شخصيات دينية واجتماعية عراقية: الانتخابات القادمة أهم مفصل في حركة التاريخ العراقي الحديث

كربلاء المقدسة: حيدر السلامي

دعت شخصيات اجتماعية ودينية عراقية المواطنين العراقيين الى انتخاب من يستحق الثقة ويضع مصلحة البلاد والمواطن فوق المصالح الحزبية والشخصية.

ففي مجلس للوعظ والإرشاد الديني أقيم بمدينة كربلاء المقدسة ، نبّه الخطيب الحسيني الشيخ زهير الأسدي على خطورة المرحلة الراهنة، معتبراً الانتخابات التي يستعد الشعب لخوضها في منتصف الشهر المقبل أهم مفصل في حركة التاريخ العراقي الحديث، لأنها سترسم ملامح الصورة الحقيقية لمستقبل البلاد بعد تحمل أبنائه المخلصين مسؤولية حمايته وبنائه بشكل كامل ومباشر، كما وستعطي هذه الانتخابات الشرعية الكاملة للحكومة المرتقبة وستحدد نوع التعامل مع الظروف السياسية والاقتصادية المحيطة بالعراق وتنظم علاقاته مع دول المجاورة على أساس الموضوعية وحسن الجوار، بالاضافة إلى تحسين الأوضاع الداخلية وتأمين الخدمات للمواطنين، وستكون بذلك الضربة القاصمة للإرهاب.

وأكد: إن على المواطن العراقي الذي يمتلك حق التصويت أن يتفحص القوائم الانتخابية المعلنة ومكوناتها الحزبية والفردية ليدلي بصوته إلى من يستحق الثقة ويتحمل المسؤولية الإسلامية والوطنية، فلا مجال للمجاملة ولا للمصلحة الشخصية لأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.

وحذر الناخب العراقي من مغبة اختيار غير الصلحاء المخلصين وقال: إن ذلك سيوقع البلاد في مشاكل أكبر وأعقد مما تعانيه اليوم ملفتاً إلى ضرورة تحكيم العقل والشرع في هذه المسألة لأن مسؤولية أمن واستقرار وإعمار البلاد إنما هي مسؤولية جاعية مشتركة يجب أن يتحملها جميع أبناء الشعب العراقي بلا استثناء.

وفي معرض إجابته عن سؤال وجه إليه عقب نزوله من المنبر، حول القائمة الانتخابية المؤهلة لمنح الثقة والتي هي محل اعتبار المرجعية الدينية الرشيدة، قال الأسدي: إن القائمة 549 المسماة بالائتلاف الإسلامي هي أوفق القوائم وقد حظيت بترحيب ومباركة المرجعين الكبيرين الشيرازي والمدرسي(دام ظلهما)، مضيفا: أنا عن نفسي سأصوت لهذه القائمة المباركة إن شاء الله.

بدوره علق الشيخ عبد الرضا معاش أمين عام مؤسسة المعصومين الأربعة عشر العالمية على سؤال وجه إليه حول الانتخابات النيابية التي ستجري في العراق منتصف الشهر القادم بالقول: إنها بداية الطريق إلى عراق آمن ومستقر ومزدهر إن شاء الله.

وأضاف: إن العراقيين مصرون اليوم أكثر من ذي قبل على مواصلة المسير نحو التحرر والتقدم والرفاه وهم ماضون فعلا في طريقهم لنيل استحقاقهم الكامل في الحياة الكريمة من خلال العملية السياسية الديمقراطية الجارية ولن يوقفهم شيء على الإطلاق ولن يثني عزيمتهم الإرهاب.

وعن رأيه بالقوائم الانتخابية المرشحة قال معاش: ما دامت تضم عراقيين يشعرون بمسؤوليتهم تجاه وطنهم وشعبهم فإنها قوائم جديرة بالاحترام، وللناخب أن يختار من بينها ما يمثل طموحاته ويحل مشاكله وينظر لمعاناته بواقعية.

وأوضح: أما بالنسبة لي شخصيا فقد وجدت بالقائمة 549 التي تحمل اسم الائتلاف الإسلامي الأهلية الكافية لأمنحها صوتي كمواطن عراقي يمارس حقه الانتخابي، لأن هذه القائمة قد قوبلت بالترحيب من قبل المرجعية الدينية ولذلك يحق لمرشحيها أن يسموا أنفسهم بالسائرين على نهج المرجعية الرشيدة.

