انفلونزا الخنازير: مرض خطير بدأ بنقل فيروساته من الصين الى اوربا

قالت وسائل الاعلام الصينية يوم الثلاثاء ان العديد من المزارعين في جنوب غرب الصين يرفضون دفن الخنازير المصابة بطريقة سليمة مما يزيد المخاوف من استمرار انتشار انفلونزا الخنازير بعد ان اصابت حوالي 200 شخص وقتلت 36 اخرين.

وفرضت اجراءات صارمة في أنحاء العاصمة الصينية للوقاية من انتشار الاصابة. وقالت صحيفة بكين نيوز ان سلطات المدينة منعت دخول شحنات بلغ وزنها اربعة الاف طن من لحم الخنزير ومنتجات لحوم الخنزير قادمة من اقليم سيشوان حتى يوم 31 يوليو تموز.

ويرفض الكثير من مزارعي سيشوان الفقراء صرف المزيد من النقود على دفن الخنازير المصابة بعد ان صرفوا أموالا على شراء صغار الخنازير والعلف والتطعيمات لذا يذبحون الخنازير بدلا من ذلك ويأكلون لحومها.

وقالت صحيفة بكين نيوز "سكان المنازل لا يتبعون التعليمات المتعلقة بالخنازير المصابة والميتة للوقاية من الاذى المحتمل."

واضافت الصحيفة ان وين يوهاي عامل الصحة بمنطقة جيجونج اعترف بانه يصدق ما يقوله المزارعون ببساطة من انهم تعاملوا مع الخنازير المصابة بطريقة صحيحة بدلا من مراقبة عمليات الدفن بنفسه.

وقال موقع وزارة الصحة على الانترنت في أحدث نشراته انه تم الابلاغ عن حالتي وفاة و17 اصابة ببكتريا المكورات السبحية المعروفة باسم انفلونزا الخنازير بين يوم الاحد وظهر الاثنين في اقليم سيشوان.

ويصر مسؤولو الصحة ان انتشار المرض مازال تحت السيطرة وان الحالات الاخيرة لم يتم تشخيصها قبل ذلك وانه ليست اصابات حديثة.

وقالت الوزارة ان اجمالي 198 شخصا اصيبوا بالمرض في 108 من القرى والمدن في اقليم سيشوان فيما يبدو نتيجة اكل الخنازير المصابة او التعامل معها.

ونشرت صحيفة تشاينا يوث الرسمية صورة لصاحب كشك في مدينة جيانج اولى المدن التي ابلغ فيها عن ظهور المرض في يونيو حزيران اثناء بيعه لحم الخنازير في احد الاسواق. وكان عنوان الخبر "سكان جيانج يتجاسرون مجددا على بيع لحم الخنزير."

وقالت صحيفة تشونجتشينج ايفنينج نيوز في تقرير لم يتم التحقق منه ان بائع لحوم عديم الضمير حفر الاسبوع الماضي واخرج خنازير مصابة وميتة كانت الشرطة قد اجبرته على دفنها قبل يوم وانه باع اللحوم في بلدة قريبة مقابل ربح كبير.

واطلقت سيشوان حملة لتوعية المزارعين غير المتعلمين واطفالهم بعدم ذبح الخنازير المصابة او أكلها.

وقالت وزارة الصحة الصينية في موقعها على الانترنت ان عدد الوفيات اصبح 34 بحلول منتصف يوم الاحد بعد الابلاغ عن عدد من حالات الاصابة ببكتريا المكورات السبحية المعروفة باسم انفلونزا الخنازير في 102 قرية في اقليم سيشوان بجنوب غرب البلاد وارتفع عدد الاصابات بمعدل سبع اصابات اخرى يوم الاحد ولكن لم يتم الابلاغ عن حدوث وفيات.

ونقلت صحيفة تشاينا ديلي عن الوزارة قولها "بفضل الابلاغ السريع عن المرض والخبرة التي اكتسبها الاطباء يقل عدد الاشخاص الذين يموتون من المرض."

ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تقريرا على الانترنت نقلا عن مسؤول في مجال الصحة في مدينة زيانج اولى المدن التي ابلغ فيها عن ظهور المرض في يونيو حزيران ان معدلات الاصابات الجديدة والوفيات انخفضت وان المرض تحت السيطرة.

