دعوة لمقاضاة  "سعود الفيصل" وال سعود لمشاركتهم في ابادة الشيعة 1991

اسعد راشد

ليس من الحكمة ولا من السياسة شيء ان تسكت حكومة الدكتور الجعفري على تصريح الامير السعودي فيصل حول مشاركة بلاده في قتل الشيعة وابادتهم في انتفاضة 1991 من اجل كما يدعي منع ايران من السيطرة على العراق وابعادها عنه ..

فقد اعترف الوزير السعودي سعود الفيصل في كلمته  امام مجلس العلاقات الخارجية في نيويوك في الاسبوع الماضي بشكل صريح وجلي بارتكاب بلاده مجازر ومذابح ضد الشيعة في العراق وقمع انتفاضتهم المجيدة ضد الدكتارتورية والفاشية العربية والارهاب الذي بدى واضحا ان بعض العرب والوهابيون بقيادة النظام السعودي يقودونه ..

الاعتراف السعودي بتلك الجرائم التي يمكن ان تدرج ضمن جرائم الحرب وضد الانسانية  يفتح امام المتتبعين لقضايا حقوق الانسان والتطهير الطائفي ملفات قديمة حقوقية وقضائية لا تلغى بالتقادم تتعلق بعدد كبير من الانتهاكات التي قام بها النظام السعودي في العراق ضد شيعته وهو امر يجب ان لا يترك هكذا يمر مرور الكرام دون القيام بخطوات جادة لمقاضاة النظام السعودي ورموزه ..

 والتصريح الذي اطلقه سعود الفيصل يمكن ان يشكل ورقة ادانة كبيرة ضده وضد نظام بلاده يوثق مع كبير من المستندات والوثائق التي لها علاقة بصور المجازر والابادة الطائفية في الجنوب الذي ارتكبه صدام بمشاركة ودعم السعودية ..

هناك ملفات  خطيرة تتعلق بالدورالسعودي في قتل الشيعة وتحريضه على التطهير الطائفي ودعمه المستمر لجماعات الذبح والارهاب الوهابية والسلفية  ‘ تلك الملفات التي يمكن ان تقوم  الحكومة العراقية المنتخبة وبمشاركة  مؤسسات المجتمع المدني بمتابعتها من اجل ليس فقط مقاضاة السعودية  ومطالبة تعويضات لذوي الضحايا من الشيعة في الجنوب بل والمطالبة برأس النظام السعودي وادراجه ضمن الدول الراعية للارهاب  والمساندة له ..

السكوت على تلك الجرائم والتصريحات دون اتخاذ خطوات عملية وجادة صوف تشجع النظام السعودي وغيره من الانظمة الفاشية والظلامية والعنصرية العربية على المضي في نفس النهج الشوفيني الطائفي والتمادي في  الغي خاصة وان الاعراب  قد كشروا عن انيابهم بشكل هستيري بعد سقوط صنم العرب والجاهلية العربية من اجل اعادة العراق الى الحكم العنصري والفاشي وهذه المرة بمشاركة واضحة من القوى السلفية والوهابية الارهابية التي تدعمها السعودية ..

والغريب في الامر هنا ان النظام السعودي الذي يرفع الشماعة الايرانية وخطرها على العراق يتغاضى عن الارهاب وعمليات القتل التي تنفذها الجماعات السلفية والبعثية في العراق ‘ فتصريح وزير خارجية النظام السعودي قد خلى من أي ادانة للارهاب  ولم يستنكر ما يقوم به بعض العرب السنة بمعاونة الوهابيين والاعراب من شذاذ الافاق المنتمين للقاعدة والزرقاوي من قتل وعمليات الارهاب والتفجير في العراق بل هناك جماعات ارهابية  سلفية وبعثية تنشط تحت عناوين سياسية وهي تدعم عمليات القتل والارهاب في العراق وتحرض الزرقاويين على القدوم الى العراق لممارسة اعمال التفجير والابادة ضد الشيعة قد ايدت وساندت ورحبت بتصريح سعود الفيصل مثل مجلس الحوار الوطني الذي يرأسه  "الزرقاوي مطلق" والحزب اللاسلامي وحتى هيئة الخطف حيث جميعهم وقفوا مع النظام السعودي في موقفه ضد الشيعة ودعمه لعمليات الارهاب في العراق ..

