عبد الرحمن الراشد لا يقول كل الحقيقة

اسعد راشد

اتحفنا الكاتب والاعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد بمقال في جريدة  "الشرق الاوسط" التي كان يترأس تحريرها قبل ان ينتقل لمنصبه الجديد في رئاسة فضائية "العربية" تحت عنوان  "موقف الحكومات من ارهاب العراق" وهو مقال جريئ وشجاع الا انه يفتقد المصداقية في الواقع الاعلامي  حيث ما يكتبه الاستاذ راشد حول الارهاب في العراق وما يدعوا اليه لاتخاذ موقف تجاه ما يجري في ارض الرافدين من قتل وتفجير وابادة جماعية للشيعة بحاجة الى خطوة اعلامية ومبادرة باتجاه تغيير الخطاب الاعلامي السائد في الصحافة والفضائيات العربية وخاصة  "الشرق الاوسط" و"العربية" اللتان مازالتا تمارسان الازدواجية في التعامل مع قضايا الارهاب لاتختلف عن تلك التي تمارسها الانظمة العربية والتي يدعوا عبد الرحمن الراشد قادتها بشكل غير مباشر الى الاخذ بنصائح العراقيين القائلة  "ان الدول العربية ستندم على اليوم الذي تقاعست فيه عن نصرتهم ضد الارهاب ‘ لان الارهابيين ربما يعيثون اليوم في العراق ‘ لكن سيأتي اليوم الاسود الذي سينطلق من العراق ضد المجتمعات العربية  " فيما الاستاذ عبد الرحمن الراشد ينسى ان موقف الحكومات من الارهاب في العراق  لم و لن يتغير ما لم يتخذ الاعلاميون العرب الموقف الواضح تجاه الارهاب في العراق من خلال تغيير  "الخطاب" وعدم و صف ما يجري في العراق بالعمل المسلح  ولا ان يطلقوا على عمليات القتل الجماعية و التفجير بانها "انتحارية" وهي صفة مصغرة ومبسطة  لـ"المقاومة" غالبا ما تطلقها وسائل الاعلام العربية على تلك العمليات وهي مبررة في نفس الوقت للارهابيين للاعتزاز بما يقومون به من اعمال ذبح وعنف ودمار وتخريب في العراق ..

الم يعلم الاستاذ عبد الرحمن الراشد ان صحيفة الشرق الاوسط والفضائية العربية والعربية نت وغيرها من وسائل الاعلام السعودية  تتعاطف بشكل غير مباشر مع اعمال القتل والجرائم الارهابية البشعة التي يرتكبها الارهابيون السلفيون والبعثيون في العراق  عندما تطلق صفة  "الانتحار" على جرائم الارهاب؟ فماذا يعني ان تصف تلك الوسائل الاعلامية المذكورة الاعمال المسلحة في شوارع القاهرة والرياض وعمان بانها ارهابية فيما هي بكل وقاحة  تقول عن مثيلاتها في العراق بـ"الانتحارية" و"المسلحة" وترفض الاقرار بان ما يجري في العراق هو عمل ارهابي؟..

نعم استاذي عبد الرحمن الراشد ما تفضلت به اصبت جزءا من الحقيقة  التي مازلتم انتم الاعلاميون  تغيبون الجزء الاخر من الحقيقة من خلال  "لم تقولون ما لاتفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون" والمقت الاكبر هنا هو انتم ولست اقصد بالتحديد الاستاذ عبد الرحمن ـ لانكم ما زلتم تخجلون في وصف ما يجري في العراق من عمليات قتل وذبح وتفجير بالارهاب ‘ فلماذا تملك الصحف والفضائيات العربية الشجاعة في اطلاق صفة  "الارهاب" على التفجيرات والمواجهات المسلحة في السعودية  او مصر او الاردن بالارهاب؟

 وعندما عندما يتعلق الامر بالعراق تجد ان تلك الشجاعة تتحول الى  "جبن" واحيانا كثيرة خسة وطائفية .. لقد قلتم مرة ان العرب يصفون ما يجري في الرياض والقاهرة وغيرها من بلدان  "الاعراب" بالارهاب فيما يعتبرون ما يجري في ارض الرافدين بانها مقاومة ‘ اليس كذلك ؟

فلماذا يااستاذنا الفاضل لا تبدأون من انفسكم  اي من صحيفتكم وفضائيتكم" العربية" في تطبيق ما تقولون به ام ان هناك سياسة اعلامية محددة وضعت خططها داخل اروقة الاجهزة الامنية الرسمية في ان لا تصف مايجري في العراق بالارهاب تطبقها 99% من الصحف والفضائيات العربية ما عدى الاعلام الرسمي الكويتي الوحيد الذي يصف اعمال القتل والتطهير والتفجيرات بالارهاب ؟

هاهي صحيفة الشرق الاوسط تستنكف ان تصف عملية قتل 200 انسان خلال يومين فقط في بغداد بانها ارهابية فيما هي تتسارع ومعها فضائية  "العربية" في حمل عنوان عريض على اصغر عملية مسلحة وان كانت تافهة  في السعودية او الاردن او مصر بانها  "ارهابية" ..

استاذي الكريم ما قال لك العراقيون في ان المسئلة كون اننا شيعة فانهم لا يستنكرون هي  لب الحقيقة والدليل عندما يتعرض  "سنيا" من مجهول لعملية اغتيال تهب الصحف و الفضائيات وخاصة الفضائية الارهابية الجزيرة في تضخيم الخبر واللطم على الصدور في ان السنة يتعرضون للابادة تطبيقا للمثال المعروف  "ضربني وبكى سبقني واشتكى" ! ..

ابدأوا من صحيفتكم وابرزوا الشجاعة في وصف ما يجري في العراق بانها ارهاب وليس عمليات  "انتحارية" او  "مسلحة" كما يحلوا لها في وصفها بشكل يومي حيث المقت الكبير عند الله ان تقول الحقيقة ولكن لا تتجرأ في تطبيقها على نفسك! عندها تجد ان السياسة الرسمية عند العرب سوف تتغير وان مواقف يضطرون الى تغييرها بفعل "الاعلام" وما تكتبون.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأثنين 19 / ايلول/2005 -14/ شعبان/1426