عشيرة الزرقاوي تتبرأ منه الى يوم القيامة

اعلنت عشيرة الخلايلة-بني حسن الاردنية التي ينتمي اليها المتشدد ابو مصعب الزرقاوي الاحد براءتها منه "الى يوم القيامة" ومن "كل ما يصدر عنه من فعل او قول او تقرير".

وجاء في اعلان مدفوع الاجر للعشيرة على الصفحات الاولى في الصحف الاردنية الرئيسية موجه الى الملك عبدالله الثاني "نستنكر وبكل بوضوح جميع الافعال والاعمال الارهابية التي يتبناها المدعو احمد فضيل نزال الخلايلة الملقب بابي مصعب الزرقاوي".

وتابع الاعلان الذي وقعه اكثر من 60 من ابناء عشيرة الخلايلة-بني حسن "اننا نعلنها على رؤوس الاشهاد باننا نحن ابناء عشائر الخلايلة براء منه (الزرقاوي) ومن كل ما يصدر عنه من قول او فعل او تقرير".

واوضح الموقعون "ان من يتجرا على هذه الافعال في مملكتنا الابية ليس اردنيا ولا يمت للاردن بصلة" مشددين انهم "براء منه (الزرقاوي) الى يوم القيامة".

وعاهد ابناء العشيرة الملك عبدالله الثاني قائلين "نعاهدك بان نبقى على البيعة لعرشك ولاردننا الغالي".

وحمل الاعلان تواقيع شقيق الزرقاوي صايل فضيل نزال الخلايلة ونائب مدينة الزرقاء موسى الخلايلة وجاء بعد يومين على ظهور شريط للزرقاوي يدافع فيه عن اعتداءات عمان التي استهدفت ثلاثة فنادق واودت بحياة 59 شخصا.

وكان الزرقاوي نفى في شريط صوتي على الانترنت الجمعة ان تكون الهجمات الانتحارية التي نفذها تنظيمه الاسبوع الماضي في ثلاثة فنادق في عمان كانت تستهدف عرسا قضى فيه القسم الاكبر من ضحايا الهجمات او ان يكون الانتحاري قد فجر نفسه وسط المدعوين.

وقال الزرقاوي "ما لنا وللتفجير وسط حفلات الاعراس" مشيرا الى ان "صالات الاعراس منتشرة في طول البلاد وعرضها ومفتوحة الابواب لا حسيب عليها ولا رقيب".

وقال نائب الزرقاء موسى الخلايلة لوكالة فرانس برس ان "قرار اعلان العشيرة براءتها من الزرقاوي كان اتخذ قبل ظهور الشريط وقد اعلنا كعشيرة موقفنا الرافض للارهاب امس السبت في مهرجان في منطقة عوجان في الزرقاء (شرق)" مسقط راس الزرقاوي. واضاف ان "قتل المدنيين ليس من عاداتنا كعشيرة ولا من قيمنا او تقاليدنا فاستهداف المدنيين عمل عصابات".

واوضح الخلايلة ان "التكفير غير مقبول في الاسلام ولا في الديانات والمجتمعات الاخرى". وردا على سؤال حول تاخر اعلان عشيرة الزرقاوي براءتها منه بالرغم من قيامه بقتل مدنيين في العراق قال النائب "ان العراق ساحة حرب مفتوحة فهو ليس مقياس انما الاردن واحة امن واستقرار".

وتضم عشيرة بني حسن حوالى 350 الف شخص من ضمنهم عشيرة الخلايلة التي ينتمي اليها الزرقاوي بحسب ما افاد الخلايلة.

والزرقاوي محكوم عليه بالاعدام غيابيا في الاردن بعد ان ادين بتدبير مقتل دبلوماسي اميركي في عمان في 2002.

ووجه الزرقاوي تهديدات مرات عدة الى الاردن وخصوصا بعد غزو العراق متهما المملكة بانها اصبحت "تابعا" للولايات المتحدة. وهو من ابرز المطلوبين في العراق وقد رصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقاله. وقد تبنت مجموعته عدة اعتداءات دامية واغتيالات وذبح رهائن اجانب وعراقيين في العراق.

هذا واعرب عدد من المحللين عن اعتقادهم بان الرسالة الصوتية التي وجهها زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين المتشدد ابو مصعب الزرقاوي الى الاردنيين لن تؤدي الى تغيير موقفهم حياله رغم لهجته الاعتذارية والتبريرات التي ساقها.

