نساء مقاتلات من دارفور

رأت القائدة المتمردة في دارفور مريم عبد الله زوجها وهو يقتل أمامها ولجأت الى تجارة السلاح لرعاية الاطفال الموجودين في رعايتها وعددهم 15 طفلا قبل المشاركة في تمرد يحارب الحكومة التي تصفها بأنها عنصرية.

وكانت مريم عبد الله الملقبة "بأم الجيش" واحدة من النساء الأوليات اللائي حاربن في جيش تحرير السودان جماعة التمرد الرئيسية في دارفور. وهي الان في العاصمة النيجيرية أبوجا حيث تشارك ثلاث قائدات للمرة الاولى في محادثات السلام التي يرعاها الاتحاد الافريقي.

وقالت المرأة البالغة من العمر 55 عاما لرويترز في مقابلة "كنا على وشك حمل السلاح والتمرد ضد الرجال للحصول على مكاننا في المحادثات."

واضافت "عانت النساء كثيرا جدا في هذه الحرب... نريد هذا السلام لنتمكن من العودة لأن نكون أمهات وزوجات لا محاربات."

وقالت ان مؤتمرا للمتمردين عقد في الاونة الاخيرة في دارفور اعطى اخيرا للمقاتلات البالغ عددهن 215 امرأة في جيش تحرير السودان صوتا في الحركة.

وقالت مريم عبد الله وهي من قبيلة فور غير العربية ان حياتها تغيرت عندما اعتلى الرئيس عمر حسن البشير السلطة في انقلاب عسكري عام 1989. فقد جاءت قوات الامن في وقت مبكر من صباح احد الايام وقتلت زوجها وهو زعيم ديني بعد ان رفض الادلاء بخطب تحظى بموافقة الحكومة خلال الصلاة.

وقالت والدموع تنهمر على وجهها "سمعت ابني يصرخ قائلا (أبي أبي) وجريت للخارج لأجد زوجي مقتولا على الارض والدم يتدفق من راسه الذي شجوه بمدية ضخمة." وصمتت بينما اغرورقت عيناها اثناء تدفق الذكريات عليها.

وتمتمت في نهاية الامر قائلة "شعرت بأن حياتي كلها ماتت معه... كان لدي 15 طفلا اتعهد برعايتهم ولا سبيل للاعتناء بهم."

ثم جربت مريم وظائف كثيرة مثل بيع الشاي لكن السلطات ظلت تطاردها في الشوارع. وفي النهاية رتبت لقاء عن طريق قريب ذي رتبة عليا في الجيش مع البشير نفسه.

وقالت "بكى عندما استمع لي وعرض علي تعليم اطفالي... لكن يديه كانتا ملوثتين بدم زوجي لذلك قلت له إنني لا اريد اي شيء منه."

ثم لجأت الى شراء بنادق من القوات المسلحة وبيعها الى رعاة الماشية من اجل اطعام اطفالها. لكنها كانت تشعر دائما بان الحكومة التي يسيطر عليها العرب عنصرية.

وقالت "كانوا يريدون ازالة السود من اراضي دارفور". واضافت انه لم تكن هناك مدارس او مستشفيات وانهم كانوا يسلحون اللصوص الذين ينشرون الذعر في الشوارع.

وفي عام 2001 انضمت الى جماعة من اهالي دارفور يقومون بتعبئة في الخرطوم وغادرت مع 12 رجلا لدخول معسكر تدريب عسكري في منطقة جبل مرة الجبلية في وسط دارفور.

واضافت وهي تضحك "تمكنت من التدريب لمدة 45 يوما فقط لانني كنت بدينة اكثر مما يلزم لفعل المزيد."

واضافت وهي تتحدث بفخر "لكنني قاتلت في 17 معركة."

وتظهر مريم اثارا لجروح اصيبت بها عندما تعرضت للضرب حتى أشرفت على الموت حين قبضت عليها القوات الحكومية في اواخر عام 2002. وبعد اكثر من عام من العلاج لا تزال غير قادرة على حمل السلاح.

وتقول "إلا انني اغني وأردد الشعر للمقاتلين في المعركة."

وترتدي مريم قبعة سوداء تقول انها تجسد الحزن بسبب الحرب ملفوفة بالمسابح لتمثل الامل في السلام. وفي حين تتواصل الحرب تضع منشفة حمراء في حافة القبعة لترمز الى الدم الذي تستعد للتضحية به.

وقالت "اهم شيء هو ان ينزعوا سلاح الجنجويد حتى نتمكن من العودة الى منازلنا" في اشارة الى الميليشيات التي تسلحها الحكومة لمحاربة المتمردين بالنيابة عنها.

وتصف الولايات المتحدة العنف في دارفور بانه ابادة جماعية وتحمل الجنجويد والحكومة المسؤولية.

وتنفي الخرطوم الاتهام لكن المحكمة الجنائية الدولية تحقق في جرائم حرب بعد مقتل عشرات الالوف من الاشخاص واضطرار اكثر من مليوني شخص الى النزوح من ديارهم.

ومريم مبعوثة في محادثات غير رسمية في ابوجا بشان الترتيبات الامنية. وعندما سئلت بشأن السلام انفجرت في الغناء بصوت عال.

وقالت وهي تنشد "فقدنا أزواجنا وأبناءنا ومنازلنا ونعيش تحت الأشجار ونلتحف السماء... نحتاج الى هذا السلام حتى نصبح نساء مرة أخرى."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 4/كانون الاول/2005 -  1/ذي القعدة/1426