الفيدرالية فقط للاكراد! والشيعة  "سخرة" للعرب السنّة ..

اسعد راشد

ماذا يريد  "العرب السنّة" من موقفهم  في قبول الفيدرالية للكورد ورفضها للشيعة وللجنوب العراقي ؟ هل مازال ابناء المثلث  يحلمون باالعودة الى  السلطة ولجر العراق الى اتون المحرقة البعثية التي اقامها خصيصا ذلك المثلث للشيعة قبل الكورد ؟

الفيدرالية التي يرفضها السنة للعراق هي تلك الفيدرالية التي تعطي للشيعة الحق في يكونوا على قدم ومساواة مع بقية المكونات الشعب العراقي في الحقوق والواجبات وخاصة الكورد الذين ضمنوا عمليا حقهم في  اقامة اقليمهم وهم يمضون اليوم قدما من اجل تثبيته دستوريا كي لا يعودوا الى النفق المظلم والى عهود الانفال ومجازر الحلبجة والمقابر الجماعية ..

فالسنة العرب يرفضون الفيدرالية لبقية مناطق العراق ويرفضون تسمية الدولة العراقية  "بجمهورية العراق الفيدرالية الديمقراطية" لغاية واضحة ومعروفة يفهمها القاصي قبل الداني  حيث حرمان الاغلبية  من الفيدرالية  يعني ان يستمر كابوس وعودة حكم الجزارين والاقلية الطائفية العنصرية وان يظل سيف الارهاب مسلطا على العراق وان يبقى الشيعي دائما وابدا عبدا يتجرع  من كأسه العذاب  والذل والمنون .. هكذا بقايا ازلام النظام السابق ان يكون الشيعة ويكون مصيرهم بيد الجزارين والسفاحين والارهابيين القتلة ..

ان الورقة التي تقدم بها العرب السنة  للجنة الدستورية والتي تضمنت ان يعطى حق اقامة الفيدرالية لثلاث محافظات كردية فقط ومنع الاخرين من اقامة الفيدرالية لهم تشكل مؤشرا خطيرا يحمل معه نوايا سيئة ومبطنة ضد شيعة العراق كما انها تشير الى ان القوم والاقلية الطائفية تخطط ‘ من خلال هذا الرفض المبدئي للفيدرالية بصورتها الشمولية وتجزئتها لان تكون فقط لكردستان ‘ لمرحلة ما بعد اقرار الدستور واجراء الانتخابات النيابية القادمة  بعد ان يتم ترحيل  "المسائل الخلافية"  ـ ومنها الفيدرالية ـ  وهو امر بلا شك يمثل خديعة للالتفاف على مواد الدستور والاستفادة من عنصر  "المماطلة" لتمرير ما يرمون اليه في استصدار وتثبيت دستور يتلائم مع اجندتهم واجندة من يقف خلفهم من القوى الاقليمية والطائفية ..

وحتى ترحيل ما يصطلح عليه بالمسائل الخلافية الى ما بعد اجراء الانتخابات امر فيه الكثير من المحاذير ويعطي فسحة واسعة للمناورة وهم يعتمدون في مواقفهم على مدى نجاح الارهابيين من بني جلدتهم في تخريب العملية السياسية وترويع المواطنين وايجاد الفوضى في الوضع الامني.. يجب ان لا يرضى الشيعة باي ترحيل للمسائل الخلافية وخاصة الفيدرالية  حيث الترحيل يعني التنازل ويعني غياب الضمانة  المستقبلية في ان يتضمن الدستور القادم مبدأ الفيدرالية لكل العراق وليس فقط لكردستان ‘ وحتى لو اقر الدستور الفيدالية لثلاث محافظات دون غيرها فمن يضمن ان يبقى هذا  "المبدأ"  صامدا وتفي الاطراف بتعهداتها واحترامها للدستور  خاصة عندما تقوى شوكتها  وتحظى بدعم اقليمي او دولي من خلال تهميش الاطراف الاخرى وتعود الى السلطة  وتلغي حتى فيدرالية الاكراد ..

وتحاول جهات معينة مجهولة  يهمها  قيام  "نظام مركزي" في بغداد  تسريب  معلومات مشبوهة حول توصل الشيعة الى توافق مع السنة العرب بالتخلي عن  "الفيدرالية" في مقابل  "قانون الادارة اللامركزية"!! وكما اشرنا هي لعبة سنية من اجل الالتفاف على مشروع  "الفيدرالية" الذي اقره قانون ادراة الدولة للمرحلة الانتقالية" والذي  يجب ان يصر الشيعة على تثبيته في الدستور كما يطالب بذلك الاكراد لا ان يخالفوا حلفائهم الاكراد ترضية لاقلية  تتحمل وزر كل الماسي التي جرت وتجري على العراق ..

