محاكمة الطاغية صدام: جرائم ضد الانسانية

تستأنف يوم الاثنين القادم 28 نوفمبر تشرين الثاني محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة مسؤولين سابقين اخرين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، تتصل بمقتل قرابة 140 رجلا شيعيا من قرية الدجيل عقب محاولة لاغتياله في عام 1982.

وفيما يلي بعض المعلومات عن المحكمة وتشكيلها واجراءاتها..

من يحاكم صدام حسين؟

- تجري محاكمة صدام حسين والمتهمين معه امام المحكمة العراقية الخاصة التي شكلتها في ديسمبر كانون الاول 2003 السلطات بقيادة الولايات المتحدة اثناء الاحتلال الامريكي.

واقر البرلمان لائحة تنظيمية تحكم عمل المحكمة وستجعلها هيئة شكلتها الجمعية الوطنية العراقية المؤقتة المنتخبة (البرلمان) وتغير اسمها الى المحكمة الجنائية العراقية العليا.

وتضم المحكمة قاعتي محاكمة يجلس في كل منها خمسة قضاة. وترأس رزكار محمد أمين هيئة المحكمة في الجلسة الاولى يوم 19 اكتوبر تشرين الاول ولم يتم ذكر اسماء القضاة الاربعة الاخرين ولم تظهر صورهم على شاشات التلفزيون.

من يوجه الاتهامات؟

- تضم المحكمة 20 قاضي تحقيقات برئاسة كبير محققين تقع على عاتقهم مسؤولية جمع الادلة ضد المشتبه بهم. وبمجرد ان يرى المحقق انه جمع كل ما يستطيع من ادلة بما فيها شهادات الشهود وان لديه قضية فانه يقدمها الى كبير المحققين. واذا اعطى الضوء الاخضر بالمضي قدما في الدعوى يتم رفع الملف الى قضاة المحكمة الذين يقررون ما اذا كانت هناك ادلة كافية لمواصلة المحاكمة. وفي حالة صدام حسين قام كبير قضاة التحقيقات رعد جوحي بجمع الادلة فيما يتعلق باصدار اوامر قتل اكثر من 140 رجلا شيعيا من قرية الدجيل شمالي بغداد عقب محاولة لاغتيال صدام في عام 1982.

غير ان الدعوى ضد صدام والاخرين عرضها في الواقع امام المحكمة كبير ممثلي الادعاء في المحكمة والذي يرأس فريقا من 20 ممثل ادعاء سيترافعون في الدعوى بناء على الادلة التي جمعها المحققون.

من يدافع عن صدام؟

- يتولى الدفاع عن الرئيس المخلوع فريق صغير من المحامين بقيادة خليل الدليمي وهو عراقي خبرته قليلة في الدفاع عن متهمين في قضايا جنائية كبرى خاصة تلك التي تنطوي على ادعاءات بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

ويدافع عن المتهمين الاخرين مجموعة من المحامين العراقيين بعضهم اكثر خبرة من الاخر. غير انه منذ بدء المحكمة في 19 اكتوبر قتل مسلحون اثنين من محامي الدفاع بالرصاص وفر ثالث بعد ان تلقى تهديدات.

هل يستطيع صدام الاستئناف اذا ثبت انه مذنب؟

- نعم. تضم المحكمة هيئة استئناف من تسعة اعضاء. ورئيس محكمة الاستئناف هو ايضا رئيس المحكمة. ووفقا للائحة التنظيمية فان اي احكام يصدرها القضاة يتعين تنفيذها في غضون 30 يوما من استنفاد جميع فرص الاستئناف. والعقوبة القصوى في اتهامات قضية الدجيل هي الاعدام الذي ينفذ وفقا لقانون الجنايات العراقي شنقا.

هل سيصعد صدام الى منصة الشهادة؟

- يجوز استدعاء صدام الى منصة الشهادة لتقديم ادلة دفاعا عن نفسه لكن وفقا لقانون الاجراءات العراقي فان قضاة المحكمة هم الذين يتولون توجيه الاسئلة. ولا يستطيع ممثلو الادعاء والمحامون توجيه اسئلة للشهود الا من خلال القضاة. ويتوقع ان يحول هذا البند دون قيام صدام بمرافعة دفاع شخصية على غرار ما قام به سلوبودان ميلوسيفيتش الرئيس الصربي السابق الذي تجري محاكمته امام محكمة دولية في هولندا.

هل سيرى صدام ضحاياه؟

- يوجد في قاعة المحكمة ساتر لحماية هوية بعض الشهود. وسيتابع المراقبون سير المحاكمة من وراء زجاج امني وعبر جهاز تلفزيون على الارجح. وتم بث اجراءات المحاكمة تلفزيونيا بعد 20 دقيقة من بدايتها.

