محاربة الفقر في البرازيل تجلب الامل والاصوات

تنوي مارلوسيا دا كونسيكاو التصويت للرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في العام القادم بعدما ساعد على تخفيف فقر عائلتها التي تعيش في منطقة قاحلة في شمال شرق البرازيل.

وأصبح ابنها ساندرو البالغ من العمر 11 عاما أول شخص في عائلتها يقرأ ويكتب منذ أن وسع لولا البرامج الاجتماعية وزاد المزايا العادية الى أربعة أمثالها. ولم يتعين على الصبي العمل في الحقول الصخرية كما فعلت هي في طفولتها.

وتوجد صورة باهتة للولا من حملته في انتخابات عام 2000 معلقة الى جوار صور قديسين وصورة لمريم العذراء في كوخ دا كونسيكاو قرب كابروبو بولاية برنامبوكو التي تقع على بعد 1260 كيلومترا شمال شرقي العاصمة الحديثة برازيليا.

ودا كونسيكاو واحدة من ملايين الفقراء الذين يعتقدون أن لولا العامل السابق الذي نشأ في منطقة فقيرة تبعد 320 كيلومترا شرقي كابروبو أوفى بوعوده الانتخابية بالقضاء على الجوع فقر وتحدي التفاوت في توزيع الثروة المستمر منذ قرون.

ويقول منتقدون في المعارضة البرازيلية والقطاع الخاص ومنظمات المعونة ان لولا حصل على الثقة من برامج بدأتها الحكومة السابقة وحولها نظاما مكلفا ومعرضا للفساد.

ويضيفون ان لولا سيفشل في تقليص التفاوت الاخذ في التزايد لولا توزيعه ثلاثة مليارات دولار سنويا وتوفير فرص العمل.

وقد يكون تأييد الفقراء للولا حاسما بينما يحاول التخلص من فضيحة فساد قبل أن يسعى لانتخابه رئيسا لاربع سنوات في أكتوبر تشرين الاول 2006.

وقالت دا كونسيكاو (38 عاما) فيما كان ساندرو عائدا من مدرسته "لا أريد أن يعمل ابنائي في حقول الارز أريد أن يذهبوا للمدرسة ويحصلوا على وظيفة جيدة."

ودا كونسيكاو واحدة من بين الغالبية العظمى من سكان مقاطعة كابروبو البالغ عددهم 30 ألفا الذين يعيشون على أقل من 1.5 دولار يوميا ممن يحق لهم الحصول على أموال من الحكومة بموجب برنامج لدعم الاسرة.

ويضم البرنامج أربعة برامج وضعتها الحكومة السابقة ويشير البنك الدولي الى أن لديها الان أكبر برنامج لتقديم أموال للفقراء بشرط استثمارها في تنمية رأس المال البشري لابنائهم من خلال تعليمهم أو الاستفادة من برامج الرعاية الصحية الوقائية وهو ما يعرف برنامج "نقل الاموال المشروط" الذي يلزم الفقراء بارسال ابنائهم للمدرسة والكشف الطبي عليهم مقابل مبلغ يصل الى 42 دولارا في الشهر.

وتحصل مارلوسيا على 32 دولارا في الشهر مما يساعدها على تخفيف الضغوط لارسال ابنائها للعمل عندما لم يتمكن زوجها من العثور على وظيفة مقابل خمسة دولارات في اليوم في حقول الارز.

ومن المتوقع ان يستفيد نحو 50 مليونا من الفئات الاكثر فقرا في البرازيل أو ما يزيد على ربع السكان من هذا البرنامج في أواخر 2006.

ويقول خبراء استطلاع الرأي ان البرنامج عزز شعبية لولا بين الفقراء بعد اتهام زعماء حزبه ومساعديه في يونيو حزيران الماضي بشراء الاصوات في انتخابات الكونجرس وبتمويل الحملة الانتخابية بطرق غير مشروعة.

وقال ريكاردو جيدس مدير أحد مراكز استطلاع الرأي البارزة في البرازيل "سيكون للبرامج الاجتماعية تأثير كبير على لولا في الانتخابات."

ويخشى بعض المحللين من أن برنامج دعم الاسرة قد يستغل لشراء أصوات في انتخابات العام القادم ويشيرون الى أن البرازيل في حاجة للعثور على حل طويل الاجل لمشكلة الفقر بدلا من الاعتماد على المساعدات.

وقالت كاتيا مايا منسقة وكالة اوكسفام للمساعدات في البرازيل عن برنامج دعم الاسرة "انه خطة طواريء ولا بد من ربطه ببرامج توفر فرص العمل."

ورغم استقرار اقتصاد البرازيل في العقود الاخيرة الا أن التفاوت في توزيع ثروة البلاد هو الاكبر في أمريكا اللاتينية ولم يتزحزح على مدى 50 عاما.

وتقليديا كانت الحكومة تخصص الانفاق الاجتماعي على المعاشات والبطالة التي يستفيد منها العمال الاقوياء سياسيا بدلا من الفلاحين المعزولين أو فقراء الحضر.

وتغير التركيز في التسعينات مع توسع البرازيل في التعليم لمنح الفقراء المهارات لدخول الاقتصاد الرسمي الذي يبدي علامات على النمو المطرد.

وتشير دراسة للحكومة الى أن حوالي 97 بالمئة من الاطفال البرازيليين يذهبون الان للمدرسة. لكن تدني نوعية التعليم تعني أن الغالبية ما زالت عاجزة عن الحصول على التعليم الاساسي. ولن يتمكن أطفال سود فقراء مثل ساندرو من الوصول الى الحد الادنى المتوسط وهو ثمانية اعوام من الدراسة قبل مرور عقدين.

ووعد لولا بتعجيل الحرب على الفقر والقضاء على سوء التغذية في أربعة أعوام عندما تولى منصبه.

وتعرضت خطته الاولى للقضاء على الجوع للانتقاد لتقديم الطعام لعائلات تحتاج الى تعليم لائق وفرص عمل أكثر من احتياجها للبقوليات والارز.

وأقال وزير التنمية وأسس وزارة واحدة من عدة وكالات متداخلة ووحد المدفوعات في بطاقة واحدة لخفض التكلفة وتقليص الفساد.

ويضع البنك الدولي برنامج دعم الاسرة ضمن أكبر عشرة برامج في الدول النامية. ويقول ان الحكومة حسنت الرقابة واتخذت اجراءات صارمة ضد الغش في عام 2005.

وقالت كاتي ليندرت الخبيرة الاقتصادية الكبيرة في البنك الدولي الذي قدم 572 مليون دولار للمساعدة في تأسيس برنامج دعم الاسرة "أظن أن هناك توقعات كبيرة من هذه الحكومة لان تحقق تقدما اجتماعيا وأظن أنها فعلت."

ولا ترى واندا انجل مسؤولة التنمية الاجتماعية في الحكومة البرازيلية السابقة خطأ في أن يكسب لولا أصواتا بتقديم المزيد من الاموال للفقراء.

وتقول انجل التي ترأس الان ادارة التنمية الاجتماعية في بنك التنمية عبر الامريكتين في واشنطن انه قد يغير من صورة النخب السياسية التي أنفقت المال تقليديا على طبقاتها. وأضافت "سيكون عظيما اذا اكتشف الساسة في البرازيل أن للاستثمار في الفقراء مردودا."

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 23/ تشرين الأول/2005 -  19/ رمضان/1426