أحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الامام الشيرازي في مدينة كربلاء المقدسة

كربلاء / جاسم الكلابي

أحيت محافظة كربلاء الذكرى السنوية لرحيل المجدد الثاني الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس)الشريف حيث أقيم مهرجان تأبيني على روحه الطاهرة في منطقة بين الحرمين الشريفين.

 هذا وقد أنطلقت مسيرات من الاخوة المؤمنين القادمين من المحافظات العراقية بدء من منطقة باب قبلة الامام الحسين (ع) مرورا بالروضة الحسينية المطهرة باتجاه ساحة بين الحرمين حيث يقام المهرجان التأبيني هناك .

 بعد ذلك بدء المهرجان بآي من الذكر الحكيم بعدها القى العلامة السيد محمد علي الشيرازي نجل الإمام الراحل كلمة الافتتاح، حيث قال:

يعد الإمام الراحل أحد العلماء والمفكرين الذين عملوا على إرساء قواعد الديمقراطية في بلد لم يذق طعم العدل والراحة بعد حكومة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).

وأضاف: لقد روت دماء الملايين من أبناء هذا الوطن الحبيب الذين اقتدوا بسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) وأخيه أبي الفضل العباس (ع) وقد روت دمائهم الزكية أرض العراق لثمر الشجرة التي سقوها بدمائهم بعد سقوط الطاغية وحزبه المجرم، وعلينا اليوم ان نستثمر جهود العلماء الذين وقفوا مع هذا الشعب بدمائهم ومواقفهم وقدموا كل غالي ونفيس في سبيل أعادة بناء الفرد اولا وصياغة هيكلية للحاكم لابعاد شبح الحكم الشمولي والاستبدادي .

وأضاف سماحته: لقد كان فقيدنا الراحل يرتبط بالصغيرة والكبيرة ويحث الناس على العمل الصالح ولم يجد اليأس له سبيلا فعندما نقول له لقد أغنيت المكتبة الاسلامية بفكرك وساهمت بالكثير من أجل الاسلام فأرح نفسك قليلا فكان رده علينا أن لي في القبر نوما طويلا.

 كما كان يذكر العراق طويلا وشعبه المضطهد فجعل خطة واضحة المعالم وجعل حلول لما يعانيه بعد أن تكالبت عليه قوى الشر لتمزيقة ونهب ثرواته.

 بعد ذلك ألقى الشاعر مهدي جناح الكاظمي قصيدة تأبينية بحق الامام الراحل فاضت دموع الحاضرين لسماعها حيث راحت كلماتها تصف ذلك العالم الفذ الذي انار بعلمه طريق الظلمات.  حيث قال

سألت من وارك شمس في الثرى                   أرئيت شمسا في التراب توارى

لم يحملوك على الاكف جنـــازة                   بل بحر علم في التقى زخــــارى

بعد ذلك القى الدكتور السيد محسن القزويني مؤسس جامعة أهل البيت وعضو الجمعية الوطنية وعضو لجنة كتابة الدستور وممثل قائمة الائتلاف الاسلامي كلمة قال فيها:

وعندما يكون الحديث عن العالم الإسلامي يرسم لك الإمام الشيرازي طريق الارتقاء والشموخ بازالة الحواجز والحدود بين أبناء الأمة الواحدة وبإذابة الفوارق الفردية في نطاق الأخوة الإسلامية، وبتسلق سلم الرقي بالآيات الثلاثة التي قررها الإمام في كل كتاباته آية الوحدة وآية الأخوة الإسلامية وآية السعي والجهاد.

وعندما يكون الحديث عن العراق كان مشاعر الإمام الشيرازي تنبعث حنيناً إلى مرابع الفتوة وسوح الجهاد وميادين التحدي ويعلو صوته مطالباً بالحرية والتعددية والمساواة والعدالة.

هذا هو الإمام الشيرازي الحاضر الذي لم يغب والحي الذي لم يمت، ولن يموت طالما بقيت أفكاره تنبض في شرايين الأمة، فتفجّر فيها الحياة وطالما ظلت كتبه سنابل تنشر الأمل والخضرة في ربوع بلادنا الإسلامية طالما ظلت خدماته الإنسانية ينبوعاً يغذي الامة الاسلامية.

ونحن أبناؤه الذين أخذنا بمنهجه قررنا حمل رسالته في الأخوة والحرية والتعددية وخدمة الناس، نحن الذين نذرنا أنفسنا لنكمل المسيرة التي بدأها الإمام الشيرازي في أحلك الظروف وأدقها مِن تاريخ العراق. وسنكون أوفياء لكل نقطة حبر سطرتها كتاباته الرصينة، وكل حرف نطق به لسانه البليغ وكل خطوة بذلها في خدمة الفقراء والمستضعفين.

واضاف القزويني: وهذا الائتلاف (الائتلاف الإسلامي) المتكون من ست كيانات هي حركة الرفاه والحرية ومنظمة العمل الاسلامي والتجمع الفيلي الاسلامي واتحاد الهيئات الحسينية ورابطة علماء الدين ورابطة الطلبة والذي سيخوض الانتخابات النيابية في الخامس عشر مِن كانون الأول ما هو إلا بذرة مِن شجرة الإمام الشيرازي الباسقة. وهو يخطو خطواته إلى الأمام مستلهماً أفكارَه ورؤاهُ.

هذا وقد توالت الخطب والكلمات في هذا المهرجان التأبيني للسيد الفقيد طيب الله ثراه وهي تستذكر مآثرة الفذة الخالدة.

 وحضر الى هذا المهرجان عدد كبير من المسئولين في المحافظة ورجال الدين وخلال تجوالنا بين الحاضرين التقينا بالسيد فاضل الشرع مدير مكتب السيد الشهيد الصدر (قدس) سره الشريف الذي قال في هذه المناسبة:

 نعزي  الامة الاسلامية والحوزة العلمية بهذا المصاب الجلل حيث كان الامام الراحل حسينيا في فكرة وثورته وبكل تطلعاته فقد أثرى كل المواقع التي ينبغي أن يثريها رجل الدين وقد كان مسددا من الله لانه صدق مع الله سبحانه وتعالى وهكذا فأن الذين يصدقون مع الله يكون بينهم وبين الله عهدا الى أخر الدهر وهذا ما كان للامام الراحل طيب الله ثراه.

 بعد ذلك تفضل الشيخ فاضل الفراتي مسؤول موئسسة الامين الثقافية ليعبر لنا عما يدور في خلجاته فقال من ارخ مؤمنا فقد أحياه عندما نتكلم عن الشخصيات العظيمة مثل المرجع الراحل انما نبقي ذكراه واحياء ذكراه انما تعني احياء لحياته مرة أخرى، لنعيش آفاق الحركة العلمية والطموح الواسع الذي كان يعيشه المرجع الراحل وها نحن نقتبس روح المواصلة لتحقيق ما كان يصبو اليه  رحمه الله على روحه الطاهرة.

 هذا وقد حضر لهذا المهرجان الأمين العام لمنظمة العمل لاسلامي الحاج إبراهيم المطيري والشيخ عقيل الزبيدي رئيس مجلس المحافظة مع عدد من أعضاء المجلس كما حضر أيضا عدد من الاساتذة الجامعيين في جامعة كربلاء وجامعة أهل البيت بالاضافة الى عدد كبير من المواطنين.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 11/تشرين الثاني/2005 -  8/شوال/1426