قرويون في واحدة من افقر دول العالم بلا ذرة أو مال أو أمل

تقدم العمر بتوبياس موزالاندي وطوال هذه السنوات لم يشهد اوضاعا بمثل هذا السوء في مالاوي وهي واحدة من افقر دول العالم.

وخارج كوخه المتواضع تقوم زوجته بتقشير نبات زنبق الماء وهو الغذاء الوحيد المتاح لهما ويقول موزالاندي "ساءت الامور هذا العام كثيرا انها الاسوأ."

ومن اجل الحصول على الزنابق ينبغي السير لمدة اربع ساعات من القرية لنهر شاير حيث يواجه القرويون خطر هجوم التماسيح المفترسة اثناء البحث عنها في المياه العكرة.

وتقول وكالات المعونة انه لا توجد مجاعة بالفعل في الدول الواقعة جنوب القارة الافريقية الا ان ملايين من سكان المناطق الريفية يعانون من نقص خطير في المواد الغذائية.

وفي قرية خيمبو على بعد مئة كيلومتر جنوبي مدينة بلانتاير وهي مركز تجاري نفد محصول الذرة وهو الغذاء الاساسي ويندر المال والامل.

وقال جيمس بويراني مستشار الامن الغذائي بمنظمة المعونة اوكسفام ومقر عمله في مالاوي "هذه المنطقة واحدة من اكثر المناطق تضررا في البلاد. لا تحصل معظم الاسر سوى على 30 بالمئة من احتياجاتها من الغذاء."

والقرويون هنا مزارعون يعيشون على الكفاف واغلب زراعتهم على قطع ارض صغيرة يمتلكونها ويزرعونها ذرة لاطعام اسرهم وقطنا للحصول على اموال سائلة.

ويقول موزالاندي الذي يجهل سنه ويبدو مرحا على غير المتوقع "زرعت أذرة ولكني لم احصد شيئا."

وكان حظ القطن اوفر قليلا اذ جمع 70 كيلوجراما هذا العام ليحصل على 1400 كواشا وهي عملة مالاوي ( 11.20 دولار) وهي مصدر الدخل الوحيد له في هذا العام وعادة ما كان موزالاندي يجمع 200 كيلوجرام من القطن.

وفي السابق كان يمارس عملا يدويا دون ان يكسب شيئا لفترة طويلة. وكبر معظم اطفاله السبعة عشر الذين رزق بهم من ثلاث زوجات ولكنه يرعى حفيدا تيتم بسبب الايدز.

انها قصة مأساوية تتكرر في جميع قرى مالاوي حيث يزيد الايدز والاقتصاد الضعيف ناهيك عن نمو تعداد السكان في الريف من صعوبة التكيف مع الاوضاع حين لا تنزل الامطار.

ويسقط اناس في ريعان الشباب ضحايا المرض ويقضون نحبهم تاركين اطفالا ومسنين يقومون بمهام الزراعة التي تقصم الظهر.

وتقوم معظم نساء قرية خيمبو التي تعج باطفال في ملابس رثة بنفس المهمة.. تقشير زنابق الماء.

واللحم رفاهية لا يدرون عنها شيئا اذ لا يوجد سوى عدد قليل من الدواجن واختفت الماعز فعليا التي كانت تشاهد في كل مكان في الريف الافريقي بصفة عامة.

وتلقت خيمبو بعض المعونات الغذائية ولكنها غير كافية الى حد كبير وقبل اسابيع قليلة حصلت 20 من بين 90 اسرة في المنطقة على جوال يحتوي على 50 كيلوجراما من الاذرة يفترض ان تكفى لمدة شهر واقتسمت الاسر المحظوظة الكمية مع اخرين لتنفد الكمية في اسبوع.

ولا يعلمون متي يتوقعون امدادات جديدة ويكتفون حتى ذلك الحين.. بزنابق الماء.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 11/ تشرين الأول/2005 -  7/ رمضان/1426