ما هي المدة التي ستستغرقها محاكمة الدجيل؟

- لا احد يستطيع الفصل في هذا. وقال محامي صدام انه يريد ثلاثة اشهر على الاقل لفحص الادلة المقدمة ضد موكله. وقال بعض المسؤولين بشكل غير رسمي انه لا شئ يذكر ينتظر ان يحدث في المحاكمة قبل انتخابات 15 ديسمبر كانون الاول. وبشكل عام تتوقع نفس المصادر ان محاكمة الدجيل ربما تستمر عدة شهور.

وربما تستغرق عملية الاستئناف ايضا عدة شهور. ووفقا للائحة التنظيمية التي تحكم عمل المحكمة يجب اصدار حكم ضد من يثبت انه مذنب بما فيها احكام الاعدام. ويتعين تنفيذ اي احكام في غضون 30 يوما من استنفاد جميع فرص الاستئناف.

وفيما يلي القضايا الجنائية التي يباشرها قضاة التحقيق والتي يمكن أن يحاكم عليها صدام في النهاية..

مذبحة الدجيل ...

اتهم صدام وسبعة اخرون باصدار الاوامر والاشراف على قتل أكثر من 140 شيعيا من قرية الدجيل عقب هجوم على موكب الرئيس اثناء مروره بالقرية التي تبعد 60 كيلومترا شمالي بغداد في يوليو تموز 1982. وزعم ان الانتقام شمل سجن مئات النساء والاطفال من اهل القرية لمدة سنوات في معسكرات اعتقال بالصحراء وتدمير بساتين النخيل التي كانت تغذي الاقتصاد المحلي وكانت تمثل أسباب الرزق للاسر في الدجيل.

غزو الكويت ...

وصدام متهم أيضا بانتهاك القانون الدولي باصدار اوامر بغزو الكويت في اغسطس اب 1990. وطالب تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بانسحاب العراق وشن حرب الخليج الاولى في 17 يناير كانون الثاني 1991 بعدما رفض صدام الاذعان لقرارات الامم المتحدة. وانتهت الحرب في 28 فبراير شباط بعد طرد القوات العراقية من الكويت.

وزعم ان الجنود العراقيين ارتكبوا خلال الاحتلال جرائم تعذيب واعدام دون محاكمة للسجناء ونهبوا مدينة الكويت ونقلوا مئات الاسرى الكويتيين الى بغداد. واشعل الجنود العراقيون أيضا النار في أكثر من 700 بئر نفطية وفتحوا انابيب النفط لتصب في مياه الخليج وغيره من مصادر المياه.

القمع السياسي ...

صدام متهم ايضا بالقمع الوحشي لانتفاضتين قام بهما الشيعة في جنوب العراق والاكراد في الشمال الذين تمردوا عليه مع انتهاء حرب الخليج في عام 1991. ويقال ان عشرات المقابر الجماعية بجنوب بغداد تحتوي على جثث لشيعة قتلوا في عمليات قمع. وفر مئات الالاف من الاكراد الى ايران وتركيا. وهناك ايضا قبور جماعية لاكراد في الشمال وفي مناطق مهجورة بالجنوب.

عرب الاهوار ..

تتردد مزاعم بان الجيش العراقي قام باوامر من صدام بعملية تدمير منتظم لاسباب الرزق لعرب الاهوار الذين استوطنوا الاهوار الواسعة بجنوب البلاد عند ملتقى نهري دجلة والفرات طوال نحو 5000 عام. وكان صدام اتهم عرب الاهوار بالهرب من الجيش والقتال ضد قواته خلال الحرب مع ايران التي استمرت من عام 1980 وحتى 1988 وايواء المجرمين والمنشقين على حكمه الى جانب المشاركة في الانتفاضة الشيعية في 1991. واستهدف صدام عرب الاهوار في بداية حكمه عندما امر بتجفيف الاهوار.

الابادة الجماعية للاكراد والتطهير العرقي ...

شنت القوات العراقية حملة في عامي 1987 و1988 لاعادة السيطرة الحكومية على المناطق الكردية في الشمال. وشهدت العملية التي اطلق عليها اسم الانفال سحق قرى باكملها وتدمير الزراعات والتهجير القسري للسكان. وتقول السلطات الكردية ان مئات الالاف من الاكراد اجبروا على النزوح وقتل عشرات الالاف ودفنوا في قبور جماعية. وكان أحد أسوأ الحوادث هجوما على قرية حلبجة الكردية في عام 1988 حيث قيل أن نحو 5000 شخص قتلوا في يوم واحد في هجوم بغاز الخردل وغاز الاعصاب. ويتهم اللواء علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين والملقب ايضا بعلي الكيماوي بتنفيذ اكثر تلك العمليات وحشية. وقال المجيد ان قمع حلبجة كان لمعاقبة القرية على تقاعسها عن مقاومة عمليات التوغل الايرانية خلال الحرب الايرانية العراقية.

