أ. ياسر خالد عبد بركات/ مدير القسم الإعلامي ومسؤول العلاقات العامة بالمركز.

افتتحت الجلسة بمقدمة عن أبرز محاور العملية السياسية العراقية ومجرياتها في ضوء انعقاد الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي تمهيداً لانعقاد المؤتمر الموسع في بغداد نهاية شهر شباط 2006.

إذ تطرق د. متعب إلى مسألة مناقشة المؤشرات الخاصة بالتصويت الذي نُشر في جريدة الصباح العراقية حول السؤال التالي (هل تعتقد أن مؤتمر القاهرة سوف يساعد على استتباب الأمن في العراق؟ وهل أن استتباب الأمن سيكون هو المفتاح الأساسي لتفعيل الساحة السياسية العراقية؟

يجيب د. عامر: أن المؤتمرات العربية أن خرجت بقرارات إيجابية فهي لا تنفع وأن خرجت بقرارات سلبية فهي تضر، وهنا أيهما أحسن مؤتمر يخرج بنتائج إيجابية أم سلبية خصوصاً أنه ليس هناك فاعلية لهذه المؤتمرات. كما تطرق د. عامر إلى بحث المسألة الأمنية ومدى فاعليتها ويشير إلى أن هناك طرف مهم هو الحكومة العراقية التي هي بدورها تحتاج إلى وضع ستراتيجية أمنية لا تعتمد القوة فقط.

إما د. خليل: فقد أشار إلى أن الأمن ناتج وليس هو السبب الأساسي في العملية السياسية لأن الأمن بالأصل نتج عن جماعات رافضة وأخرى مؤيدة للعملية السياسية، إذاً لابد من وجود حل عن طريق السياسية.

إما د. عبد الرسول: فقد تحدث عن ما تشهده الساحة السياسية العراقية من حالات الإرهاب وتصعيدها ويشير إلى أن (الإرهاب) هو شيء طارئ على العملية السياسية لكن (العنف) بالأساس هو موجود لدى كل الشعوب والحكومات في العالم. وتابع د. عبد الرسول الحديث عن أهمية انعقاد المؤتمر بقوله أن المؤتمر لم يأتي بناءً على خيارات في العمل وخصوصاً العمل السياسي وإنما جاء نداءً من الجهة المعارضة البعيدة عن العملية السياسية.

إما د. عامر: تطرق إلى مسألة هامة وهو أن المؤتمر تترتب عليه نتيجة وُصف بموجبها بأنه مقدمة للفرز بين أعداء العراق وأصدقائه (مقدمة لبناء ثقة).

ثم طرح د. متعب: أهمية ودور الجامعة العربية في عقد مثل هكذا مؤتمرات إذ أشار إلى أن هناك محدودية في ثقة المجتمع العراقي بالجامعة العربية مهزوزة بالجانب الأمني. فالجامعة هي منظمة إقليمية تنفذ رغبات أو اجتهادات الحكام.

إما د. عبد الرسول: فقد أشار إلى أن الاجتماع كان عبارة عن طمأنة للسنة العرب لأن انعقاد المؤتمر جاء بصيغة نداء من وجود تهديدات للعراق من دول الجوار.

إما د. عامر: فقد تحدث أنه بالرغم من كل ما جرى وتمخض عنه الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني إلا أنه كان بمثابة حاجة عراقية طموحة لعقد مثل هذا المؤتمر.

ثم طرح د. متعب تساؤلاً حول لماذا عقد المؤتمر بالقاهرة وليس في بغداد؟ فهل فقدت بغداد قدرتها على جمع الكيانات السياسية بمعنى أن الثقة بين الكيانات والتجمعات السياسية قد تدنت.

أجاب د. خليل: عدم وجود الثقة بين الكيانات هو الذي دفع إلى عقد المؤتمر بالقاهرة.

ثم تسأل د. متعب مجدداً: ماذا لو فشل اجتماع القاهرة، ما هو البديل!

أجاب د. عامر: البديل أن يكون هناك خيار وطني مستقل وأن يكون هناك توافق سياسي لضمان سير العملية السياسية في العراق.

ثم شدد د. متعب على مسألة مهمة وهي إعادة بناء شخصية الفرد العراقي التي أصيبت نتيجة الحروب التي عاشها العراق وضياع الثروات لعقود طويلة.

د. عامر: تطرق إلى مناقشة الإجراءات الخمسة في البيان الختامي المتضمنة (إبعاد الاتهامات بين الأطراف العراقية، وتعويضات المتضررين من أعمال العنف، توفير مناخات لدور الحكومة، موضوعة البطالة).

