مسلسل اختطاف الاجانب يعود الى سطح المشهد الامني في العراق

مرة اخرى يعود مسلسل اختطاف الرعايا الاجانب العاملين في العراق الى سطح المشهد الامني الذي ظل متوترا تارة بالانفجارات وتارة بالتصفية الجسدية وتارة بالاختطاف.

 وتختلف مطالب الخاطفين باختلاف مرجعياتهم وانتمائهم فمنهم من يطالب باطلاق سراح السجناء وخاصة النساء ومنهم من يطالب بانسحاب قوات الاحتلال ومنهم من يكتفي بفدية من المال.

واخذت قضية اختطاف الاجانب واحتجازهم كرهائن بالنمو مجانبة نمو العملية السياسية في العراق واستمرار العمليات العسكرية الواسعة لضرب المجاميع المسلحة في مناطق مختلفة من البلاد.

ومنذ الاطاحة بنظام صدام حسين خطف اكثر من 200 اجنبي وعربي بينهم صحفيون وعاملون في منظمات غوث غير حكومية وشركات مدنية واخرى متعاقدة مع القوة متعددة الجنسية والحكومة العراقية اضافة الى موظفين في البعثات الدبلوماسية وقتل الكثير منهم وافرج عن بعضهم بعد دفع حكوماتهم فدية.

 واليوم اعلن عن اطلاق سراح ايرانيتين ومرشدتهما كن قد اختطفن مع اربعة ايرانيين لايزالون محتجزين في مكان مجهول بعد ان اختطفوا مساء امس الاثنين في قضاء بلد الى الشمال من بغداد. ويزور الايرانيون وبخاصة مع حلول مناسبات دينية مراقد الائمة الشيعة في العراق حيث قال متحدث في وزارة الداخلية "يبدوا ان الزوار الستة وهم اربعة رجال وامراتين جرى اطلاق سراحهن مع المرشدة ظهر اليوم كانوا متوجهين لزيارة مرقد سيد محمد في بلد (70 كم شمال بغداد) قبل ان يتوجها الى مدينة سامراء 170 كم شمال بغداد لزيارة مرقد الامامين الحسن العسكري وعلي الهادي". وينحي مسؤولون عراقيون امنيون فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم بالائمة على الزوار الايرانيين كونهم توجهوا لزيارة مراقد ائمة شيعة في شمال بغداد على الرغم من ان اتفاقية زيارة العتبات المقدسة بالعراق من قبل الايرانيين تنص على زيارة العتبات الدينية المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء حصرا بسبب الاوضاع الامنية الخطرة في بقية المناطق.

ولم يكن الايرانيون الاربعة وحدهم الذين اختطفوا خلال الساعات ال48 الماضية فهناك المانية هي سوزان استهوف تعمل منقبة اثار في الاربعين من عمرها فقدت في ظروف غامضة. مصادر امنية اشارت الى ان استهوف وسائقها خطفا في مدينة الموصل شمال العراق حيث يوجد قسم كبير من الاثار العراقية في المدينة. المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل دانت اليوم اختطاف عالمة الاثار سوزان استهوف وسائقها مطالبة الخاطفين باطلاق سراحهما على الفور. وقالت ان الحكومة الالمانية تندد بهذا العمل كاشفة النقاب عن ان حكومتها تجري اتصالات مستمرة مع مختلف اجهزة الاستخبارات الالمانية وانها اطلعت على مجريات الامور فيما يخص الرهينة عبر رئيس الاستخبارات الخارجية. واستهوف هي عالمة اثار مهتمة بدراسة اثار منطقة الشرق الاوسط والشرق الادنى وكانت تقيم في اقليم بافاريا نوب المانيا ومتزوجة من عربي اردني الجنسية وقد اعتنقت الدين الاسلامي بعد زواجها وتعيش معه منذ حوالي عشر سنوات في العراق وتتحدث العربية بطلاقة. ونظمت استهوف عدة حملات مساعدة للعراقيين بجلبها مواد غذائية عن طريق الأردن ويخشى البعض من أن تواجه مصير مارغريت حسن البريطانية الايرلندية التي كانت تترأس "منظمة كير" التي تم اختطافها في شهر اكتوبر العام الماضي وقتت بعد مضي شهر. وقالت محطة تلفزيون المانية "اي ار دي" ان مكتبها في بغداد تلقى شريط فيديو طالب فيه الخاطفون بانهاء التعاون بين المانيا والسلطات العراقية في مقابل الافراج عن استهوف وسائقها. وعرضت المحطة صورة لاستهوف وسائقها وهما راكعين وقد عصبت عيونهما فيما وقف ثلاثة مسلحين ملثمين امسك احدهم بورقة في حين حمل الاخران اسلحة رشاشة. كما اختطف في وقت سابق أربعة من فريق منظمة اغاثة هم كنديان وبريطاني وامريكي بحسب ما ذكره مسؤولون في سفارات البلدان الثلاثة. وما خلا البريطاني فانه لم يكشف عن اسماء الرهائن الثلاثة الكنديين والامريكي كما لم يكشف عن اسم المنظمة التي يعملون لحسابها.

