الزرقاوي يقول ان تفجيرات عمان استهدفت الكفار الصليبيين وان الملك عبد الله قد يلقى نفس مصير ابي جهل

قال ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في شريط صوتي على موقع على الانترنت يوم الجمعة ان جماعته لم تكن تستهدف حفلات زفاف المسلمين في هجمات تفجير قاتلة شنتها في الاردن في الآونة الاخيرة.

وفي التسجيل الصوتي الموضوع على موقع اسلامي على الانترنت تستخدمه جماعات المسلحين في العراق المنسوب الى الزرقاوي حذر المتحدث الاردنيين من مزيد من الهجمات وهدد باحتمال محاولة اغتيال العاهل الاردني الملك عبد الله.

وكانت التفجيرات الانتحارية الثلاث قد اوقعت 54 قتيلا معظمهم كانوا يحضرون حفلات عرس في فنادق عمان. وفجر الهجوم موجة غضب في الاردن حيث كانت انشطة الزرقاوي الاردني المولد في العراق تلقى تاييدا واسعا.

ودافع المتحدث في التسجيل الصوتي عن التفجيرات الانتحارية التي تعرضت لها ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية قائلا ان "معلومات زودتنا بها مصادرنا الموثوقة من داخل هذه الفنادق وخارجها" افادت بان هذه الفنادق باتت مقرات لاجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية والاردنية.

وقال "واما من قتل المسلمين في هذه العملية فنسأل الله ان يرحمهم ويغفر لهم فوالله لم يكن هم المستهدفون ... حتى وان كانوا اصحاب فسق وفجور."

واضاف "اما ما اشيع ان الاخ الاستشهادي قام بتفجير نفسه في صالة للاعراس وسط الحضور فهذا كله كذب وتلفيق من اجهزة الشر الاردنية... (الهدف كان) الصالات التي ضمت اجتماعا لضباط المخابرات لدول الكفر الصليبي...وما نال المقتولين من اذى بفعل سقوط جزء من السقف الثانوي عليهم بسبب قوة الانفجار."

وبدا الصوت كصوت الزرقاوي لكن لم يتسن التحقق على الفور من صحة نسب الشريط.

وقال مسؤول امريكي في واشنطن ان "وكالة المخابرات المركزية على علم بالتسجيل الصوتي ونحن نفحصه." مضيفا ان الزرقاوي يخشى من رد الفعل العربي الغاضب على الهجمات الاخيرة.

واظهر استطلاع نشر في الاردن هذا الاسبوع ان ثلثي الاردنيين غيروا رايهم في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين سلبا.

وقال مسؤول مكافحة ارهاب امريكي لرويترز "ما نراه هو انه (الزرقاوي) يسعى جاهدا لمحاولة تبرير اختيار الاهداف فيما يرجع جزئيا الى الانتقادات في العالم الاسلامي."

وحذر المتحدث في الشريط عاهل الاردن الملك عبد الله من انه قد يلقى نفس مصير ابي جهل الذي قتل في غزوة بدر.

وقال المتحدث "وهذه رسالة اخرى الى طاغية الاردن الصغير. نخاطبك بعد ان ازبدت وارعدت وتوعدت بالعذاب اليم .. من كان وراء هذه التفجيرات المباركة فاسمع مني هذه الكلمات لعلها تلاقي منك اذنا مصغية وقلبا واعيا."

وقال "فيا سليل الخيانة تذكر ان الذي مكن ابن مسعود من ان يعتلي صدر ابي جهل ويحز رأسه قادر على ان يصنع بك ما صنع به على ايدي المستضعفين من المسلمين الذين ما ادخرت جهدا لحربهم وصدهم عن دينهم."

واعلن تنظم القاعدة في بلاد الرافدين بالفعل مسؤوليته عن الهجمات وذكر اسماء اربعة عراقيين منهم امرأة. ولم تفلح المرأة في تفجير حزامها الناسف واعترفت على شاشات التلفزيون الاردني الاسبوع الماضي بانها حاولت.

وقال المتحدث "اننا ما اقدمنا لاختيار هذه الفنادق الا بعد ان ترجح لدينا من خلال التحري والاستطلاع المتأني بهذه الفنادق لمدة تزيد عن الشهرين ومن خلال المعلومات التي زودتنا بها مصادرنا الموثوقة من داخل هذه الفنادق ومن خارجها تفيد بان هذه الفنادق باتت مقرا لاجهزة المخابرات اليهودية والامريكية والعراقية."

وفي اشارة الى احتمال شن مزيد من الهجمات حذر المتحدث المواطنين الاردنيين كي يبتعدوا عن الفنادق والمنشات العسكرية وسفارات الدول التي شاركت في غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في مارس 2003 .

وقال "وننبه اخواننا المسلمين في الاردن الى ان يبتعدوا وينأوا بانفسهم عن التواجد في الاماكن الاتية حفاظا على ارواحهم وانفسهم ..

 1 - القواعد والمطارات العسكرية التي تتواجد فيها القوات الامريكية والبريطانية سواء تلك التي داخل المدن او خارجها .. 2- الفنادق السياحية التي يتواجد فيها اليهود والصليبيون في عمان والبحر الميت والعقبة وغيرها.. 3 - جميع السفارات والقنصليات التي شاركت حكوماتها في الحرب على العراق."

وحدد الزرقاوي خمسة شروط لوقف عمليات تنظيمه في الاردن. وقال ان هذه الشروط هي "اخراج القوات الاميركية والبريطانية من الاردن واغلاق السفارات الاميركية والاسرائيلية في عمان والامتناع عن تدريب وتخريج القوات العراقية واغلاق السجون السرية للمجاهدين وسحب التمثيل الدبلوماسي مع بغداد".

واكد الزرقاوي ان القتلى قضوا "بسبب سقوط قسم من السقف الثانوي" وطالب الحكومة بالكشف عن "حقيقة الخسائر في صفوف اليهود والصليبيين" وببث شريط تسجيل كاميرات المراقبة في الفنادق.

وعرضت السلطات الاردنية الاحد الماضي على شاشة التلفزيون الحكومي اعترافات امرأة عراقية اوضحت كيف فشلت في تفجير نفسها بعد ان نجح زوجها في تفجير الشحنة الناسفة التي يحملها.

والاردن هو احد ابرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وقد اعرب منذ ايلول/سبتمبر 2001 عن دعمه الكامل لواشنطن في مكافحتها الارهاب وهو مع مصر البلدان الوحيدان اللذان وقعا اتفاقية سلام مع اسرائيل.

والرزقاوي محكوم بالاعدام في الاردن غيابيا بعد ان ادين بتدبير مقتل دبلوماسي اميركي في عمان في 2002. ووجه الزرقاوي تهديدات مرات عدة الى الاردن وخصوصا بعد غزو العراق متهما المملكة بانها اصبحت "تابعا" للولايات المتحدة.

وهو من ابرز المطلوبين في العراق وقد رصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي الى اعتقاله. وكانت مجموعته تبنت غالبية العمليات المروعة في العراق بما فيها ذبح رهائن اجانب وعراقيين.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 20/تشرين الثاني/2005 -  17/شوال/1426