ثم تساءل د. متعب عن إمكانية ودور المكون المجتمعي العراقي بالقول هل أن مجتمعنا يستطيع أن يبني تاريخ أو ثقافة وهل أننا نستطيع أن نصنع دولة ؟

أجاب د. خليل: نعم نحن كشعب حضارته أكثر من سبعة آلاف سنة نستطيع بناء دولة عصرية تتوافر على كل المقومات.

ويشير د. متعب إلى مناقشة كلمة عراق تتأتى من كلمة أعرق (أي كل من دخل العراق) ويبقى السؤال أننا غير مؤهلين لبناء دولة. فمعيار المفاضلة يكون الإنجاز الحقيقي وهذا الإنجاز يكمن في الإنسان ذاته، فالعراق مّر بمراحل صعبة على امتداد تاريخه ولابد أن يكون هناك استحقاق سياسي يدعو إلى وحدة العراق واستقلاله.

ثم طرح د. متعب مسألة الأيديولوجيا ومدى ارتباطها بالجانب السياسي، ويشير إلى أن هناك ادلجة (توظيف لفكرة الأيديولوجيا العربية) أي بمعنى تحويل الجانب الديني والسياسي فالادلجة بمعناها تعني إنجاح الجزء على حساب الكل ويؤكد د. متعب أن الادلجة هي أساس لإعادة بناء الدولة لأن الادلجة تمثل نوع من خارطة طريق للوصول بالدولة إلى حالة الفعل.

من جانب أخر اتبعت في الادلجة آليات بمعنى أن كل الأيديولوجيا التي اتبعت هي ترغيب وترهيب حيث أن هناك اختلاف بين الفكر الوافد للمنطقة ولكنه مورس بآلية للمنطقة مثل الشيوعية والماركسية وكما هو معروف فأن الماركسية قصيرة في عمرها السياسي.

وكما هو الحال بالنسبة للعراق فأن الادلجة البعثية استمرت لعقود ثلاث وبذلك تم وضع الاستعباد. حيث توجهت الأيديولوجيا البعثية الى كل مكونات الشعب العراقي مما اضعف مكوناته وأدى إلى ضعف السلطة وبالتالي سقط النظام عن طريق الاحتلال.

ثم تحدث د. متعب عن إطار وجوهر مؤتمر الوفاق إذ بيّن أن الوفاق يجب أن يتم بين نخب أهل الغربة والمظلومين.

إما د. خليل فقد أشار إلى أن نخب الخارج تحولت إلى مظلومية.

ثم بين د. عامر رأيه فيما جاء بمؤتمر القاهرة بقوله: إن ما حدث في مؤتمر القاهرة هو (تزويق) واجهة بمعنى أن الجوهر هو غير سياسي والمظهر الخارجي الذي جاء به المؤتمر هو (سياسي).

ثم تحدث د. متعب عن دور المرجعيات وقال: أن هناك مرجعية دينية ومرجعية سياسية إذ لابد من وجود مرجعية داخلية تستطيع فهم العملية السياسية ومجرياتها. وهل يمكن خلق مرجعية بالداخل تستطيع أن تحمي الإنسان ذلك أن المرجعية العربية كانت متهمة بالسابق وفاعليتها محدودة.

إما د. عامر فقد تحدث: لكي يكون هناك مؤتمر سواء كان عراقي أم غير ذلك ينبغي أن نناقش أي مرجعية لنجاح هذا المؤتمر، وهنا تكمن الإجابة في أن المرجعية العراقية فقط هي القادرة على نجاح المؤتمر. ذلك أن القضية العراقية أبعادها ليست محدودة ولكن هناك أطراف إقليمية ودولية فاعلة ومؤثرة في البيئة العراقية.

إما د. متعب أشار: إلى أن المرجعية هي عراقية ولكن نحن نضعفها ونقوضها عندما نربطها بالخارج فالأجدر أن تكون مرجعية عراقية مستقلة.

إما د. خليل: فقد بيّن رأيه بخصوص المؤتمر إذ أشار إلى أن كل ما جرى في المؤتمر هو مجرد احتفالية بدون أي توافق حاصل بين الأطراف السياسية فكل الأطراف التي ذهبت للمؤتمر ذهبت لابراز دور القوى المشاركة وأهميتها فالمؤتمر لا قيمة له، ويفترض أن تكون هناك مرجعيات بديلة.

وأخيراً اتفق الباحثون على ضرورة أهمية الانتخابات القادمة التي ستكون العنصر الحاسم في تحديد مسار العملية السياسية القادمة في العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 6/كانون الاول/2005 -  3/ذي القعدة/1426