تقرير استراتيجي: التوتر الطائفي قريب ما لم يرفع الاضطهاد الطائفي الواقع على شيعة السعودية

قال مركز للابحاث إن المملكة العربية السعودية تواجه احتمال تقويض العلاقات الطيبة القائمة منذ عشر سنوات مع الاقلية الشيعية في البلاد ما لم تمنحها دورا أكبر في الحكم وتوقف التفرقة ضدها.

وقالت المجموعة الدولية لادارة الازمات في تقرير أن التوتر بين الشيعة والاغلبية السنية عاد يطل برأسه من جديد في السعودية مهد الاسلام رغم الخطوات المتواضعة التي قطعت نحو تحسين العلاقات بين المذهبين.

واضافت ان الاطاحة بحكم صدام حسين في العراق الذي اعقبه صعود الشيعة إلى السلطة بعد عقود من هيمنة السنة أحيا بصفة خاصة تطلعات الشيعة في السعودية وزاد من مخاوف السنة.

وقالت المجموعة "يعتقد بعض الشيعة في السعودية الذين شجعهم نموذج المشاركة الطائفية في العراق أن عليهم مواصلة الضغط إلى مدى أبعد بينما زادت هيمنة الشيعة في بلد مجاور من الشكوك لدى السنة."

ويشكو الشيعة الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من السكان في السعودية ويتركزون في المنطقة الشرقية التي ينتج فيها النفط في البلاد من أنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.

وشهدت السعودية في أعقاب الثورة الاسلامية في إيران الشيعية عام 1979 احتجاجات حاشدة نظمها الشيعة وقمعتها الحكومة بعنف. وفر كثير من زعماء الشيعة إلى الخارج ولم يعودوا إلا في التسعينيات بعد ان حصلوا على وعد بتخفيف القيود السياسية مقابل وقف نشاطهم المعارض.

وقالت المجموعة "الهدوء النسبي الذي ساد منذ ذلك الحين يؤكد استمرار تأثير ذلك الاتفاق واقرار زعماء الشيعة بأن العنف لا يحتمل أن يحقق نتائج."

وأضافت "لكنه هدوء ينذر باستنفاد نفسه إذا لم يتحقق تقدم ملموس" محذرة من أن التوتر الطائفي في الوقت الحالي "ربما يكون أكثر من أي وقت مضى منذ عام 1979.

وحصل الشيعة في السعودية على بعض المكاسب في السنوات القليلة الماضية منها حق الاحتفال بيوم عاشوراء في بعض المدن وقدر من تخفيف القيود المفروضة على بناء المساجد الشيعية.

كما عمل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد على زيادة الاعتراف بالشيعة بالدعوة إلى إجراء حوار وطني حقق انجازا بالجمع بين رجال الدين السنة والشيعة في محادثات رسمية.

ولكن المجموعة الدولية لادارة الازمات قالت إن الشيعة ما زالوا محرومين من تولي مناصب وزارية وغائبين تماما من المناصب الدبلوماسية وغير ممثلين بدرجة كافية في مجلس الشورى وفي صفوف قوات الامن.

ويشكو اباء من الشيعة من أن ابناءهم يتعرضون لسخرية مدرسيهم الذين يصفونهم "بالكفار".

وقال مركز الابحاث إن السعودية يتعين عليها تكثيف وجود الشيعة في مؤسسات الحكومة والغاء القيود الباقية على ممارساتهم الدينية بالسماح لهم ببناء المساجد وبتوزيع المواد الدينية.

كما نصح تقرير المجموعة الحكومة السعودية التي تخوض مواجهة مع المتشددين السنة المؤيدين لتنظيم القاعدة الذين شنوا عدة هجمات في المملكة خلال عامين بالعمل على نشر التسامح الديني.

وذكر مركز الابحاث انه رغم استبعاد احتمال حدوث مواجهة عنيفة بين الشيعة والسنة إلا أن الزعماء السعوديين يجب الا يركنوا إلى ذلك. وقال التقرير "كل الاسباب تدعو إلى اتخاذ خطوات الان لنزع فتيل أزمة محتملة وانتهاز الفرصة لتحقيق مزيد من المشاركة (للشيعة) في السياسة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 22 / ايلول/2005 -17/ شعبان/1426