السعودية.. هجوم لا مبرر له على العراق الحر الديمقراطي الجديد

وداد فاخر

إستطاع عبد العزيز بن سعود اللآجيء في الكويت بعد تشرده من الجزيرة العربية أن يعود بقوة وحنكة المملكة المتحدة التي هيأت له كل مستلزمات العودة مع وجود قيادة بريطانية يرأسها (جون فيلبي)، أو  (الحاج عبد الله فيلبي) فيما بعد كنوع من التعمية، لقيادة البدو الذين التفوا حوله وزعيمهم (فيصل الدويش) الذي تخلص منه الملك بعد ذلك لزيادة قوته ونفوذه بين البدو الذين كانوا لا يعرفون سوى القتل والدمار باسم نشر الدين الإسلامي كما علمتهم الحركة الوهابية، رافعين الشعار الوهابي (هبت هبوب الجنة، وينك يا باغيها). وقد استطاعت بريطانيا التخلص من حليفها السابق الشريف حسين بن علي ملك الحجاز جد الأسرة الهاشمية الحالية، وأبن الرشيد لتحل محله حكومة ثيوقراطية رجعية، لا تحكمها قوانين أو دستور مطلقا، ويتحكم بقضائها رجال (الحسبة)،  أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين لا يعرف الواحد منهم رأسه من رجليه، ولا يفقه للآن أن تطورا هائلا قد حصل في مجرى حياة البشرية ونقلها نقلة نوعية وغير كل مجريات الحياة في العالم.

وعودة حتى لأخلاق وتصرفات مؤسس ما يسمى بـ (المملكة العربية السعودية) التي جاءت مختزلة وطن وشعب ليسمى بلد بحاله باسم شخص سعود الكبير جد العائلة المالكة السعودية، ويهيمن هو وأولاده، ومن بعد ذلك أحفاده على خيرات بلد شاسع الأطراف باسم الدين الذي لم يطبقوا حرفا واحدا منه للآن ن وشوها قيمه السامية. 

وبالرجوع لواحدة من تصرفات عبد العزيز بن سعود نراه عند زواجه من زوجته حصة بنت احمد السديري، أم الملك فهد وإخوانه (سلطان وتركي ونايف وسلمان)، أو السديرية كما يطلق عليها، فقد طلقها بعد مرور سنة من زواجه منها لأنها لم تلد له على كثرة ما كان لديه من البنين والبنات، فتزوجها أخوه محمد بن تركي، فلما ولدت له ولدا هو الأمير عبد الله بن محمد بن تركي استعادها الملك عبد العزيز لجمالها فولدت له فهدا وإخوانه. وللملك عبد العزيز من زوجاته اللاتي قدر عددهن بـ (150) زوجة عقد هو شخصيا عليهن من دون قاض كونه يدعي أنه الإمام (45) ولدا، ولا يعرف عدد الإناث منهن، كذلك لا يعرف عدد من تسرى بهن الملك عبد العزيز من الجواري.

وما تبجحت به السعودية عند وفاة ملكها فهد من تساوي الملك مع الشعب في مراسيم تشييع الجثمان لا ينطبق والواقع المعاش في حياة ملوكهم وأمرائهم. لأن من يدعي المساواة في مراسيم الموت يجب أن يطبق ذلك أيضا في مجرى حياته. فكم قصرا فارها في معظم دول العالم يملك الملك، أو أي من الأمراء السعوديين ؟!، ولماذا لا ينطبق ما في الموت من مساواة على الحياة أيضا فيعيش الملك كما يعيش الشعب هذا إذا كان ينشد الدين والخوف من الله ؟؟!. وألا ما فائدة أن تموت وتتساوى مع جميع الناس في شكل اللحد والقبر بينما كنت تعيش في حياتك بعيدا عن كل هذا الذي تدعيه الآن ؟!!.

وكم من الموبقات تقترف داخل قصور العائلة الحاكمة الباذخة الترف، وما يقومون به في الغرب من فضائح تقشعر لها الأبدان بينما يتم فصل رأس أي من بسطاء الناس، وبطريقة بدائية مريعة  لتهمة بسيطة لا تتعدى عقوبتها السجن. وهذا تقرير حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة يشهد بكل حالات الظلم والتجاوز على الحريات.

وعودة لموضوعنا الأصلي فما الذي حرك السياسة السعودية أخيرا، وهي منبع واصل الإرهاب المتفشي في العالم ضد التوجه الديمقراطي للدولة العراقية الجديدة التي جاءت كنتاج شعبي بعد سقوط (بطل) بوابتهم الشرقية صدام حسين ؟!. فلم يكفي السعوديين الذين خرج منهم (15) سعودي إرهابي من اصل (19) من (أبطال) غزوتي (نيويورك ومانهاتن) كما أطلق على العمل الإرهابي الكبير في فاجعة 11 سبتمبر 2001 (بطل) الإرهاب الدولي السعودي (أسامة بن لادن). والعدد الهائل من الإرهابيين السعوديين الذين يشاركون في كل أعمال الإرهاب في العراق منذ سقوط صنم العرب (هبل الكبير) لحد الآن. فبعد تصريحات وزير خارجية السعودية (سعود الفيصل) الاستفزازية والتي تشكل تدخلا سافرا في شؤون بلد ذو سيادة، طلعت علينا كل من صحف (عكاظ والوطن والرياض) السعودية لتجتر ما تتحدث به الدواوين السعودية التي تخاف المستقبل الآتي، من إشعاع ديمقراطي سيعم المنطقة رضي بذلك آل سعود أم لم يرضوا. فعجلة الزمن تدور وهبوب رياح الديمقراطية لا حاجز له أبدا وسوف تنحني له هامات الجميع، وستتساقط 

(عقل وغتر ويشماغات) من على رؤوس أصحابها. مضافا لكل ذلك فهم أنفسهم من سيدفع ضريبة الإرهاب الذي شجعوه بفتاواهم وأموالهم التي جاءت كلها من السحت الحرام فبضاعتهم سترد إليهم حتما ، وسيكون هناك عصر جديد اسمه عصر الشعوب.

هامش:  (أيها الناس: اسمعوا وعوا، انه من عاش مات، وكل ما هو آتِ آتْ.. آيات محكمات: مطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، ضوء وظلام).

من خطبة قس بن ساعدة الأيادي، أسقف نجران في الجاهلية وخطيبها وحكيمها وزاهدها. يروى إن رسول الله رآه يخطب في سوق عكاظ على جمل احمر، وقال رسول الله عند ذكر قس بن ساعدة: رحم الله أخي قس. وأنا اردد أيضا رحم الله قس فقد كان يدرك تراتبية الطبيعة بفكر طوباوي بدائي وبدوران عجلة الزمن، بينما لا يزال البعض من المتخلفين فكريا لا يفقه ذلك رغم مرور عقود طويلة على ذلك الزمن.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 26 / ايلول/2005 -20 / شعبان/1426