مستثمرون أمريكيون يدرسون الاستفادة من انفلونزا الطيور

دفع تفشي مرض انفلونزا الطيور القاتل في آسيا المستثمرين لتقييم المنتجات والسلع التي قد تستفيد على حساب غيرها وانصب الاهتمام على منتجي لحوم الخنزير ومصنعي الدواء.

ومن المجالات التي يمكن ان تتضرر في حال تحول الفيروس إلى نوع ينتقل بين البشر مما قد يتسبب في تفشي وباء على مستوى العالم أسعار النفط الخام وبعض العملات مثل اليوان الصيني. ويقول المحللون ان انتشار وباء على مستوى العالم من شأنه الاضرار بالاقتصاديات والحد من الطلب على الطاقة وتعطيل التجارة والسفر.

وقتلت سلالة اتش5ان1 من مرض انفلونزا الطيور 64 شخصا وأصابت أكثر من مئة آخرين في آسيا منذ أواخر عام 2003 . وظهر المرض كذلك في أوروبا لكنه لم يصل الى الولايات المتحدة.

وأبادت الدول التي ظهر بها المرض مثل الصين وتايلاند وفيتنام الدجاج وغيره من الطيور للحد من انتشار المرض.

وانتقل المرض من الطيور إلى البشر لكن العلماء قلقون من انتشار وباء على مستوى العالم اذا تحول الفيروس الى نوع ينتقل من شخص لشخص. ولم يظهر المرض في الولايات المتحدة لكن الرئيس جورج بوش قال انه سيطلب تمويلا قدره 7.1 مليار دولار لتخزين العقاقير والامصال تحسبا لظهور المرض.

ويقول المحللون ان الارتفاع في الفترة الاخيرة في أسعار الخنازير في بورصة شيكاجو يرجع جزئيا الى ارتفاع متوقع في الطلب على لحومها بسبب انفلونزا الطيور.

وقال جاسينتو فابيوزا المدير الفني في معهد دراسات سياسات الاغذية والزراعة بجامعة ولاية ايوا "اذا قلل المستهلكون استهلاكهم من الدجاج لاسباب تتعلق بسلامة المنتج ولن تكن هناك مخاطر مماثلة ترتبط بلحوم الخنزير يكون من المتوقع التحول بعيدا عن الدواجن."

وقال ان التحول الى لحوم الخنزير ظهر في اليابان عندما رصد مرض جنون البقر بين ماشيتها في عام 2001.

وقال رون بلين خبير الاقتصاد الزراعي في جامعة ميسوري "الشركة التي يتوقع ان تكون في وضع ايجابي بشكل واضح دون اي اثار سلبية هي سميثفيلد."

وشركة سميثفيلد فودز ومقرها فرجينيا هي أكبر منتج للحوم الخنزير في العالم.

والمزايا التي قد تحققها شركات الدجاج الامريكية مثل تايسون فودز وبيلجريمز برايد وغيرها تبدو أقل وضوحا. فمثل هذه الشركات قد تتدعم اذا اضطرت الدول التي ظهر فيها المرض لاستيراد المزيد من الدجاج لتعويض ما تم اعدامه.

وقال بابلو زوانيك محلل الاغذية في جيه.بي. مورجان في دراسة حديثة ان الدول الاسيوية وروسيا قد تزيد وارداتها بما بين عشرة و15 بالمئة مع تراجع الانتاج المحلي فيها بسبب انفلونزا الطيور.

لكن يخشى ان يتحول المستهلكون في الخارج عن الدجاج بشكل عام وهو ما قد يسبب اثرا سلبيا.

لكن صادرات لحوم الابقار قد لا تتأثر بدرجة كبيرة بسبب ارتفاع أسعارها بالمقارنة بأسعار لحوم الخنزير والدجاج. كما ان بعض الدول مازالت تحظر استيراد لحوم الابقار الامريكية بسبب مرض جنون البقر.

واثناء انتشار مرض الحمى القلاعية في أوروبا كان يتم تمرير السياح عبر مراكز تعقيم.

وقال هاري بوميز مدير القطاع الزراعي في مؤسسة جلوبال اينسايت وهي شركة استشارات لصناعة الاغذية ان برنامجا مماثلا قد يطبق مع انفلونزا الطيور مما قد يساعد الشركات التي تصنع هذه النظم.

وأضاف "لو كان لدي المال وظل هذا المرض ينتشر فانني سأوجه بعض المال لهذه النظم ايا كانت." وأضاف "وكذلك فإن أي شركة أدوية أو رعاية حيوان لديها عمل كبير فيما يتعلق بقطاع الدواجن ستكون مجالا."

وتنتج شركة روش السويسرية عقار تاميفلو الذي ينظر اليه كوسيلة لمكافحة المرض. وقالت الشركة في الفترة الاخيرة انها تتوقع ابرام اتفاقات مع دول على انتاج الدواء.

وقال بيل اوجريدي مساعد مدير تحليلات السوق في ايه.جي. ادواردز اند صنز "أي شيء من شأنه اخراج الصين عن مسار النمو الراهن سيؤثر على السلع خاصة النفط الخام. انظر لما فعله انتشار مرض سارز في الصين في نصف عام فقط."

وأدى انتشار مرض سارز (الالتهاب التنفسي الحاد) في عام 2003 الى انخفاض حاد في رحلات الطيران المدني في آسيا مع تراجع الطلب على السفر للسياحة أو العمل.

وقال اوجريدي انه اذا تفشي وباء انفلونزا الطيور على مستوى العالم فإن الدولار قد يستفيد اذ يهرع الناس للاستثمارات الامنة.

وأضاف "خلال انتشار أي وباء عالمي تظهر اضطرابات سياسية واعتقد ان الناس ستطلع للاكثر امانا واستقرارا."

وقد تتضرر عملات الدول التي يظهر فيها المرض.

وقال تشيب هانلون رئيس شركة جلوبال ادفايزورز المختصة باسواق الاسهم والصرف العالمية "اذا بدأت هذه السلالة من الانفلونزا في اصابة أعداد كبيرة من الناس فإن المشكلة الاقتصادية الاولى ستظهر بالتأكيد في آسيا مع فرض قيود على السفر وتهديد المستثمرين الفزعين بتحويل اتجاه تدفقات رأس المال."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 16/تشرين الثاني/2005 -  13/شوال/1426