وقال متحدثة في السفارة البريطانية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان السفارة على علم بما جرى لاحد الرعايا البريطانيين الذي يعتبر في عداد المفقودين وهي تحقق في الموضوع". وحددت بريطانيا هوية الشخص المفقود وربما المختطف بانه نورمان كيمبر. مصادر امنية عراقية نقلت عن مسؤولين عراقيين امس الاثنين تاكيدهم نبا اختطاف اربعة اجانب من بينهم البريطاني نورمان كيمبر يعملون ضمن منظمة اغاثة دولية في العراق. وكانت الحكومة الكندية اكدت في وقت سابق اليوم نبا الاختطاف مشيرة الى ان اثنين من المختطفين من الكنديين واعربت في الوقت نفسه عن رفضها فكرة التفاوض مع الخاطفين. السفارة الامريكية في بغداد والقوات متعددة الجنسيات قالا انهما يحققان في الحادث وبهوية الشخص الرابع والذي اشارت تقارير صحافية الى انه امريكي الجنسية. ويعد حادث اختطاف موظفي فريق الاغاثة الاربعة هو الاول منذ اختطاف صحفي ايرلندي في اكتوبر الماضي والذي اطلق سراحه بوساطة من عضو في حزب المؤتمر الوطني العراقي بعد مضي ثلاثة ايام. وعلى الرغم من ان كندا والمانيا وحتى ايران غير مشاركين ضمن القوات متعددة الجنسيات الا انهم لم يسلموا من عمليات خطف رعاياهم في العراق وعنف المجاميع المسلحة العاملة في البلاد. وعادة ما يكون موظفوا الاغاثة والصحفيون والعاملون في المجالات الانسانية هم الضحايا الابرز ابتداء من الايرلندية مارغريت حسن والبريطاني كينيث بيغلي والياباني شوسي كودا. ويحلل تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش بعنوان "وجه وأسم الضحايا المدنيين لجماعات المتمردين في العراق" حركة التمرد في العراق حيث يسلط الضوء على الجماعات المسؤولة عن معظم الانتهاكات وهي "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" و"أنصار السنة" و"الجيش الاسلامي في العراق".

ويقول التقرير "ارتكبت هذه الجماعات عمليات الاختطاف والاعدام ضد المدنيين بل ان الجماعتين الأولى والثانية تباهتا مرارا بارتكاب التفجيرات الهائلة باستخدام السيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية في المساجد والأسواق ومحطات الحافلات وغيرها من المناطق المدنية". ووثقت المنظمة في تقريرها "اغتيالات المسؤولين الحكوميين والسياسيين والقضاة والصحفيين والعاملين في مجال المساعدات الانسانية والأطباء والمهنيين والأشخاص الذين يعتبرون من المتعاونين مع القوات الأجنبية في العراق بما في ذلك المترجمون وعمال التنظيف وغيرهم ممن يؤدون وظائف مدنية للقوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة".

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 1/كانون الاول/2005 -  28/شوال/1426