نسبة مشاركة متوسطة في الانتخابات الأفغانية معظمهم من النساء وسط انتقاد للنظام الانتخابي

رأت ابرز مجموعة مراقبة مستقلة للانتخابات الافغانية في تقديرات اولية ان اكثر من 50% بقليل من الناخبين الافغان شاركوا في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد في افغانستان مقابل نسبة مشاركة بلغت 76% خلال الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول/اكتوبر 2004.

وقال رئيس الجمعية من اجل انتخابات حرة وعادلة (فيفا) نادر نادري في مؤتمر صحافي عقده في كابول "نعتقد ان 50% او اكثر بقليل من الناخبين الافغان صوتوا اليوم".

ونشرت الجمعية اكثر من سبعة آلاف مراقب في مجمل الولايات الافغانية ال34 بحسب ما قال نادري.

ورحب الرئيس الافغاني حميد كرزاي بالمشاركة الكثيفة للنساء في الانتخابات بما فيها في الولايات المحافظة مثل خوست او قندهار. وراى في ذلك "خطوة كبيرة الى الامام خطوة الى الامام ايجابية جدا". وقال "اهنىء الشعب الافغاني لانه قاوم مرة اخرى في ظروف صعبة التهديدات الارهابية".

الا ان مراقبي "فيفا" اسفوا للفوضى الناتجة عن وجود عدد كبير جدا من المرشحين الامر الذي "لم يشجع الناخبين على التصويت وجعل الخيار صعبا".

وقال نادري "كان هناك شعور لدى الناخبين بان المرشحين الاكثر نفوذا يملكون حظوظا اكثر بالفوز من غيرهم" الامر الذي جعلهم غير متحمسين للتصويت.

كما انتقد نادري النظام الانتخابي (تصويت واحد لشخص واحد) الذي استبعد الاحزاب السياسية والتمثيل النسبي.

وقال ان "تغيير النظام الانتخابي سيكون احد ابرز المواضيع التي يفترض البحث فيها في المستقبل".

واشار الى ان الانتخابات سارت على ما يرام بشكل عام الا انه قال ان هناك "انتهاكات كبيرة".

وتحدث في هذا الاطار عن "محاولات ترهيب" و"استفزازات" ضد بعض الناخبين. واشار الى ان "بعض الرجال صوتوا بدلا عن النساء في عائلاتهم وملأوا احيانا 15 ورقة اقتراع في وقت واحد".

هذا وصوت 5ر12 مليون افغاني وافغانية تتجاوز اعمارهم ال18 اليوم لاختيار 249 نائبا في الجمعية الوطنية (وليسي جيرغا) وذلك للمرة الاولى منذ عام 1969 في عملية تصويت مباشر.

ومن المقرر ان تبدأ عمليات تجميع الصناديق الانتخابية تمهيدا لعملية فرز الاصوات لكن لن تظهر النتائج الاولية قبل العاشر من اكتوبر المقبل في حين ستعلن النتائج النهائية في ال 22 من اكتوبر.

وخصص ثلث مقاعد الجمعية الوطنية و30 في المائة من مجالس الولايات للنساء.

وتعتبر الانتخابات الافغانية هذه المرحلة الاخيرة في العملية السياسية الانتقالية التي انطلقت في مؤتمر (بون) الدولي عشية الاطاحة بنظام (طالبان) في نهاية عام 2001 وتمت خلالها المصادقة على الدستور في يناير من عام 2004 ثم الانتخابات الرئاسية في اكتوبر من عام 2004.

واعرب مراقبون هنا عن توقعهم بأن يضم البرلمان الافغاني الجديد نوابا عدة مرتبطين بقادة المجاهدين السابقين في الشمال والغرب وبزعماء القبائل في الجنوب والشرق واقلية مستقلة ومن الشيوعيين القدامى.

وقالت تقارير ان المعلومات الواردة من مختلف الاقاليم الأفغانية اكدت ان نسبة الاقبال على الانتخابات كانت متدنية في حين قالت مصادر حكومية ان نسبة الاقبال كانت "متوسطة" بيد ان مراقبين مستقلين اكدوا انها كانت "ضعيفة".

ووصل الاقبال الى اوجه فى العاصمة الافغانية كابول وانخفض الى أقل نسبة في الاقاليم الجنوبية والشرقية .

ولاحظ المراقبون للانتخابات الافغانية ان نسبة الاقبال بين النساء على الاقتراع كانت اكبر من نسبة اقبال الرجال في معظم المناطق الحضرية.

وجرت الانتخابات في ظل اجراءات امنية صارمة بيد ان هجمات (طالبان) على مختلف المناطق الافغانية لم تتوقف على الرغم من ذلك حيث وصل عدد الهجمات الى اكثر من 40 هجوما.

هذا وقد وضعت صناديق الاقتراع المغلقة من أنحاء أفغانستان المختلفة يوم الاثنين في شاحنات وعلى ظهور الحمير والجمال لنقلها الى مراكز فرز الاصوات حيث ستتحدد نتائج الانتخابات التاريخية التي اجريت يوم الاحد.

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش في رسالة تهنئة "شارك الافغان باعداد كبيرة في التصويت متحدين الهجمات القاتلة والتهديدات بالعنف."

واصطفت اعداد كبيرة من الشاحنات في طوابير تحت الشمس الحارقة امام مركز فرز الاصوات على المشارف الشرقية للعاصمة كابول وعليها صناديق التصويت الشفافة المغلقة بشرائط معدنية مرقومة زرقاء. وتولت قوات حلف شمال الاطلسي حراسة الطريق الرئيسي المؤدي الى المركز.

وقالت الشرطة ان احدى الشاحنات التي حملت صناديق الاقتراع اصيبت بأضرار طفيفة اثر انفجار قنبلة على طريق في اقليم ننكرهار في شرق افغانستان يوم الاحد لكن الانفجار لم يسفر عن اي اصابات.

واستخدم 150 الف صندوق اقتراع في الانتخابات.

وسيبدأ فرز واحصاء الاصوات يوم الثلاثاء ويتوقع ان يستمر اسبوعين.

وسارع حلفاء افغانستان الى الثناء على عملية التصويت ووصفوها بأنها ناجحة.

كما قدم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التهنئة للشعب الافغاني وقال انهم اكدوا مدى تصميمهم على بناء مستقبل افضل مضيفا ان "بريطانيا ستواصل العمل على مساندتهم."

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 20 / ايلول/2005 -15/ شعبان/1426