تساؤلات عراقية شعبية عن اعادة الاعمار

قال المسؤول الامريكي الجديد عن إعادة إعمار العراق يوم الاحد ان ما يلاحظه العراقيون من انه لا يتم عمل ما يكفي بخصوص اعادة بناء البلاد عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ما هو الا قضية علاقات عامة سيئة.

وواجه دان سبيكهارت لدى وصوله الى بغداد لرئاسة مكتب ادارة اعادة اعمار العراق التابع للسفارة الامريكية سيلا من الاسئلة من صحفيين عراقيين في اول مؤتمر صحفي له وعدد خلاله سلسلة من المشروعات التي تمولها الولايات المتحدة وتغطي مجالات الصحة والتعليم والنقل والمياه وتوليد الكهرباء.

وعندما سئل عن سبب عدم وجود ادلة واضحة على حدوث تقدم في بغداد حيث تنقطع الكهرباء باستمرار في احسن الظروف قال "اقر بان بعض الناس مصابون بخيبة أمل ربما لان الامور لا تسير بالسرعة التي يريدونها ولكن الاساس موجود."

وقال سبيكهارت ان مشروعات البنية التحتية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي حظيت بأكثر من نصف الانفاق في برنامج لاعادة الاعمار في العاصمة تبلغ قيمته 2.8 مليار دولار.

واضاف "هذا تحد كبير. كان هناك أكثر من 30 عاما من الفساد والاهمال تسببت في تدهور البنية التحتية لابعد الحدود." وتابع ان الطلب على الكهرباء يتزايد ايضا مع اقبال العراقيين على شراء المبردات وأجهزة التكييف وغيرها من الاجهزة التي لم تكن معروضة بكثافة من قبل.

وقال سبيكهارت ان نصف الطاقة الكهربية المولدة في العراق الان نتيجة مشروعات تمولها الولايات المتحدة وان 350 مشروعا لمعالجة المياه والصرف الصحي يتم تنفيذها كما تم ترميم 700 مدرسة.

وفي يوليو تموز قال تقرير لمكتب المحاسبة الحكومية التابع للكونجرس انه في مايو ايار 2005 كان انتاج الطاقة في العراق عند مستوى اقل مما كان عليه قبل الغزو الامريكي للعراق في مارس اذار 2003.

ويقضي كثير من العراقيين ليالى باكملها من دون كهرباء. وخلال الصيف الماضي عندما كانت درجات الحرارة تتعدى 49 درجة مئوية كان العراقيون يحصلون على الكهرباء لنحو ثماني ساعات حيث كانت امدادات الكهرباء تتواصل بمعدل ساعتين ثم تنقطع أربعا.

وقال تقرير مكتب المحاسبة ان انتاج العراق من النفط انخفض ايضا خلال العامين الماضيين. وكان مسؤولون امريكيون قالوا في البداية انه سيساعد في تمويل مشروعات اعادة الاعمار.

واثناء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة حدثت أضرار بالغة لمباني من بينها أنظمة الاتصالات والجسور وغيرها من البنى التحتية فيما عانت الكهرباء والمنشأت النفطية بسبب عقد من العقوبات الدولية التي فرضت على النظام السابق.

ووصف سبيكهارت برنامج اعادة الاعمار الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار والذي تموله الولايات المتحدة ومانحون اخرون بانه "اكبر برنامج اعادة اعمار لدولة واحدة في التاريخ." لكنه قال انه حتى ذلك مجرد بداية وانه ستكون هناك حاجة الى المزيد من المساعدات الدولية.

وسأل صحفي عراقي اخر سبيكهارت عن توصية من جانب هيئة مراقبة تابعة للامم المتحدة بانه ينبغي على واشنطن ان ترد 208 ملايين دولار دفعت كتكاليف مبالغ فيها على ما يبدو لشركة تابعة لشركة هاليبرتون.

وقال سبيكهارت ان المشكلة هي ان كثيرا من الاعمال التي مولتها الولايات المتحدة لم تكن ظاهرة بما فيه الكفاية. واضاف للصحفيين "اتمنى لو كان لدي وقت كاف لاصحبكم جميعا في زيارات ميدانية... انني ادرك ان العراق بلد واسع وان الامور لا تتم بالسرعة التي يرغب العراقيون فيها.. ولكنها تتم."

وردا على سؤال من صحفي ثالث بخصوص مشروع لم يكتمل لانشاء مستشفى في ضاحية شيعية في بغداد قال سبيكهارت ان العقوبات على الشركات ستطبق وفقا للعقود المبرمة معها.

وقال "أحيانا تحدث تأخيرات في العراق لا يقع الخطأ فيها على الشركات."

وقال تقرير للمفتش العام الامريكي الخاص على عملية اعادة اعمار العراق صدر في نهاية اكتوبر تشرين الاول ان اكثر من ربع التمويل الاجمالي المرصود لاعادة الاعمار انفق في صورة تكاليف امنية لحماية متعاقدين قتل المئات منهم في العراق. ويلتهم هذا البند الكثير مما يتبقى لانفاقه على العراق والعراقيين.

وقال سبيكهارت "اننا نحاول البناء والارهابيون يحاول التدمير" مضيفا ان السلطات الامريكية لا تعلن عادة عن حدوث انجازات لتجنب لفت الانظار نحوها وتعرضها للهجمات.

وتابع "يكمن جزء من التحدي الذي نواجهه في اننا لا نروج لما نفعله في كل تلك المناطق."

وقال سبيكهارت ان الصحفيين الذين سالوا عن سبب حصول شركات امريكية مثل هاليبرتون التي كان يقودها يوما ما ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي على عدد كبير من العقود قد تلقوا معلومات خاطئة.

واوضح "ليس صحيحا بالمرة ان هناك شركات دولية كبرى فقط تقوم بذلك... هناك شركات عراقية تربح."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 16/تشرين الثاني/2005 -  13/شوال/1426