صانعو القنابل في العراق يتعلمون سريعا ويفتكون بضحايا اكثر

كان هيرام توريس (21 عاما) من بورتوريكو يقف بجوار بندقية الية مثبتة فوق مركبة همفي مدرعة حين أصابت قنبلة زرعت على جانب الطريق القافلة العسكرية الامريكية التي كان معها.

وفقد توريس الوعي ولكنه لم يصب في الهجوم الذي شن الشهر الماضي قرب بعقوبة شمالي بغداد.

ويتذكر توريس الحادثة في قاعدته قرب المدينة قائلا "كان ذلك قبل عيد ميلادي بثلاثة أيام. فقدت الوعي. لم اتذكر شيئا. كنت ارتجف بعد أن افقت."

ومن حسن حظه ان القنبلة ليست من أنواع تستخدم بشكل متزايد مثل تلك التي تخترق الدروع أو "الشحنات المتفجرة الموجهة" التي تركز علي هدف .

وبعد أكثر من عامين من إعلان مسؤولين أمريكيين ان مصير المسلحين الموت اصبحت هجماتهم اصبحت اكثر فتكا من ذي قبل بينما يقترب عدد القتلى الامريكيين منذ الغزو في مارس اذار 2003 من ألفين.

ويؤكد القادة الامريكيون الآن أن العنف لن ينته حتى قبل التوصل لحل سياسي.

وقال الميجر ستيفن ملبورن المتحدث العسكري البريطاني في البصرة إن القنابل التي تزرع على جوانب الطريق اصبحت اكثر تطورا في العامين الاخيرين. وقال "كنت بدائية الصنع إلى حد كبير في تكوينها ولكنها اصبحت الان اكثر فعالية قليلا."

ويضع المسلحون شحنات المتفجرات محلية الصنع في أي شيء بداية من صناديق الموز إلى حيوانات نافقة. ويمكن العثور بسهولة على طرق تصنيعها على شبكة الانترنت.

وتستخدم اجهزة التليفون المحمول أو أجهزة منبه أواشعة متطورة تحت الحمراء أو اسلاك بسيطة في صنع جهاز لتفجير العبوات الناسفة.

ويقول ضباط امريكيون إن أجهزة التفجير البدائية كانت تقتل أو تصيب عادة أمريكيا واحدا. إلا أن الاجهزة الاكثر تطورا التي ظهرت هذا العام تقتل حاليا ثلاثة أو أربعة.

وهذه الشحنات البدائية مسؤولة عن سقوط عدد كبير من القتلى الأمريكيين في العراق حيث اصيب أيضا 15 ألف جندي.

وتعدل الشحنات المتفجرة الموجهة بشكل ما لتوجه قوة الانفجار في اتجاه معين. وهناك طريقة سهلة لتحقيق ذلك بوضح الشحنة في مواجهة شيء صلب مثل جدار خرساني أو تفريغ جزء من الشحنة في مواجهة الهدف استنادا إلى أن الانفجار سيسير في طريق أقل مقاومة.

وفي بعض الاحيان يوضع مخروط من معدن مثل النحاس يتميز بدرجة انصهار منخفضة في الجزء المجوف بحيت تصهر الحرارة النحاس حين تنفجر الشحنة ومن ثم تنطلق بسرعة عالية مثل الرصاصة.

ويمكن لمثل هذا الجسم المنصهر شديدة السخونة أن يخترق عربات مدرعة وتحويل الدرع إلى شظايا تسبب أضرارا أكبر لمن في الداخل. كما يمكن تزويد الصواريخ برأس من النحاس لخرق الدروع بنفس الاسلوب.

وقال تيم ريبلي المراسل الخاص لمجلة جينز الدفاعية الاسبوعية ان خرق الدروع "تكنولوجيا قديمة جدا" وأن الشحنات المتفجرة الموجهة استخدمت في الحرب العالمية الثانية ويضيف "يمكن ان تصنيعها أي ورشة اصلاح سيارات كبيرة."

وتقدر القوات الامريكية أن العراق في ظل حكم صدام كان يمتلك مابين 600 ألف ومليون طن من الذخيرة مقارنة مع 1.85 مليون طن للجيش الأمريكية. ويقل تعداد سكان العراق عن عشر تعداد سكان الولايات المتحدة.

ولم تنجح القوات التي تقودها الولايات المتحدة في ضبط الكثير من المخزون العراقي حين غزت البلاد في عام 2003.

وقال ملبورن ان قطع امدادات المواد المتفجرة مهمة طويلة المدى بالرغم من اكتشاف القوات البريطانية والامريكية مخابيء سلاح يوميا.

وتابع أن المهمة الأكثر الحاحا اقتفاء اثر مصنعي القنابل.

واهم إجراء للتصدي للمشكلة جمع معلومات وتعتمد القوات الامريكية على بلاغات يتلقاها الجيش العراقي من سكان محليين.

ويقول ريبلي إن القوات الامريكية تعتمد على نفسها لتفادي وقوع ضحايا وتفضل النقل الجوي على القوافل البرية وتكلف القوات العراقية بمهام أكثر وتركز قواتها في قواعد أكبر.

كما دعمت الدروع في عدد أكبر من المركبات باضافة ألواح من الصلب ولكن الدروع لا يمكنها أن تفعل الكثير.

فالشحنة محلية الصنع التي قتلت 14 من مشاة البحرية ومترجم مدني حين فجرت مركبة هجومية برمائية لم تكن سوى ثلاثة الغام ارضية جمعت سويا.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 24/ تشرين الأول/2005 -  21/ رمضان/1426