نـزار حيدر في تعليقه على البيان الختامي لاجتماع القاهرة: نأمل أن تقطع هيئة علماء السنة كامل ارتباطها بالإرهابيين

   قلل نـزار حيدر من التأثير الايجابي المحتمل لاجتماع القاهرة على موجة العنف والإرهاب التي لا زالت تحصد بأرواح العراقيين الأبرياء، معتبرا أن الإرهابيين هم الذين اتخذوا بعض العناوين السنية، كهيئة علماء السنة، مطية لتحقيق أهدافهم الدنيئة، وليس العكس، فالهيئة، كانت في خدمة الإرهابيين، وليس العكس، ولذلك ظل الإرهابيون يوظفون مواقفها وبياناتها لصالح أعمالهم الدنيئة، فيما فشلت الهيئة ومثيلاتها، في توظيف الإرهاب لتحقيق أي من أهدافها، وإذا كانت الهيئة قد غيرت اليوم موقفها من الإرهاب في العراق، لأي سبب كان، فسيبحث الإرهابيون عن مظلات (دينية طائفية) جديدة يستظلوا بها، ولهذا السبب، يجب تجفيف كل المنابع الفكرية و(الطائفية التكفيرية) التي تغذي الإرهاب، قبل أن نتحدث عن تأثيرات محتملة على الإرهابيين.

   وأضاف نـزار حيدر مدير مركز الأعلام العراقي في واشنطن، الذي كان يتحدث في قناة (سحر) الفضائية، للإعلامي العراقي المعروف الأستاذ جهاد العيدان:

   إن الإرهاب في العراق، قضية معقدة، ليس بامكان موقف ايجابي متواضع، كالذي أبدته هيئة علماء السنة وعدد من القيادات السنية العراقية في اجتماع القاهرة، أن يقضي عليه نهائيا، فهو نتاج فكر تكفيري ظل يغذي المغفلين على مدى عقود طويلة من الزمن، ولذلك، فإذا كانت الهيئة وأمثالها قد استفاقت من الغفلة لتعيد النظر في موقفها الداعم للإرهاب في العراق، فان الإرهابيين يعتبرون ذلك مجرد انقلاب طرف واحد على عقبيه من مجموعة كبيرة من الأطراف التي ظل الإرهابيون يسخرونها كمظلة لتبرير جرائمهم ضد الأبرياء باسم المقاومة والجهاد.

   وتمنى نـزار حيدر على هيئة علماء السنة أن تترجم تبنيها النظري لبيان القاهرة، إلى مواقف عملية ضد الإرهاب ولصالح العملية السياسية الجديدة في العراق، من خلال قطع كل حبال المودة والتبني والتأييد والدعم للإرهابيين، ووقف كل أشكال التحريض على العنف، وإدانة الفكر التكفيري بشكل صريح وواضح، ليتأكد العراقيون من أنها، بالفعل، غيرت مواقفها السابقة عن قناعة، وليس بسبب ما قيل عن الضغط الكبير الذي مارسته السعودية، حاضنة الفكر التكفيري الذي تنتمي إليه الهيئة، عليها.

   من جانب آخر، اعتبر نــــــزار حيدر، أن اجتماع القاهرة حقق تقدما في الموقف السني من الأوضاع في العراق، فلأول مرة، قال حيدر، تعترف هيئة علماء السنة بالعملية السياسية الجديدة، بعد أن أدانت نظام الطاغية الذليل صدام حسين الذي اعتبره البيان الختامي للاجتماع، أنه تاريخ انتهى ولا يمكن أن يعود.

   كما تم في الاجتماع إدانة الإرهاب من قبل الهيئة، كما أدانت الفكر التكفيري، واعترفت بكل افرازات الانتخابات العامة الماضية والمؤسسات الرسمية التي انبثقت عنها، كما أعلنت التزامها بنتائج صندوق الاقتراع في الانتخابات العامة المرتقبة، من دون تكرار النغمة القديمة التي كانت تطعن بنتائج أية انتخابات في ظل (الاحتلال).

   كذلك، اعترفت الهيئة، بالفيدرالية وبقرارات الشرعية الدولية، وفوق كل ذلك، قبلت الهيئة بأن ينعقد الاجتماع الأساسي في العاصمة العراقية بغداد، وليس خارج العراق، كما كانت تلح في ذلك.

   كما اعتبر البيان، أضاف نـزار حيدر، أن هناك ارتباطا عضويا بين الطلب من الأمم المتحدة لجدولة انسحاب القوات متعددة الجنسيات من العراق، ووقف كامل ومجزي لكل أنواع الإرهاب، إلى جانب الانتهاء من بناء القوات العراقية الوطنية، وهذا أمر هام ومعقول جدا، كانت الهيئة ترفضه دائما، إلا أنها انصاعت له هذه المرة، والحمد لله، متمنين أن تلعب دورا في تحقيق ذلك، لما لها من علاقات(سابقة) مع مجموعات العنف والإرهاب.

   عن التحفظات التي أبداها بعض العراقيين على البيان الختامي لاجتماع القاهرة، علق نــــــزار حيدر بقوله؛

   لاشك أن هناك عدد من المآخذ على فقرات البيان، ولكننا جميعا نعرف بأنه ليس من الممكن، بكل تأكيد، أن نصل إلى صيغ ترضي الجميع في ظروف كالتي يمر بها العراق الآن، ولكن بالمجمل، فان التحفظات التي وردت على لسان العراقيين، خاصة تلك التحفظات التي وردت في خطاب السيد مسعود البارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان أمام برلمان كردستان، تعبر عن حقائق دامغة لا يجوز غض النظر عنها أبدا، وكلنا أمل في أن يتفهم اجتماع القاهرة هذه التحفظات، ويستوعبها، ليأخذها بنظر الاعتبار، إذا ما تم عقد المؤتمر العام في بغداد بداية شهر آذار القادم، كما هو مقرر له، حتى لا يقع في نفس الأخطاء.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد  27/تشرين الثاني/2005 -  24/شوال/1426