شربت هواك

شعر: فريدعبدالله النمر

شربت هواك في نفسي اعتقادا *** و أرويت الفؤاد به اتقادا

 

ومّليت العروق دما وحبا *** تمازج في تعلقك إنشدادا

 

وفي دنياك بُصّرت الأماني *** ومن صغري تلمست الودادا

 

رضعت هواك قربا في مهادي *** وباسمك قد تعوّدَ حين نادى 

 

حملت ولاك غرسا في جناني *** بإحساس العقيدة فاستفادا

 

وهذي رحمةٌ حُملت لروحي ***  على حبٍ يزيد بها ازديادا

 

ولا عجب وكلك نبع نور *** على الآفاق ِ يمتد امتدادا

 

ولا عجب وانك أسمى مجد *** على الدنيا ييممها الرشادا

 

على حب الوصي فطمت قلبي *** وألف فم باسمك كان زادا

 

فكل جوارحي نادت عليا *** شغافا منه تنعقد انعقادا

 

وليس ينال مني الصمت حظا *** إذا وسم الأمير لها اعتمادا

 

قلوب فوقها سمة تجلت *** تجدها ألسنا نطقت مدادا

 

له الأرواح حيث له تفادي *** وتسعد في محبته اجتهادا

 

أكاد وللهوى جندت روحي***  كآمالي لحضرتك انقيادا

 

تعثر فيك صيّاد المعاني ***  وحارت فيك أحرفه ارتدادا

 

وباسمك اهتدي إن شحّ حرفي *** وحرفك وافر يثري الفؤادا

 

غرست ولاك عاطفة تغذت *** بروحك ما تحملت السدادا

 

واسمك يا علي الحق حصن *** بألطاف السماء له اتقادا

 

به لمْسُ الحقيقة كالزواهي *** تضيء الليل تفترس السوادا

 

ويهدى الفجر شمسا جللتها *** معانيك العظام كما أراد

 

تناثرت النجوم إليك عشقا *** به ترجو على يدك الحصادا

 

وهذا البيت قد صلى انفراجا *** بيوم فيه يحتفل اعتدادا

 

على تلك الرخامة حط ّ نور *** بألف هدى يبصرنا الرشادا

 

فيومك أسمى آيات الرجوب *** فسل عشقي لما قصد الجمادا؟

 

يجبك وفوق أعينه ابتسام ***بأن المجد يكتنف الجمادا
                                         

                                           *****

 

أبا حسن تناهى فيك عز *** سماوي يجللك العمادا

 

فنلت الشمس كوثرة النساء *** وغيرك لم يكن كفوا زنادا

 

وحزت من النبوة كل صدر *** وكبر فوق منعطف يفادى

 

ففي حجر الرسول ربيت فجرا*** يغذيك الرشاد به اطرادا

 

ليشبع خافق التوحيد زهوا *** ويمنح منك معنى مستفادا

 

زكوت بناصع التطهير فضلا *** بأوفى ذمة في الحق ذادا

 

أبيت الدهرَ يبتذل ابتذالا *** وجزت الدهر تفترش الوهادا

 

بأمنع جانب وأعز جار *** ُمجدا ما تشكيت الجهادا

 

سقيت بني الرماح رماح ذل *** بما كفروا اجتنابا واشتدادا

 

وأرسيت الدماء الحمر صرحا *** بتاريخ الكرامة حيث مادا

 

وسدت الخلق تمنحهم رشادا *** ُخِلقت لأن تسود ولا تسادا

 

خلقت لان تشيع الحق فجرا *** من الإسلام يتقد اتقادا

 

نسجت على جوانبه الأماني *** لتُسعد في سماحته العبادا

 

فما شعروا بها إلا ثباتا *** من العلياء تحتضن البلادا

 

وسيفك يا علي الحق يعلو *** ليرجم مارد الكفر الحدادا

 

لترسي بالعقيدة وهي نور*** بخلق رسولها تعلو امتدادا

 

وتغدق للثناء الجم عدلا *** وبعد العدل تفترش القتادا

 

صبرت بدارك الذاوي جنانا ***  وفي هذيان شمعتك المراد

 

 

يفر على يتامى البؤس دمع *** وتشبع جائع الأيتام زادا

 

وبطنك لم يدق للزاد ردحا *** لتطعمها احتسابا وازديادا

 

وما ضاقت مذاهبكم ولكن *** تفاجؤها اقتدارا واجتلادا

 

أبا حسن وهذا الجيل جيل *** نمى لقبا بحبك واستفادا

 

فامنن سيدي بولاك هديا *** ظليلا بالكرامة  مستزادا

 

ليحمل للسما إكليل نور *** به في كل مزدحم يهادى

 

 

أبا حسن وحولنا ألف قاس *** على أعصاب من حمل العنادا

 

تفجرت الشفاه علينا حقدا *** يغالبنا المهانة واضطهادا

 

فأيدي الكفر للتكفير عادت *** وخارجة تعاودنا ارتدادا

 

تشبُّ لظى يمزقنا انتكاسا *** وتقتلنا جميعا أو فرادى

 

وترجع أسهم التاريخ جورا*** إلى ما ليس يبلغنا المرادا

 

وما الأرواح إلا للمنايا *** خلقن وتأبى نهضتها الهوادا

 

إذا احترقت جوانبنا التهابا *** وردنا عيون حارقها اجتهادا

 

 ونرجع أحرف التاريخ هديا *** بصفين- الهرير إذا تنادى

 

كما رُسمت على الصحف الخوالي *** سنكتب أحرفا حمرا جدادا

 

نعاهدك المسير أبا حسين *** على خطو يعاهدك الرشادا

 

ونرسم من عزائمنا التآخي *** بإحساس المحبة حيث عادا

 

فوعد الحر للأحرار دين *** وباسمك يا عليْ لمعت سدادا

 

ولولا رحمة منحت إلينا*** بألطاف السماء بكم تهادى

 

لما كان التراحم في ذوينا *** ولا كان التوادد فينا سادا

 

فيا نور الغريْ- أمنن علينا *** بآمنة تجنبنا الفسادا

 

 وجدْ بالعدل عدلا فينا يسمو *** على كل التعصب حيث حادا

 

تبنيتُ الولاء الحق نهجا *** وقبلت التراب لك انشدادا

 

قلوب وشمها تهوى عليا *** وقد وُسِمَ الجبين به ونادى

 

لتأبى أن تعيش بلا علي *** يشاطرها الكرامة والحصادا

 

فكل ريادة فينا علي *** وكل عدالة منه امتدادا

 

فديتك كل عاطفة تغذت *** بحبك ما تقدمت السوادا

 

رجب 1426هـ

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 1817/ اب/2005 -12/ رجب/1426