 الواضح ان التصريح السعودي لم يلقى ترحيبا من قبل الاكثرية الشيعية والكردية والاغلبية من الشعب العراقي الذي يشكل الشيعة نسبة 75% من السكان  والذين نددوا بالموقف السعودي واعتبره تدخلا صارخا في الشأن العراقي حاله حال بقية دول الجوار التي تتدخل في الشأن العراقي ولم يؤيده الا المستفيدين من الانفلات في الوضع الامني ومن يريدون سقوط العراق في براثن الارهاب السلفي الزرقاوي والبعثي الفاشي ..

وهناك من المراقبين من يتسائل ‘ اذا كان حقا النظام السعودي حريصا على ان لا يقع العراق في قبضة  "الايرانيين" ـ صدقا او كذبا ـ ويهول من خطر ايران على امن العراق ‘ ماذا فعلت السعودية للعراق بعد سقوط صدام ؟ لم تفعل شيئا سوى انها ارسلت جماعات الموت والذبح من الوهابيين الى العراق ‘ ساهمت في تسهيل امر مرور الارهابيين عبر الحدود بمساندة مخابرات دول الجوار كالاردن وسوريا الى العراق ‘ غضت الطرف بشكل واضح عن النشاط السلفي المعادي للديمقراطية والعراق الجديد ومكنت شيوخ وعلماء  "الجهاد" والفتاوي من تجييش الشارع السعودي الوهابي ونشر الدعاية السوداء ضد الشيعة والاكراد بانهم يذبحون السنّة كمبرر لتجهيز الافراد وتشجيعهم للذهاب الى العراق لتنفيذ العمليات الانتحارية واطلقت العنان للاعلام السعودي والموالي له لوصف ما يجري في العراق من قتل وتفجير وارهاب وتفخيخ واستهداف المدنيين والشرطة وقوات متعددة الجنسيات  المتواجدة بتخويل من مجلس الامن والامم المتحدة بانها اعمال (مقاومة) ‘ رفضت وترفضت ارسال بعثة ديبلوماسية وسفير الى العراق كنوع من عدم الاعتراف بالحكومة الشرعية وتعاطفا مع الارهابيين ‘ امتنعت عن ارسال اي معونة ودعم للعراق ولم تساهم في اي من المشاريع الاستثمارية او الاقتصاية اوالاعمار اوحتى الثقافية .. هذه المواقف السلبية قابلتها مواقف ايجابية من قبل ايران التي تتهمها بانها تريد السيطرة على العراق حيث ايران كانت اول دولة تبادر بالاعتراف بحكومة العراق المنتخبة كما انها الدولة الوحيدة في المنطقة التي اعترفت بمجلس الحكم الذي لم يكن منتخبا ولم يكن  "شيعيا" بل اختارته ولايات المتحدة عبر  "بريمر" وبتوافق مع الاحزاب وجماعات العراقية المناضلة من مكونات المجتمع العراقي المختلفة ‘ سني وشيعي وكردي وتركماني ومسيحي وو.. ‘ ايران ارسلت سفيرا لها الى العراق ولها علاقة دبلوماسية كغيرها من الدول الغربية الصديقة مع الحكومة العراقية .. ايران تساهم في مشاريع انمائية واجتماعية وثقافية بغض نظر عن نوايا حالها حال بقية الدول التي تنشط في العراق من اجل مصالح مختلفة .. اما الدول العربية والسعودية فانها ترسل الموت والارهاب والانتحاريين والسيارات المفخخة والخراب الى العراق... وبطبيعة الحال ان الشعب العراقي سوف يمد يده لمن يقف معه ويعمر بلده وليس لمن يذبحه ويرسل اليه الخراب والدمار والموت ..

نعود مجددا الى اصل الموضوع والمتعلق بمقاضاة النظام السعودي والذي يجب ان يحظى باهتمام كبير من قبل صانعي القرار في العراق والاحزاب والمجتمع المدني وكذلك من قبل ذوي الشهداء وضحايا الابادة الجماعية في عام 1991 التي نفذها نظام البعث الصدامي وبمشاركة السعودية التي اعترفت بذلك على لسان وزير خارجيتها ‘ يجب التسريع في رفع تلك القضية ضد الحكم السعودي من خلال المحامين العراقيين الشرفاء وان تخصص الحكومة العراقية مبالغ مالية لمتابعة الامر وجمع الادلة وتوثيقها وكذلك التعويضات المطلوبة والتي يجب ان تبلغ العشرات المليارادت من الدولار .. والا سوف يعاود الاعراب بالتدخل في الشان العراقي وسوف يستمرون في وقاحتهم وشراستهم وخبثهم ..

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 29 / ايلول/2005 -24 / شعبان/1426