وقال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في عمان عريب الرنتاوي لوكالة فرانس برس "لقد وجه رسالته التبريرية الاعتذارية بلغته وعلى طريقته لادراكه ان العمليات احدثت تغييرا مناهضا له بشكل واضح بعد ان كان الراي العام الاردني من ابرز مؤيديه".

واضاف "لقد ادرك ايضا ان الغضب شعبي وليس حكوميا فقد تمت لعنته في شوارع عمان" مشيرا الى انه "من الاسباب اخرى استياء بعض الاصوليين الذين اعتمدوا +المناصحة+ حسب تعبيرهم مثلما فعل ايمن الظواهري قبل اسابيع عندما نصحه بعدم استهداف المدنيين لئلا يثير +الاستنكار+".

واووضح انه من المحتمل ايضا ان يكون "الاردنيون الناشطون معه ابدوا تبرما من الاعتداءات".

وقتل 59 شخصا وجرح اكثر من مئة آخرين في ثلاث عمليات انتحارية متزامنة نفذها ثلاثة عراقيون واستهدفت فنادق "راديسون ساس" و"غراند حياة" و"دايز ان" في عمان مساء التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وعبر الرنتاوي عن مخاوفه من حدوث "عمليات اخرى وشيكة هدفها كسر هيبة وتحطيم اسطورة المخابرات الاردنية التي يشيد العالم بكفاءاتها ودورها في احباط العديد من العمليات الارهابية هنا وفي الخارج".

وقال "هناك شخصنة للموضوع. فقد نجح الزرقاوي في تحقيق اختراقات امنية في الاردن دون تورط اي اردني فهناك ليبي في مقتل الاميركي لورنس فولي (تشرين الاول/اكتوبر 2002) وسوريون وعراقيون في هجوم العقبة (اب/اغسطس الماضي) وعراقيون في عملية الفنادق".

واضاف الرنتاوي ان "نبرته في الرسالة تضمنت تحديا واستفزازا ينمان عن رغبة شديدة لديه في مواجهة المخابرات لكن مستوى الاهداف لا ينفك يهبط من المخابرات الى الفنادق وقد يهبط الى مستوى متدني اكثر كسوق شعبية".

وراى ان الزرقاوي "لن يفتقر الى ذرائع ومبررات واهية. فما الذي يمنعه من القول في حال تكرار اعتداءات مماثلة ان المكان مشبوه يرتاده صليبيون وكفار ويهود"؟

من جانبه اكد مدير المركز الاستراتيجي للدراسات مصطفى حمارنة قال ان "الراي العام الاردني لن يقبل الرسالة فما معنى ان تقتل الابرياء وتاتي بعدها للاعتذار؟ لقد شعر الزرقاوي بان كل مجتمعه يقف ضده حتى عائلته".

واضاف لفرانس برس ان "العمليات اساءت كثيرا الى صورته ولذا تراه يبرر التفجير بوجود تامر كونه الاسهل والاقل تعقيدا ليكون مقبولا من الراي العام".

وتابع "للمرة الاولى في التاريخ يصدر بيان اعتذاري بعد عملية كهذه".

من جهته قال الباحث حسن براري ان "الاعتداءات الانتحارية انتجت وعيا مغايرا تماما للسابق" حيث كان حوالى 60% من الاردنيين يؤيدون الزرقاوي وفقا لاستطلاع اجرته مؤسسة "بيو" الاميركية قبل نحو شهرين.

واضاف "لم يتوقع الزرقاوي رفض اعماله بهذه الحدة والرسالة ردة فعل لكنها لن تؤثر على موقف الاردنيين حياله فقد حققت الاعتداءات عكس ما اراده حيث كان يعتقد ان تظاهرات ستنطلق للمطالبة بوقف التعامل مع الاميركيين".

وتابع براري "هناك تفهم على مستوى الراي العام بان الاجراءات الامنية خطوات سليمة وكذلك التنسيق مع جهات خارجية" حفاظا على الامن مشيرا الى ان الزرقاوي "اراد توجيه رسالة الى الحكومة والمخابرات وقد فعلها".

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 21/تشرين الثاني/2005 -  18/شوال/1426