صحافية سعودية تصل الى فرنسا بعد تسللها وهروبها من الاضطهاد لتكشف الواقع المر في بلادها

وصلت الصحافية السعودية الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان رانية الباز الى باريس الاثنين بعدما غادرت بلادها خلسة بسبب منعها من السفر حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.

وقالت دار نشر ميشال لافون التي اصدرت كتابها "مشوهة" في فرنسا انها "غادرت بلدها بطرق ملتوية واختبأت في شاحنة بضائع وانتقلت الى البحرين ومنها الى دبي قبل ان تصل الى فرنسا". واضاف "يجب توضيح وضعها القانوني الآن" موضحا ان اطفالها بقوا في السعودية.

واوضح الناشر ان رانية الباز منعت الثلاثاء الماضي من السفر الى فرنسا من مطار جدة بحجة ان اوراقها ليست نظامية قبل ان تبلغها السلطات انها ممنوعة من مغادرة المملكة لمدة غير محددة.

وكان ميشال لافون نشر كتاب "مشوهة" الذي تروي فيه هذه المذيعة التلفزيونية السابقة كيف ضربها زوجها بعنف وتتحدث بشكل عام عن وضع المرأة في بلادها.

وقد سمحت لها شهرتها بادانة هذا العنف بما في ذلك في الصحف في سابقة في المملكة. وقد حكم على زوجها في ايار/مايو بالسجن ستة اشهر وب300 جلدة اثر ادانته بضرب زوجته قبل ان يتركها مغمى عليها امام مستشفى.

واصيبت المذيعة التي تقدم عددا من البرامج النسائية على القناة الاولى للتلفزيون السعودي بكسور خصوصا في الوجه.

وقال الناشر "انها صحافية لا تناضل ضد بلادها ولا ضد الاسلام بل من اجل حقوق المرأة في جميع انحاء العالم ويريدون اسكاتها".

وكان يفترض ان تشارك رانية الباز في نهاية الاسبوع الماضي في مؤتمر في ضاحية باريس لحركة "لا بغاء ولا استسلام" التي تناضل من اجل العلمانية والمساواة بين المرأة والرجل في اوساط المهاجرين في فرنسا.

وقد منعت السلطات السعودية الصحافية من المغادرة في وقت كانت فيه دار النشر الفرنسية الشهيرة ميشال لافون تضع اللمسات الأخيرة علي برنامج إعلامي حافل للترويج والدعاية لكتاب الصحافية السعودية رانيا الباز مشوهة الذي يصدر هذا الأسبوع في العاصمة باريس، وهو كتاب علي شكل شهادة يحكي قصة الاعتداء العنيف الذي تعرضت له علي يد زوجها العام الماضي وتحوله إلي حدث اجتماعي وسياسي في المملكة السعودية.

 وتبينَ أن السلطات الحكومية أمرت بمنع رانيا الباز من مغادرة البلاد وحرمتها بالتالي من المشاركة في فعاليات الجامعة الخريفية للجمعية النسوية الفرنسية لا خانعات ولا خاضعات التي تُعد الباز ناطقةً باسمها في منطقة الشرق الأوسط.

خبر المنع كانت قد أعلنته رئيسة جمعية لا خانعات ولا خاضعات السيدة فضيلة عمارة الجمعة أمام المئات من الحضور في افتتاح أشغال الجامعة الخريفية المنعقدة في دوردون بضواحي العاصمة باريس حيث كان من المنتظر أن تلقي رانيا الباز محاضرة حول أوضاع المرأة في منطقة الخليج وتساهم إلي جانب الكاتبة المصرية نوال السعداوي والناشطة الحقوقية اللبنانية فائقة تريكي في إعطاء فكرة عن مشاكل المرأة العربية وسبل الدفاع عن حقوقها.

الصحافية «رانيا الباز» بعد حادث الاعـتداء عليها العام الماضيدار ميشال لافون للنشر أبدت استغرابها لقرار منع الباز من التوجه إلي باريس والترويج لكتابها ولقضيتها في الأوساط الفرنسية خاصة وأن السلطات السعودية كانت أبدت تعاطفا واضحا مع رانيا بعد حادث الاعـتداء عليها العام الماضي ووظفته من أجل تلميع صورة المملكة بل أن الأميرة سارة زوجة أمير منطقة جدة نفسها تولت الدفاع عنها شخصيا وحثتها علي تحويل قضيتها الشخصية إلي قضية مجتمعية لتحسيس الـرأي العام السعودي بالقهر المسلط علي النساء في المملكة والذي يبلغ حد التشويه الجسدي وأحيانا القتل.

