|
قادت وفاة الملك فهد الى تولية ملك جديد لعرش السعودية لكنها أبقت
السلطة في ايدي جيل من كبار السن من أفراد العائلة الحاكمة مما أثار
شكوكا حول ما اذا كانت عمليات الخلافة التالية ستتم بالسلاسة نفسها في
أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
فالملك عبد الله الذي خلف الملك فهد يوم الاثنين الماضي وولي العهد
الجديد الامير سلطان كلاهما في الثمانينات من العمر وليس من المتوقع أن
يكونا أكثر من حاكمين انتقاليين. ويمكن ان يتلوهما أمراء يصغرونهما بما
لا يزيد عن عشر سنوات.
وقال سايمون هندرسون من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى "عبد الله
وسلطان ليسا فقط كبارا في السن بل كبار جدا. لذلك فان فترة حكمهما
ستكون قصيرة."
وأضاف "وستتفاقم المشكلة لان خلفائهما من المرجح ان يكونوا (من جيل)
الاخوة الاشقاء أو الاخوة غير الاشقاء وليس (من جيل) الابناء أو أبناء
الاخوة."
ولم ينتقل عرش السعودية من أب لابنه سوى مرة واحدة لدى وفاة مؤسس
الدولة الملك عبد العزيز قبل 52 عاما.
ومنذ ذلك الحين تولى خمسة من ابنائه هم سعود وفيصل وخالد وفهد والان
عبد الله العرش ومازال المزيد من الامراء كبار السن ينتظرون دورهم ومن
المستبعد أن يتخلوا عن فرصهم في الوصول للحكم على الرغم من كبر السن.
وكان كل من فهد وسلفه خالد قد مرض في السنوات الاخيرة من حياته وسلم
جزء من سلطاته لخليفته قبل وفاته.
ويتحدث السعوديون في جلساتهم الخاصة عن "اعراض بريجينيف" مشيرين الى
الزعيم السوفيتي المريض الذي توفي عام 1982 وتلاه زعيمان من كبار السن
لم تدم فترة حكمهما طويلا.
وفي السعودية حيث تقل أعمار أكثر من ستين بالمئة من السكان عن 18
عاما يبدو تقدم سن الحكام أكثر حدة.
وجاء قانون أساسي طرحه الملك فهد عام 1992 بمئات من الامراء من
الجيل التالي الى الساحة لكن عمليا لا يتوقع سوى قلة من المراقبين أن
يتولى هؤلاء السلطة قريبا.
وقال هندرسون "يجب ان تقع أزمة كبيرة واحدة على الاقل... قبل أن
يختار السعوديون سبيلا للخروج من هذا الوضع."
كما أن العدد الكبير من المرشحين للخلافة من الجيل التالي يثير
الشكوك فيما اذا كانت الاسرة الحاكمة الكبيرة يمكن أن تتفق على مرشح
واحد.
ومازال يتعين على الملك عبد الله تعيين نائب ثان وهو منصب عادة ما
يتولاه ولي العهد التالي. والتالي في نظام الخلافة هو وزير الداخلية
المحافظ القوي الامير نايف الذي يعتقد انه يبلغ 71 عاما.
وهناك أيضا الامير سلمان حاكم الرياض الذي يصغر نايف بعامين ويعتبره
الدبلوماسيون خليفة محتملا.
وقالت مي يماني من المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن "اذا عين
عبد الله نايف أو غيره من هذا الجيل سيبقي على هذه الفجوة مع العديد من
السعوديين... انها ليست مجرد فجوة في فارق السن بل في التفهم."
وأعمار العديد من الاخوة غير معروفة بدقة لانهم ولدوا في مجتمع بدوي
فقير قبل اكتشاف النفط في وقت كان والدهم مازال يحمل ثروات مملكته في
صندوق خشبي على ظهر جمل.
ويقول دبلوماسيون ان مقرن أصغر الباقين من ابناء عبد العزيز ولد عام
1943. لكن قلة من الابناء الصغار السن لمؤسس الدولة هم الذين كان لهم
دور ملحوظ في الحياة السياسية.
والكثيرون من الجيل التالي تولوا مناصب مهمة لعدة سنوات. فالامير
سعود الفيصل ابن الملك فيصل الراحل تولى وزارة الخارجية لمدة ثلاثة
عقود والامير بندر ابن ولي العهد الامير سلطان كان سفيرا لدى واشنطن
لمدة زادت على 20 عاما قبل أن يستقيل الشهر الماضي.
وعين عبد الله وسلطان ونايف ابناءهم في مناصب بارزة تتعلق بمجالات
نفوذهم في الحرس الوطني والجيش ووزارة الداخلية على التوالي.
هذا وتولي خمسة ملوك حكم المملكة العربية السعودية منذ إنشاء الدولة
قبل 70 عاما بعد أن وحد الملك عبد العزيز آل سعود معظم مناطق شبه جزيرة
العرب في حملات عسكرية.
