العنف الطائفي: عائلات عراقية تفر من تهديدات بالقتل الى مزيد من البؤس 

بالنسبة الى بعض العراقيين فان الاختيار الاوحد هو اما خطر مميت او فقر مدقع.

نحو 150 اسرة شيعية فرت من العنف الطائفي الى الهدوء النسبي في مدينة النجف تواجه مجموعة من المشكلات ..البطالة والخدمات المنهارة والمساكن الكئيبة.

فبعد تلقيهم تهديدات بالموت أو العثور على جثث أقارب ذبحوا على ايدي خاطفين في بلدات مضطربة مثل اللطيفية وتلعفر وأبو غريب بحثوا عن الامان في المدينة الجنوبية المقدسة عند الشيعة في جميع انحاء العالم.

وسرعان ما وجد الكثيرون انفسهم في قاعدة عسكرية قديمة استخدمت يوما لتدريب جنود صدام حسين بدون كهرباء او مياه.

وانتهى الامر بالبعض الى ان يقتات من مقالب النفايات حول المعسكر السابق الذي يقع خارج النجف الواقعة على بعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد.

وقال علي حكيم (13 عاما) من بلدة المحمودية في منطقة جنوبي بغداد تسمى مثلث الموت بسبب هجمات المسلحين المتكررة "تركوا (المسلحين) خطابات تهديد بالقتل لنا وقالوا إنه ينبغي ان نغادر."

وحتى الحياة الجديدة الكئيبة في النجف قد لا يكون لها مستقبل. تقول العائلات ان السلطات تهدد باجلائهم عن القاعدة العسكرية ومقالب النفايات. ويتساءل الاباء كيف يمكن ان ينتظم اطفالهم في المدارس إذا ما اجبروا على الرحيل ثانية.

وقالت ام احمد البالغة من العمر 45 عاما "تركنا منزلنا منذ ثمانية اشهر عندما كان الشيعة يذبحون في اللطيفية. طالبت مجموعة تطلق على نفسها الجهاديين كل الشيعة هناك بالرحيل في اليوم التالي والا فسيقتلوننا جميعا."

وأضافت "حولتنا الحكومة إلى مجلس المدينة الذي يتهمنا بالتعدي على الملكية العامة ويقولون ان منازلنا يجب ان تزال. لدينا عشرة اطفال .. أين يمكنني ان اصحبهم.."

ومنازلهم عبارة عن أكواخ من مخلفات مقالب النفايات على اطراف النجف التي نجت من عمليات اراقة الدماء التي تمسك بخناق وسط العراق. وعثر المحظوظون على مواد بناء ليضعوا اسقفا فوق حوائط اسمنتية متداعية.

ومع ذلك فان بعض المنازل المؤقتة بلا اسقف أو باسقف من قطع من الخشب لا تحمي من الامطار. وليس لدى اخرين اغطية وملاءات بينما يقترب فصل الشتاء.

وقال عامل البناء عبد الله الفطلاوي (38 عاما) "كنت أعيش في اليوسفية واختطف اخي سائق سيارة الاجرة ثم عثرنا على جثته بعد ثلاثة أيام بالقرب من نهر.

"وخوفا من ان يحدث ذلك لنسائنا قررنا الرحيل. أعيش هنا مع اسرتي المكونة من تسعة افراد. ليس هناك كهرباء أو مياه اشتكينا ولم يستجب احد. يقولون اننا ارتكبنا انتهاكات."

ووعدت القوات الامريكية التي اطاحت بصدام عام 2003 بالمساعدة في بناء عراق جديد ينعم بالديمقراطية والرخاء الاقتصادي.

ويفترض ان تكون النجف التي تلقت الملايين من مساعدات الاعمار منذ ان كانت مسرحا للقتال في اغسطس اب 2004 نقطة مضيئة للحكومة التي يقودها الشيعة.

وبدلا من ذلك وجدت البلاد نفسها تنزلق نحو حرب أهلية. وقتل مسلحون من السنة الافا من الشيعة بينما يتهم زعماء سنة الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة بالموافقة على تشكيل فرق لتعذيب وقتل السنة.

ويقول تواب عبد الله المزراع المشرد في النجف (75 عاما) "القى ملثمون منشورات في مزارعنا تطالبنا بالرحيل خلال سبعة ايام او مواجهة الموت او الخطف.اختطف بعض جيراننا وما زال مصيرهم مجهولا."

من جهة اخرى قتل ثلاثون عراقيا وجرح 23 آخرون في انفجار سيارة مفخخة امام مستشفى المحمودية جنوب بغداد صباح اليوم الخميس.

وذكرت مصادر طبية انه تم نقل الجرحى الى مستشفى المحمودية ومستشفى اليرموك في بغداد.

وتقع المحمودية (30 كلم جنوب بغداد) واللطيفية على تقاطع طرق يربط بغداد بالمدن الشيعية الجنوبية.

وتسمى هذه المنطقة "مثلث الموت" لكثرة ما شهدته من عمليات خطف لعراقيين واجانب وهجمات على قوافل عسكرية اميركية وعراقية وعمليات قتل استهدفت مسافرين وزوارا للعتبات الشيعية المقدسة.

وكانت مصادر امنية عراقية اعلنت في وقت سابق الخميس مقتل ثلاثة عراقيين بينهم ضابط في الجيش ومفوض في الشرطة الخميس في هجمات في بغداد وتكريت بينما قتل معاون عميد كلية التربية في الجامعة المستنصرية في بغداد الاربعاء.

وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية طلب عدم الكشف عن هويته ان "مسلحين مجهولين فتحوا النار على ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي واردوه قتيلا واصابوا جنديا اخر كان برفقته في منطقة حي الرسالة جنوب بغداد".

واضاف ان "مسلحين مجهولين قتلوا مفوضا يعمل في شرطة مكافحة الارهاب امام منزله في منطقة الدورة" جنوب غرب بغداد.

وفي تكريت (180 كلم شمال بغداد) اعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل مهندس عراقي يعمل في دائرة بلدية تكريت على يد مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة. وقال الرائد محمج جمعة من شرطة تكريت ان "مسلحين مجهولين قتلوا المهندس عاصي على ولي الذي يعمل في بلدية تكريت".

واوضح ان "الحادث وقع عند الساعة 08,00 بالتوقيت المحلي (05,00 تغ) في حي القادسية وسط المدينة".

وفي بغداد اكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية طلب عدم كشف اسمه "مقتل الدكتور كاظم طلال حسين معاون عميد كلية التربية في الجامعة المستنصرية مع سائقه في منطقة الصليخ مساء الاربعاء على يد مسلحين مجهولين".

من جهة اخرى اعلن الجيش الاميركي الخميس في بيانين منفصلين وفاة ثلاثة جنود اميركيين الاربعاء متأثرين بجروح اصيبوا بها في اطلاق نار من اسلحة خفيفة.

وقال البيان الاول ان "جنديا اميركيا توفي متأثرا بجروح اصيب بها جراء اطلاق نار من اسلحة خفيفة الاربعاء". ولم يذكر البيان اي تفاصيل عن مكان وملابسات الحادث.

واوضح البيان الثاني ان "جنديين من قوة +تاسك فورس بغداد+ (المسؤولة عن حماية بغداد) توفيا الاربعاء متأثرين بجروح اصيبا بها نتيجة اطلاق نار جنوب غرب بغداد".

وتفيد احصاءات وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في آذار/مارس الماضي بلغ 2108 جندي.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة  25/تشرين الثاني/2005 -  22/شوال/1426