السيد مقتدى الصدر يمتنع عن تأييد الائتلاف الموحد، والجلبي يطير الى واشنطن لحشد الدعم

لم يحث مقتدى الصدر رجل الدين الشاب مؤيديه بعد على دعم حزب التحالف الشيعي الحاكم في انتخابات الشهر القادم لكن مساعديه نفوا اي تكهنات يوم الاثنين عن حدوث انشقاق في هذا التكتل.

وستكون اصوات اتباع الصدر الكثيرين عاملا مهما يوم 15 ديسمبر كانون الاول ويبدو انه سيحافظ على موقف متأرجح تجاه الحزب المتوقع ان يسيطر على المناطق الشيعية.

ويبدو من المرجح ايضا ان رجل الدين سيحتفظ بنفسه بعيدا عن المعترك السياسي ولن يدعم التحالف.

وبعد اعادة التفاوض حول الادوار في التحالف العراقي المتحد في الشهر الماضي لخوض الانتخابات البرلمانية كان لأتباع الصدر دور أكبر في التحالف مما وضعهم على قدم المساواة فعليا مع الحزبين الشيعيين الرئيسيين في الكتلة وهما حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

ومع ذلك فان الصدر الذي قامت ميليشيات جيش المهدي التابعة له مرتين بانتفاضة ضد قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية في العام الماضي لم يدل باي تعليق علني منذ ذلك الوقت لاظهار مساندته الشخصية للكتلة.

وعندما قام عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بزيارة الصدر في مدينة النجف الاشرف مساء امس الاحد خرج الصحفيون باعداد كبيرة متوقعين عقد مؤتمر صحفي مشترك.

وعندما غادر الحكيم في وقت لاحق دون تعليق ظهرت تكهنات بان انشقاقا خطيرا قد حدث داخل التحالف.

ومع ذلك اصر المساعدون على ان شيئا من هذا لم يحدث.

ووصف محمد الكعبي من حركة الصدر زيارة الحكيم بانها مجاملة في عيد الفطر. وقال ان التحالف والسياسة لم يكونا موضع مناقشة.

وقال عباس الربيعي المتحدث باسم الصدر ان زعيمه سوف يصدر اعلانا بشأن موقفه السياسي في الاسبوع القادم. وقال الربيعي ان من الممكن ان يقول الصدر انه لا يؤيد اي مجموعة معينة في الانتخابات لكن هذا لن يمنع اتباعه من القيام بدور في التحالف.

وفي انتخابات يناير كانون الثاني قام اتباع الصدر ايضا بدور وحصلوا على ثلاثة مقاعد في الحكومة رغم ان زعيمهم رفض تأييد اي قائمة وقال انه لا يحق اجراء اي انتخابات شرعية حتى ينتهي الاحتلال.

وقال مصدر وثيق الصلة بحركة الصدر ان الصدر على وجه التحديد لن يؤيد اي حزب معين على الرغم من مشاركة اتباعه مع التحالف.

بدوره يزور واشنطن هذا الاسبوع السياسي العراقي الاكثر ارتباطا بالمعلومات المخابراتية محل الشك التي سبقت الحرب على العراق ووضعت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش في خضم من الاضطرابات وذلك في الوقت الذي يناور فيه للحصول على مغنم قبيل الانتخابات العراقية المقرر اجراؤها في 15 ديسمبر كانون الاول.

وكان الجلبي الفتى الذهبي السابق للولايات المتحدة وظل لسنوات يتقاضى راتبا من وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون).

وفقد الجلبي مكانته بعد ان اطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين لكنه اثبت انه سياسي محنك ويعتبر مرشحا لتولي منصب رئيس الوزراء على الارجح.

ومن المؤكد ان تثير زيارة الجلبي المزيد من النقاش حول اسلوب تعامل الرئيس جورج بوش للحرب والذي أدى الى تراجع حاد في شعبيته لدى المواطنين الامريكيين.

تأتي الزيارة بعد ايام من اتهام لويس ليبي المدير السابق لمكتب ديك تشيني نائب الرئيس في تحقيق يتعلق بتسريب هوية عميلة للمخابرات المركزية الامريكية في الوقت الذي تقوم فيه لجنة مخابرات تابعة لمجلس الشيوخ باعادة التحقيق في الاخفاقات المخابراتية قبل الحرب.

ومن المقرر ان يلتقي الجلبي مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ويلقي كلمة امام المعهد الامريكي للابحاث المؤيد لبوش يوم الاربعاء ضمن اجتماعات ولقاءات اخرى.

ولان الانتخابات العراقية باتت وشيكة للغاية فلن يلتقي بوش مع الجلبي او اي مسؤولين عراقيين اخرين. وقال فريدريك جونز المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي ان مسؤولين عراقيين كثيرين زاروا واشنطن خلال الاشهر الاخيرة وان الجلبي سيلقى نفس المعاملة وسيلتقي مع "نظراء مناسبين."

ويعهد الى الجمعية الوطنية التي سيتم انتخابها في ديسمبر كانون الاول تعيين حكومة لمدة اربع سنوات وسيكون بمقدورها اجراء تغييرات واسعة على الدستور الذي تم تمريره الشهر الماضي.

وانفصل الجلبي وهو من الشيعة عن الائتلاف العراقي الذي يهيمن عليه الاسلاميون واعلن عزمه على اتباع نهج سياسي اكثر علمانية.

وكان الجلبي وحزبه المؤتمر الوطني العراقي هما القوة الكبيرة وراء الغزو الامريكي للعراق والمعلومات المخابراتية التي توصف الان بانها معيبة بدرجة كبيرة والتي اتهمت صدام بتطوير اسلحة دمار شامل.

وتسببت علاقاته مع ايران فضلا عن مزاعم بانه ربما مرر اسرارا امريكية الى طهران في استبعاده من دائرة اهتمام البنتاجون ومعاونين امريكيين اخرين. وينفي الجلبي تلك الاتهامات.

وزار الجلبي ايران في مطلع الاسبوع والتقى مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وعدد اخر من كبار المسؤولين لمناقشة الانتخابات العراقية.

وقال الجلبي الاسبوع الماضي عن زيارته للولايات المتحدة انها تدل على عدم وجود "جدار من الجليد" بينه وبين ادارة بوش.

وقال البيت الابيض في وصفه لكيفية الترتيب للزيارة ان الجلبي ابلغ وزير الخزانة جون سنو بأنه يريد المجيء الى واشنطن في المستقبل القريب وعرض سنو مقابلة الجلبي اذا كان جدول اعماله يسمح بذلك.

واشار البيان الذي اصدره جونز الى ان الجلبي سيجتمع مع سنو لكن مصادر بوزارة الخزانة قالت ان سنو ربما سيكون خارج المدينة وقت الزيارة.

وقال جونز ان الجلبي بوصفه نائبا لرئيس الوزراء "لديه حقيبة مسؤوليات واسعة النطاق تشمل السياسة الاقتصادية والخدمات الاساسية والبنية التحتية والميزانية."

واضاف ان لدى الولايات المتحدة والعراق الكثير من القضايا المهمة لمناقشتها والتي تتعلق بتنمية الاقتصاد العراقي وتعاملات العراق مع المؤسسات المالية الدولية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأربعاء 9/تشرين الثاني/2005 -  6/شوال/1426