الصحافة البريطانية في تعليقها على الاستفتاء: على السنة العرب الإقرار بالحقائق الجديدة

 رحّبت الصحف البريطانية "مُسبقا" بنتائج الاستفتاء العراقي وأبدت تفاؤلا متفاوتا بشأن ما اعتبرته "انتصارا للديموقراطية" أعاد على ما يبدو طرح المواقف بشأن جدوى الحرب على العراق وبقاء قوات الاحتلال على أرضه.

فقد ذكّرت صحيفة الـ"تايمز" بأنه "في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات أدلى ملايين العراقيين بأصواتهم. يومها كان هناك مرشح واحد هو صدام حسين الذي أعلن فوزه بنسبة مئة في المئة لفترة رئاسية جديدة. كانت تلك المرة الأخيرة التي شارك فيها العراقيون باستفتاء... حتى يوم السبت الماضي".

وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات لم تكن كاملة ولكن "الإصبع المطلي بالحبر تحوّل من علامة شجاعة وفخر إلى عادة ديموقراطية".

ورأت الـ"تايمز أن المشاركة السنية الكبيرة في الاستفتاء مشجّعة- وإن كان العرب السنة قد صوّتوا بـ كلا ، إذ أنها تُظهر أنهم مستعدون للالتزام ووضع أنفسهم "نقيضا للاتجاه نحو الهدم الذي يتبناه المسلحون".

وختمت الصحيفة بالقول: إن "يوم السبت شهد احتفالات في شوارع بغداد. فقد حان الوقت لكي يغير المشكّكون نبرتهم".

وفي مقال آخر للـ"تايمز" وصف تيم هامز الاستفتاء العراقي بالـ"انتصار".

وإذ عرض الكاتب للأخطاء التي ارتُكبت في العراق، اعتبر أن للحملة الأمريكية-البريطانية مظاهر ايجابية عدة قد لا تظهر ثمارها قبل عام 2010.

ولكنه تساءل في المقابل: "كيف كان العراق سيبدو في عام 2010 لو كان صدام لا يزال في أحد قصوره، أو إذا ما كان قد تسلّم الحكم من بعده أحد أبنائه؟"

واعتبر هامز أنه "قد تكون الجريمة في العراق اليوم هي إنهاء الوجود العسكري قبل إنشاء نظام سياسي مرسّخ وواعد".

من جهتها، وجّهت صحيفة الـ"دايلي تلغراف" مقالها إلى السنة العرب في العراق مطالبة إياهم بضرورة الإقرار بالحقائق الجديدة.

وقالت الصحيفة:" على العرب السنة وخصوصا البعثيين السابقين- أن يُدركوا موقعهم الجديد في الدولة، فهم سيشيدون يوما بالفيدرالية التي ينقضها زعماؤهم. ولكن عليهم أولا أن يتقبلوا أنهم باتوا أقلية".

وقد عنونت الصحيفة خبر العراق في الصفحة الأولى على الشكل التالي: "العراقيون يتحدون المسلحين ويصوتون للدستور الجديد".

أما صحيفة الـ"اندنبدنت" فقد رأت أن إجراء الانتخابات "دون سفك دماء" في ذاته مؤشر جيد.

وفي تحليل الصحيفة للأجواء "السلمية" نسبيا التي رافقت يوم الاستفتاء، رأت في امتناع "المجموعات السنية الارهابية" القيام بعمليات "واسعة وكبيرة" في نهاية الأسبوع إدراك هذه المجموعات أنها في حال هاجمت مراكز الاقتراع، إنما ستقتل "جماعتها".

وقد اعتبرت الـ"اندبندنت" أن الدرس الذي يمكن استخلاصه من الاستفتاء على الدستور هو "أن العراق قد يكون متوجها أخيرا صوب معارك سياسية بدلا من المعارك العسكرية. وإذا ما تحقق ذلك، فإنه سيؤمن استراتيجية لخروج القوات المحتلة من العراق".

وفي ظل ما عكسته معظم الصحف من أجواء ايجابية، وحدها صحيفة الـ"غارديان" التزمت الحذر معتبرة أن "الاحتفال ما زال مبكرا جدا".

وقد اعتبرت الصحيفة أن وصف الاستفتاء بالـ"انتصار" غير مناسب محذرة من أن "كثيرا من الأمور قد تسوء "وأن طريق النهاية السعيدة للعراق لا تزال طويلة جدا".

وختمت الـ"غارديان" بالقول إن الأمور قد تبدو في بداية التحسن بالنسبة للعراق، غير أن الحذر والتروي ضرورين لتجنب أزمة جديدة".

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 18/ تشرين الأول/2005 -  14/ رمضان/1426