حرب العراق تدفع الجيوش الغربية لاعادة التفكير في استراتيجيتها

 قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان القوى العسكرية الغربية تدفع الى إعادة التفكير في استراتيجياتها بعدما اظهر الصراع في العراق محدودية جيوشها التقليدية.

وفي تقريره السنوي "الميزان العسكري" حول القدرة العسكرية في العالم والذي صدر يوم الثلاثاء قال المعهد الذي يتخذ من لندن مقرا له ان الخبراء الاستراتيجيين كانوا ياملون في ان تمكنهم التكنولوجيا الجديدة من استهداف الاعداء بدقة من السفن الحربية والطائرات لتجنب خوض معارك طويلة على الارض.

ولكنه قال ان الجيوش التقليدية دخلت في صراعات غير منظمة عادة ما تكون في المدن حيث يواجهون عدوا لا يمكن اختراقه بواسطة الاسلحة المتطورة التي كان يفترض انها ستبدد ضباب الحرب وتنبيء بعصر جديد من الصراعات.

وكتب محرر التقرير كريستوفر لانجتون في ديباجته "العراق وافغانستان والشيشان تظهر محدودية قدرات القوات التقليدية الحديثة في بيئات معقدة تتطلب منهم ما هو أكثر من القتال التقليدي ."

ويوجد للولايات المتحدة نحو 137 الف جندي في العراق بعد أكثر من عامين من سحق الجيش التقليدي العراقي في غزو بري. وقتل قرابة 2000 جندي امريكي في العراق منذ مارس اذار.

وقال التقرير انه بدلا من كسب "صراع مع شبكة مركزية" باستخدام المجسات الالكترونية للعثور على الاهداف وتوجيه النيران وقعت القوات الغربية في شرك "شبكات حرب" قائمة على "شبكات بشرية ذكية وقابلة للتكيف".

واشار في الكتاب الذي يسرد فيه حجم وقدرات القوات المسلحة في العالم "ان بيئة الصراع في بدايات القرن الحادي والعشرين تمثل بالتأكيد عهدا جديدا من الصراع... ولكنه ليس العهد الذي توقعه المخططون العسكريون الغربيون."

وباستخدام المفجرين الانتحاريين والقنابل التي تزرع على جوانب الطرق تمكن المسلحون العراقيون من قتل جنود امريكيين وبريطانيين والاف المدنيين . كما تسببت الحملات الامريكية لطرد المسلحين من بلدات عراقية في وقوع خسائر .

وقال المعهد "التعامل مع بيئة الصراع الجديدة تلك دفع كثيرا من القوات الغربية الى إعادة التفكير."

وأضاف ان القوات البريطانية والاسترالية الخاصة ومشاة البحرية الامريكية يتكيفون مع العهد الجديد من الصراع "اللامتناسق" الذي تستخدمه جماعات وليس دولا مثل تنظيم القاعدة عن طريق تشكيل مجموعات قتالية صغيرة الحجم.

لكنه قال ان من غير المحتمل ان يحدث أي تغير كبير في استراتيجية الولايات المتحدة أو الانفاق العسكري لسببين أولهما لانها تخشى من الجيوش التقليدية الكبيرة في دول مثل الصين وتريد الحفاظ على التفوق الجوي والبحري.

وكتب لانجتون "الجيش الصيني يخضع لتحديث سريع. هذا مثار قلق للولايات المتحدة وبعض الدول في منطقة اسيا والمحيط الهادي لان تحديث جيش التحرير الشعبي لم يعد موجها فقط ضد تايوان."

اما السبب الثاني فهو الرفض الهائل من جانب المجموعات الصناعية التي ساعدت في بناء القدرة العسكرية للولايات المتحدة وحقيقة ان الامر قد يستغرق بعض الوقت لتغيير عقود من الفكر الاستراتيجي .

وقال المعهد ان احدى النقاط المضيئة بالنسبة للجيوش الغربية التقليدية هي انها لا تزال لا تضاهى في قدرتها على الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية مثل كارثة موجات المد العاتية التي ضربت سواحل مطلة على المحيط الهندي في ديسمبر كانون الاول.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 24/ تشرين الأول/2005 -  21/ رمضان/1426