شباب العراق وجنود الاحتلال يهربون من واقعهم للمخدرات

 

حذّرت وزارة الصحة العراقية من تفشي ظاهرة الإدمان بين العراقيين من كافة الأجناس والأعمار، خاصة في العاصمة بغداد وجنوب البلاد.

ويقول العديد من مستهلكي الهيروين والكوكايين إنهم يلجأون للمخدرات لنسيان الواقع الصعب الذي تتخبط فيه البلاد.

أحد المدمنين على الهيروين، خالد حسين (22 عاما)، الذي لم يكمل دراسته الجامعية، قال إنه يبيع، وبموافقة والده المدمن أيضا، المخدرات في الشوارع  لإعالة أفراد أسرته.

وقال خالد "في البداية وجدت الفكرة غريبة، لكني اليوم أشعر بالراحة للقيام بذلك والحصول على الأموال، كذلك أقوم باستخدام المخدرات لنسيان الإرهاب الذي حل بنا منذ قيام الأجانب باحتلال بلادنا."

ويتهم مسؤولون في وزارة الداخلية العراقية بقيام جماعات بتهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى داخل العراق حيث يرتفع الطلب عليها.

ويقول المسؤولون إن التصعيد في هجمات المتمردين دفع الحكومة للتركيز على القضايا الأمنية والتغاضي عن قضايا أخرى.

أما مروجو المخدرات، فقالوا للشبكة الموحدة للإعلام الإقليمي حول الشؤون الإنسانية، التي تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة، إنهم وجدوا سوقا مربحة بين جنود الاحتلال الذين تقودهم الولايات المتحدة، وإن القوات الإيطالية بين أبرز الزبائن.

وأضافوا أن العديد من القوات الأجنبية تطلب من القوات العراقية شراء المخدرات لهم من السوق.

وتزدهر تجارة المخدرات بفضل قدوم شحنات الهيروين من أفغانستان عبر الحدود الإيرانية، كما يتم تهريب الكوكايين من تركيا.

وقفز سعر الغرام الواحد من الهيروين في السوق السوداء بشوارع العراق إلى ما بين 20 - 25 دولارا بعد أن كان يباع بـ 15 دولارا فقط.

وقال مدير عام وزارة الصحة العراقية كامل علي إن عدد المدمنين تضاعف، ومعظمهم من الشباب.

ووفق الأرقام المسجلة لدى الوزارة فإن عدد المدمنين في بغداد، في العام المنصرم، ارتفع من 3000 حالة إلى 7000 حالة.

أما في كربلاء، فإن أعداد المدمنين على المخدرات المسجلين لدى الدوائر المختصة، قد بلغ 1200 شخصا بعد أن كان يراوح عند حد 400 مدمن قبل عام.

ويقول المسؤول العراقي إن المشكلة تتفاقم في المناطق المتاخمة لإيران.

وتشير وزارة الداخلية العراقية إلى إن الشرطة أوقفت 45 سيارة محملة بطرود الهيروين المهربة في الشهور الخمسة عشرة الأخيرة. ويواجه السائقون عقوبة السجن المؤبد أو حتى الإعدام، في حال أدانهم القضاء العراقي.

إلا أن هذه العقوبات لتجار المخدرات لم تعد رادعة.

وكان هؤلاء، إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يُعدمون، كما أن قلة من الأفراد كانت تتجرأ على استخدام المواد الممنوعة.

غير أن تداول المخدرات حاليا أصبح أمرا شائعا، فرؤية شاب منزوٍ في زاوية شارع يستنشق الهيروين باتت مشهدا مألوفا.

ومع غياب أي برامج صحية متخصصة لتأهيل المدمنين على المخدرات - وبخاصة أن العديد من المنظمات غير الحكومية التي تحاول مساعدة ضحايا هذه الآفة كانت تلقت رسائل تهديد من تجار - فإن مستقبل الشباب العراقي بات يقبع في المجهول.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 13/ تشرين الأول/2005 -  9/ رمضان/1426