عمليات القتل السياسي ...

ويتهم صدام وقواته الامنية بارتكاب العديد من جرائم القتل ذات الدوافع السياسية وانتهاكات أخرى لحقوق الانسان بما في ذلك اعدام خمسة من الزعماء الدينيين الشيعة في عام 1974 وقتل الالاف من افراد قبيلة البرزاني الكردية في عام 1983 واغتيال نشطاء سياسيين خلال عقود قضاها في السلطة.

وفيما يلي نبذة مختصرة عن المتهمين..

صدام حسين..

- يبلغ من العمر 68 عاما. اصبح الرجل القوي عقب الانقلاب الذي قام به حزب البعث عام 1968 وتولى الرئاسة رسميا في عام 1979 ليحكم البلاد بسلطة مطلقة وبقوة وحشية في كثير من الاحيان. وبعد ان كان حليفا للولايات المتحدة اثناء الحرب مع ايران لمدة ثماني سنوات خلال الثمانينات اصبح عدوا في اعقاب غزوه الكويت عام 1990.

وبعد ان طردت قوات تقودها الولايات المتحدة القوات العراقية من الكويت فرضت عقوبات دولية على العراق. وبعد ان غزت القوات الامريكية والبريطانية العراق في مارس اذار 2003 تمكن صدام من الهرب بيد انه تم القبض عليه قرب تكريت مسقط رأسه يوم 13 ديسمبر كانون الاول 2003.

طه ياسين رمضان..

- من مواليد عام 1938 وكان نائبا للرئيس حتى عام 2003. التقى رمضان مع صدام حسين لاول مرة بعد انضمامه الى حزب البعث في منتصف الخمسينات وبزغ نجمه في نهاية المطاف ليصبح احد الاعضاء المتشددين في الدائرة المقربة للرئيس.

شغل عدة مناصب بارزة منها منصب وزير الصناعة في السبعينات. ونقل عنه يوما قوله انه لا يعرف شيئا عن الصناعة وان كل ما يعرفه هو ان كل من لا يعمل بجد سيعدم.

واتهمه عراقيون في المنفى هو ومسؤولين اخرين باستخدام اساليب وحشية في قمع انتفاضة للشيعة عام 1991 في جنوب العراق وبقتل الاف الاكراد في الشمال عام 1988.

احتل رمضان المركز العشرين في القائمة التي اعلنها الجيش الامريكي لاهم الاشخاص المطلوب اعتقالهم بعد غزو العراق. وتم اعتقاله في اغسطس اب عام 2003 في مدينة الموصل الشمالية على ايدي مقاتلين اكراد.

برزان ابراهيم التكريتي..

- هو واحد من اخوة صدام الثلاثة الاصغر غير الاشقاء. كان رئيسا سابقا لجهاز المخابرات المرهوب الجانب ومستشارا لصدام. احتل المركز 38 في القائمة الامريكية الخاصة بابرز المطلوب اعتقالهم وتم اعتقاله في ابريل نيسان عام 2003. واتهم بصفته رئيسا لجهاز المخابرات باصدار الاوامر بعمليات قتل جماعي وتعذيب والمشاركة شخصيا في ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان بما في ذلك تدمير قرى.

وقالت الحكومة العراقية انها تبحث طلبا تقدم به الشهر الماضي لتوفير رعاية طبية افضل له لعلاجه من السرطان الا انه لن يتم الافراج عنه.

عواد حمد البندر..

- كبير القضاة السابقين في المحكمة الثورية التي اتهمت باجراء عدة محاكمات صورية أدت في كثير من الاحيان الى اصدار احكام اعدام بشكل متعجل. وكان البندر القاضي المسؤول عن محاكمة كثيرين من بين اكثر من 140 شيعيا اتهموا بمحاولة اغتيال صدام اثناء مرور موكبه في قرية الدجيل في يوليو تموز عام 1982. وقتل البعض في اشتباك انذاك. واصدر البندر احكاما على كثيرين اخرين بالاعدام.

عبد الله كاظم رويد..

- مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل.

علي دايم علي..

- مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل.

محمد عزاوي علي..

- مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل.

مزهر عبد الله رويد..

- مسؤول محلي بحزب البعث في منطقة الدجيل.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد  27/تشرين الثاني/2005 -  24/شوال/1426