واضطرت سيشوان اكبر الاقاليم تصديرا للحوم الخنازير في الصين بعد تفشي المرض الى وقف كل عمليات تصدير لحوم الخنازير المبردة والمجمدة من زيانج ونيجيانج الى هونج كونج التي قالت يوم الاحد ان احد المقيمين على ارضها اصيب بالمرض.

وهذه هي ثاني اصابة خلال شهرين بالمنطقة ليرتفع عدد الاصابات الى 11 حالة مبلغ عنها الى مركز حماية الصحة بالمدينة منذ مايو ايار 2004.

وابلغ عن حالات ايضا في اقليم جوانجدونج الجنوبي المجاور لهونج كونج.

وبدأت حكومة هونج كونج في تطبيق اجراءات جديدة يوم الاثنين في محاولة لحماية ارضها من دخول المرض.

فأمرت حكومة هونج كونج مزارع الخنازير في المدينة بمراقبة مستويات النظافة بدقة والتخلص من جثث الخنازير بطريقة سليمة في المناطق المعنية. ويعاقب من يخالف هذه القوانين بتوقيع غرامة قدرها 25 الف دولار هونج كونج والحبس لما يصل الى ستة اشهر.

وبينما اوقفت الصين تصديرها للحوم سيشوان الى هونج كونج ادى تفشي المرض الى انتشار الجزع بين سكان المنطقة بعد ان قالت السلطات الاسبوع الماضي ان رجلين من سكان الجزيرة اصيبا ببكتريا المرض.

ولم يسافر اي من الرجلين خارج هونج كونج قبل اصابتهما بالمرض على الفور ومازالت السلطات الصحية تحقق في كيفية اصابتهما بالمرض. وخرج احدهما من المستشفى بينما لا يزال الاخر قيد العلاج.

من جهتها قالت وزارة الطواريء الروسية يوم الاربعاء ان سلاسة من مرض انفلونزا الطيور ثبت خطرها على البشر واكتشفت في سيبيريا قد تنتشر الى الجزء الاوروبي المزدحم بالسكان من روسيا حيث توجد أيضا أكبر مزارع للطيور.

وجاء في بيان للوزارة "خلال فصل الخريف هاجرت بعض الطيور البرية من الجزء الشمالي من سيبيريا الى منطقتي بحر قزوين والبحر الاسود."

وأضاف البيان "وبناء على ذلك فان مخاطر تفشي وباء في قطاع تربية الدواجن تزيد وقد ترتفع الخسائر في مناطق التفشي لتصل الى ما بين 75 ومئة في المئة من الطيور. ولا يمكن استبعاد اصابة البشر خاصة بين العاملين في مزارع الطيور."

وكانت وزارة الزراعة قد أصدرت بيانا يوم الثلاثاء جاء فيه أن جميع مزارع الطيور في روسيا تبنت نظاما يهدف الى حمايتها من الفيروس.

وتستهلك روسيا ما يزيد على مليوني طن من لحوم الطيور سنويا وتستورد أكثر من نصف هذه الكمية من الولايات المتحدة والبرازيل والاتحاد الاوروبي بشكل رئيسي.

وأكدت السلطات الروسية رسميا وجود سلاسة اتش.5.ان.1 في ثلاثة أقاليم في سيبيريا هي نوفوسيبريسك وألتاي وتيومن.

وقالت الوزارة ان الفحوص لم تكشف وجود الفيروس في اقليم رابع هو أومسك حيث نفقت نحو 350 من الطيور المحلية و123 من الطيور البرية.

ويأتي مرض أنفلونزا الطيور في سلالات مختلفة من الفيروسات مثل سلاسة اتش.5 و اتش 7 التي بدورها لها تسع أنواع فرعية مختلفة. وسلاسة (اتش.5.ان.1) H5N1 شديدة العدوى ويمكن أن تنتقل من الطيور للبشر رغم أنه لم يتم الابلاغ عن حالات عدوى بين البشر وبعضهم.

شبكة النبأ المعلوماتية -االخميس 4/ اب/2005 - 28/ جمادى الأولى/1426