ولاشك ان رفض السنة العرب لمبدأ الفيدرالية  للاغلبية العراقية  وقبولهم فقط للاكراد  يجب ان يثير حفيظة  زعماء الائتلاف والاطراف الشيعية ويدعوا الى التساؤل حول لماذا هذا الاصرار السني على رفض  "الفيدرالية" للشيعة  وفي المقابل  عدم ممانعتهم ذلك للاكراد ..

اننا نرى ان الفيدرالية هي الطريق الاقرب للتخلص من مظالم الماضي والاضمن لعدم عودة  الديكتاتورية و الحكم الفاشي والطائفي الى العراق .. كما انها تشكل السياج التي تحمي الشيعة من  هجمة الارهاب وتقف سدا امام عودة نظام المقابر الجماعية ..

لابد ان يلتفت الشيعة الى  "المحللات" الدولية  التي يمكن ان يقبل بها المجتمع الدولي للشيعة ولغيرهم في العراق مثل  "الفيدرالية" ونظام  "الاقاليم" المعمول به في كثير من الدول ويبتعدوا عن الخطوط الحمراء او كما وصفها  "ابن العراق" الرشيد في تقييمه للاداء الشيعي في مقال نشره موقع صوت العراق بـ"المحرمات" الدولية او الامريكية والتي لايمكن لاي قوة في العالم ان يخترقها مهما اوتيت من جبروت وقوة تلك المحرمات هي عدم الوقوع في فخ مشروع  "الدولة الاسلامية" او نظام شبيه بالنظام  في ايران والذي فشل لحد هذا اليوم من  حل مشاكله الاقتصادية ولاجتماعية والتي تضرب النظام الايراني في العظم  يكفي ان نعلم ان ايران التي تعتبر نفسها دولة دينية توجد في عاصمتها طهران فقط اكثر من 500الف مومس فيما 75% من طلبة الجامعات لا يؤدون الصلاة .. وهذه الارقام هي رسمية لسنا نحن من يدعيها بل تنشرها مواقع رسمية ايرانية   ..

بالطبع نحن لا نشك ان الاغلبية من الشيعة في العراق ترفض اي حدوث اي تماثل في نظام الحكم في بغداد مع ذلك الذي  في طهران .. وهذا الامر اكده قادة في الائتلاف كما نفى الشيخ همام حمودي رئيس لجنة كتابة الدستور  وجود اي نص يفرض احكاما سلامية او دينا معينا..

 ومن هنا ايضا نرى انه كلما ابتعد الشيعة عن مبدأ  "الدولة الاسلامية" ونظام "ولاية الفقيه"  وكلما اقتربوا لنظام الفيدرالية والاقاليم  فان ذلك يجعلهم في مأمن من العدوان المستقبلي  ويبعدهم من شبح عودة  نظام المقابر الجماعية‘ فالاعداء والمتربصين بشيعة العراق  من الطائفيين والفاشيين العرب يحاولون استغلال اقل هفوة شيعية او حتى تصريح من اجل اظهارهم بانهم يسعون الى نظام شبيه بالنظام الايراني واثارة مخاوف الدول الكبرى تجاه الشيعة وهو امر له بالغ الحساسية رغم اننا على يقين ان العقلاء في العالم يعلمون ان الشيعة  هم الاكثر اعتدالا في كل الطوائف الاسلامية والاكثر حضاريا وعقلانية وانهم الطليعة اليوم في محاربة الارهاب وفي نفس الوقت ضحاياه ..

فاليكن شعار شيعة العراق اما الفيدرالية للجميع واما رفضها للجميع ولا يقبلوا تحت اي ظرف ترحيل  مسئلة الفيدرالية الى  ما بعد الانتخابات كما تريده بعض الاطراف بل ترحل كل المسائل ويبقى مبدا الفيدرالية ثابتا ويتم التصديق عليه قبل الاستفتاء على الدستور واياكم والتنازل عن هذا الشعار فان في تنازلكم نهاية لكيانكم وبداية لعهد مظلم واكثر دموية من دموية النظام البائد ..

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 10/ اب/2005 - 4/ رجب/1426