أما جمعية لا خانعات ولا خاضعات التي أدانت هذا المنع التعسفي فهي تسعي لحشد غالبية المنابر الإعلامية في الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية للدفاع عن حق رانية الباز في السفر والدعاية لكتابها خاصة وأن الجمعية كانت من أول المدافعين عن الباز فور ذيوع خبر الإعتداء عنها وسبق وأن استقبلتها العام الماضي كمُحاضِِرة في فعاليات جامعتها الخريفية.

واعربت احدي الناشطات بقضايا حقوق المرأة وهي من المتابعات لقضية رانيا عن استغرابها لعدم تطرق الباز في كتابها مطلقا للنظام السعودي وعدم توجيه أدني انتقاد لسياساته مكتفية بالتركيز علي إدانة العنف الذكوري والأسري بمعناه الاجتماعي عبر مشوارها الشخصي. رغم أن المملكة وسياساتها المحافظة هي، في نهاية الأمر، المسؤول الأول عن تجريد المرأة السعودية، كما الرجل، من حقوقها وهي علي ما يبدو حريصة علي الحفاظ علي وضعها ككائن دوني من الدرجة الثانية من خلال منعها من قيادة السيارات ومن حق الانتخاب وما إلي ذلك من الحقوق الأساسية التي تتمتع بها المرأة العربية حتي في بلدان مثل جيبوتي وموريتانيا وجزر القمر مثلا.

لكن الناشطة التي رفضت الافصاح عن هويتها قالت ان منع رانيا الباز من مواصلة معركتها من أجل حقوق المرأة السعودية سيزيد من تعميق الصورة السيئة للمملكة في فرنسا وفي المحافل الدولية، هذه الصورة التي تخسر عليها السعودية مئات الملايين من الدولارات لتلميعها إعلاميا في الأوساط الدولية بدون جدوي. كما أن هذا المنع قد يؤدي إلي عكس ما تريده السلطات ويضاعف لا محالة من الهالة الإعلامية التي تحيط برانيا الباز وبقضية المرأة السعودية وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه علي ما يبدو المسؤولون عن منعها من السفر.

من جهة اخرى قالت الاميرة عادلة بنت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في حديث مع صحيفة «الحياة» التي تصدر في لندن في طبعتها السعودية ان عضوية المرأة في مجلس الشورى السعودي «مسألة وقت» وانه سيصار الى السماح لها ايضا بقيادة السيارة «في الوقت المناسب».

   واوضحت الاميرة عادلة «اظن ان مشاركة المراة في عضوية مجلس الشورى هي مسالة وقت».

   ومجلس الشورى السعودي, هو هيئة استشارية غير تشريعية تأسست سنة 1993, ويضم حاليا 150 عضوا من الرجال يتم تعيينهم من قبل العاهل السعودي.

   واضافت الاميرة عادلة «نحن نتلمس قناعة قيادتنا وحرصها على توسيع مشاركة المراة في صنع القرار في مجالس ادارة مؤسسات عدة مثل جمعية الصحافيين وجمعية ادارة الاعمال وقريبا مجلس ادارة غرفة جدة التجارية والصناعية».

   وردا على سؤال بشأن قيادة المرأة السعودية السيارة، قالت الاميرة عادلة «قيادة المرأة السيارة مسألة محلية وتعتمد احتياجات المجتمع وقناعاته ومن هنا اتوقع ان تأتي في الوقت المناسب».

ودعت الى تعزيز دور المراة في المجتمع «بناء على ما اثبتته من جدارة في العديد من الاعمال التي اسندت اليها», مضيفة «بما ان المراة اصبحت اليوم اكثر فاعلية في بناء المجتمع فلا بد ان يتسع دورها وتسند اليها مهام اكثر فاعلية في بناء المجتمع».

   واعربت الأميرة عن الامل في ان تقوم المراة بدور في «نشر الفكر المستنير»، وقالت ايضا «ان الدور الاساسي الذي اتمنى ان تؤديه المرأة بغض النظر عن مجال عملها وتخصصها هو نشر الفكر المستنير وفتح افاق للحوار واحترام الاختلافات وتقبل الثقافات الاخرى».

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 5 / تشرين الأول/2005 -  30/ شعبان/1426