وفي حديث لجماعة من زوار ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة، ألفت العلامة الشيخ ناصر الأسدي إلى أهمية التصويت في الانتخابات القادمة للمخلصين من أبناء هذا الوطن الجريح وعدم تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة.

وبيّن: إن صلاح الأمم والدول يبدأ من حسن اختيار قادتها فإذا عرفت أي أمة لمن ينبغي أن تمنح ثقتها وتسلم قيادتها، فستكون حينئذ قد سارت في طريق الأمن والسلام والرخاء والتقدم وإلا فلن تذوق طعم الحياة الكريمة إن أساءت الاختيار.

وأشار الأسدي إلى ضرورة الاستفادة من الدروس والعبر التاريخية وخاصة الدرس الأخير الذي عاشه الشعب العراقي بكل مكوناته إبان الحكم الصدامي البائد وما انتهى إليه ذلك الجبروت والطغيان والفردانية والاستبداد بالرأي والحكم، فمن تلك القصور الباذخة الترف التي بناها صدام على جماجم الأبرياء وجوع المساكين من الشعب إلى حفرة في باطن الأرض حتى الجرذ يهرب منها.

وأوضح العلامة الأسدي أنه سيرشح قائمة الائتلاف الاسلامي 459 ويدعو العراقيين إلى مساندتها والتصويت لها بنعم في الانتخابات النيابية التي ستجري يوم الخامس عشر من شهر كانون الأول المقبل لأنها القائمة الأكثر أهلية لتولي أمور المسلمين في هذه المرحلة والأجدر بثقة الأغلبية الشيعية.

من جهته أوضح مستشار وزير الشباب، عضو الأمانة العامة لحركة الرفاه والحرية، السيد حسين الطويل أن البرنامج السياسي لقائمة الائتلاف الاسلامي459 ينبثق من حاجات الواقع السياسي العراقي الراهن، فضلا عن تناغمه الواضح مع طروحات الفكر السياسي الإسلامي وتراث أهل البيت(عليه السلام) العظيم وأوامر القرآن الكريم والسيرة النبوية العطرة ونال مباركة المرجعية الدينية الشريفة.

وشدد على ابتعاد خطاب الائتلاف الاسلامي عن صيغة الوعود المستحيلة التنفيذ في هذه المرحلة، مبيناً: إننا لم نستعمل لغة (سوف توفر كذا وسنعمل على كذا) وإنما نقول علينا السعي بجدية نحو أهدافنا الوطنية المشتركة وعلى جميع مكونات الشعب العراقي مساندتنا ومشاركتنا في ذلك لننال جميعا التوفيق الذي جعله الله نتيجة حتمية للعمل الصالح والجهد البناء.

وألمع الطويل: ان ما يميز الائتلاف الاسلامي هو أنه يجمع في إطاره عددا غير قليل من الكفاءات العلمية والطاقات الخلاقة والعناصر الوطنية النزيهة التي اشتهرت بمحاربتها للفساد والرشوة وقامت بالعديد من المشاريع الانسانية والخدمية انطلاقا من إيمانها العميق برسالتها التي تلخص بكلمة واحدة (هي خير الناس من نفع الناس).

من جهته قال السيد عارف نصر الله، مدير العلاقات العامة في ممثلية المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله ان قائمة الائتلاف الإسلامي 549 لاقت ترحيبا كبيرا في الأوساط الشعبية والدينية خاصة، واعتبرت على رأس القوائم الانتخابية لما تتمتع به من شعبية كبيرة وتأييد شبه مباشر من بعض مراجع الدين وطلبة الحوزات العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة.

وأضاف: ان هذه القائمة التي اتخذت السفينة رمزا لها لو فازت بالانتخابات القادمة وهو ما أتوقعه ستكون سفينة النجاة لكل أبناء الشعب العراقي لأنها تضم أحزابا وقوى إسلامية ووطنية عريقة عرفت بجهادها المستميت ضد الطاغوت وناضلت من أجل حرية واستقلال الشعب العراقي، ويتمتع رجالها وكوادرها بخبرة ميدانية عظيمة ومعرفة واسعة بشؤون السياسة والدين والقضايا الإدارية والعلاقات السياسية فضلا عن الخلفية التاريخية والفهم الدقيق لقضايا العراق وشعبه المظلوم.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 24/تشرين الثاني/2005 -  21/شوال/1426