بغداد: المواطنون يخشون الخروج في العيد

بينما يبدأ المسلمون عطلة عيد الفطر التي تستمر ثلاثة أيام يزورون خلالها الاهل ويحتفلون مع الاصدقاء سيلزم عمر أنور بيته وحيدا يشاهد التلفزيون.

لا لسبب سوى أن عليه أن يلزم بيتهم في بغداد لتأمينه.

وقال أنور وهو عاطل عن العمل عمره 25 عاما "عائلتي تنوي السفر للشمال لبضعة أيام."

أما عن نفسه فيقول "نظرا لان هناك عصابات كثيرة في حينا فعلي أن أمكث في البيت وأحرس المنزل. ربما أشاهد التلفزيون. سمعت أنهم سيقدمون الكثير من البرامج الجيدة خصوصا في العيد."

لكنه لن يكون الوحيد الذي يلزم منزله.

والعيد مناسبة يفترض لها أن تجلب أرباحا وفيرة لاصحاب المتاجر والمطاعم ولحظات من الاستجمام والمتعة للشعب العراقي هو في أشد الحاجة اليها.

لكن الواقع لا يزال غير ذلك تماما بعد مرور عامين ونصف على الغزو الامريكي الذي أطاح بصدام حسين.

وفي ذلك تقول سهى محمد (29 عاما) وهي مدرسة "السيارات الملغومة واطلاق النار العشوائي يحولان دون استمتاع العراقيين ببهجة العيد... سأفضل البقاء في البيت ومشاهدة التلفزيون. هذا أكثر أمنا."

فالخوف من أعمال العنف التي يشنها مسلحون والجرائم المنتشرة على نطاق واسع يجعل معظم سكان بغداد يلزمون بيوتهم بعد حلول الظلام بفترة قصيرة رغم أن حظر التجول لا يسري الا عند منتصف الليل.

وفي بعقوبة وهي بلدة مختلطة يسكنها عرب شيعة وسنة على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد جرى تفجير مطعم في منطقة تجارية في الساعات الاولى من صباح الاربعاء.

وقال صاحب المطعم ان سبب تدميره هو أن المطعم ظل مفتوحا خلال شهر رمضان.

واضاف أنه تلقى بعض التهديدات بسبب فتح المطعم نهارا في شهر الصوم.

ولم يرد شيء عن وقوع ضحايا لكن واجهات المتاجر المجاورة تهشمت وتلفت بضائعها.

وطبقا لارقام وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) فان نحو 26 ألف عراقي أصيبوا أو قتلوا على أيدي المسلحين منذ يناير كانون الثاني 2004 وهي محصلة لا تشمل العراقيين الذين أصيبوا أو قتلوا على أيدي الجنود الامريكيين أو راحوا ضحايا الجرائم التي تشيع بلا ضابط.

وقال زياد نزار (30 عاما) وهو طالب يدرس المحاسبة كان يفطر في مطعم ببغداد مع زوجته هذا الاسبوع اثناء جولة للتسوق قبل العيد "الامر محير. علينا أن نفكر قبل أن نغادر البيت."

وقال نزار انه نادرا ما يخرج من البيت مساء حتى اثناء العيد حيث جرت العادة على زيارات للعائلة وجولات تسوق لشراء الهدايا والملابس الجديدة.

وقالت زوجته زينب حمودي (25 عاما) "لا أشعر بالامن.. الخروج صعب للغاية." ومضت تقول "لكن يجب أن نتعايش مع هذا الشقاء."

وقالت صاحبة محل لبيع مستحضرات التجميل في حي المنصور الراقي في بغداد ان المبيعات تراجعت بنسبة 60 بالمئة مقارنة برمضان العام الماضي لان الوضع الامني تدهور وبعض الزبائن الاكثر ثراء رحلوا للعيش بالخارج.

وأضافت وهي تعدل وضع العطور في نافذة العرض "الحياة ليلا هنا بائسة منذ الحرب. خصوصا في رمضان."

وعلى مقربة كانت هناك عائلات تصطحب أطفالها الصغار وهي تعاين البضائع في متجر لبيع الملابس في الحي.. لكن الزبائن بدوا متوترين وفي عجلة من أمرهم.

وقالت ندا قدوم وهي تقبض بشدة على يد ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات "يجب أن أعود للبيت قبل الثامنة والنصف مساء لاني اعتقد أنه ليس امنا أن أظل في الخارج لساعة متأخرة خصوصا مع بناتي."

وقال مدير مطعم الساعة في شارع المنصور انه اعتاد أن يفتح أبواب المطعم حتى الساعات الاولى من الصباح لكنه الان نادرا ما يبقي المطعم مفتوحا بعد العاشرة مساء. وكان النشاط بطيئا في رمضان هذا العام وهو شهر كان الزبائن يصطفون فيه عادة لتناول وجبة الافطار.

وقال "خسرنا 65 بالمئة من دخلنا تقريبا."

ويتوقع الصحفي أحمد يوسف أن يعمل في العطلة خصوصا اذا استغل المسلحون الفرصة لمهاجمة اولئك الذين تجاسروا على الخروج.

وقال "لن يكون عندي متسع من الوقت لزيارة العائلة والاصدقاء كما فعلت في العام الماضي... عملنا يقتضي أن نظل يقظين تحسبا لاعداد تقارير عن تفجيرات وهجمات."

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 3/تشرين الثاني/2005 -  30/ رمضان/1426