وفيما يلي تسلسل مختصر لملوك السعودية:
1926- عبد العزيز آل سعود يعلن نفسه ملكا علي الحجاز.
1927- الملك عبد العزيز يعلن نفسه ملكا علي الحجاز وسلطانا لنجد.
1932- اطلاق اسم المملكة العربية السعودية علي الدولة.
1953-الامير سعود أكبر أبناء الملك عبد العزيز يتولي الحكم بعد وفاة
والده عن 73 عاما.
1964 -اعلان تنازل الملك سعود عن الحكم لاخيه الامير فيصل. وتوفي
الملك سعود في اليونان عام 1969 عن 67 عاما.
1975- ولي العهد الامير خالد بن عبد العزيز يتولي الملك بعد اغتيال
الملك فيصل علي يد احد افراد العائلة المالكة.
1982- الامير فهد بن عبد العزيز يتولي الحكم عقب وفاة أخيه الملك
خالد عن 69 عاما.
2005-مبايعة ولي العهد الامير عبد الله ملكا على البلاد بعد وفاة
الملك فهد واختيار الامير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع وليا للعهد.
وفيما يلي نبذة عن الملك عبدالله وبعض كبار الامراء الذين يتعين
عليه الاحتفاظ بولائهم..
-الملك عبدالله واحد من 44 ابنا للملك الراحل عبد العزيز آل سعود
مؤسس المملكة العربية السعودية المعروف باسم ابن سعود والذي تولى حكم
المملكة من عام 1932 حتى وفاته في عام 1953. وولد عبدالله في عام 1924.
أصبح عبد الله وليا للعهد والنائب الاول لرئيس الوزراء في عام 1982
عندما نصب فهد ملكا. وترتكز قاعدته الشعبية على 75 ألفا من قوات الحرس
الوطني الذي تولى قيادته منذ عام 1962. وينظر إليه على أنه أقل ولاء
للغرب إلى حد ما من الملك فهد وله صلات قوية مع جيرانه العرب وأيضا مع
الجماعات الدينية والقبلية في السعودية.
وعلى عكس الملك فهد فان الملك عبدالله ليس من "السديريين السبعة"
الذين يتمتعون بالنفوذ في المملكة العربية السعودية وهم أبناء الملك
عبد العزيز من زوجته المفضلة حصة السديري والذين يتولون وزارات الدفاع
والداخلية والخارجية.
وابناء السديري السبعة هم:
-الملك فهد بن عبد العزيز الذي تولى السلطة من عام 1982 حتى عام
2005. تعرض الملك فهد لجلطة في نوفمبر تشرين الثاني عام 1995 واجريت له
بعد ذلك جراحتان في المرارة ولازالة المياه البيضاء من عينه اليسرى.
واصدر في عام 1992 مرسوما يقضي بانتقال الحكم إلى أكبر الاعضاء سنا بين
ابناء ابن سعود وابنائهم.
-الامير سلطان:
شغل الامير سلطان بن عبد العزيز الذي اختير وليا للعهد يوم الاثنين
لفترة طويلة منصب وزير الدفاع والنائب الثاني لرئيس الوزراء. ولد
الامير سلطان في عام 1924 وترتكز قاعدة نفوذه على الجيش. وكان نجله
الامير بندر سفيرا لدى واشنطن حتى استقالته الشهر الماضي. وتولى ابنه
الاخر الامير خالد قيادة القوات العربية في حرب الخليج عام 1991.
-الامير نايف:
يشغل الامير نايف منصب وزير الداخلية وهو من مواليد عام 1933 وينظر
إليه على أنه متشدد. قاد نايف حملة ضد متشددي تنظيم القاعدة بزعامة
أسامة بن لادن في أعقاب تفجيرات انتحارية وهجمات على أهداف للطاقة
واهداف غربية استهدفت الاطاحة بالعائلة المالكة.
-الامير سلمان:
يشغل الأمير سلمان منصب أمير منطقة الرياض التي تشكل القاعدة
السياسية للعائلة المالكة. والأمير سلمان من مواليد 1936 وكان نجله
الأمير سلطان من رواد مكوك الفضاء الامريكي ديسكفري عام 1995. ويعمل
ابن اخر له هو الامير عبد العزيز مستشارا لوزير النفط.
-الامراء أحمد وعبد الرحمن وتركي:
هؤلاء الأمراء الثلاثة من "السديريين" ليس لهم ظهور علني كبير.
ويشغل الامير أحمد منصب نائب وزير الداخلية والامير عبد الرحمن نائب
وزير الدفاع. أما الامير تركي فقد أجبر على الاستقالة من منصبه كنائب
لوزير الدفاع بعد خلاف عائلي ويعيش حاليا في القاهرة.
ومن الامراء الكبار الاخرين أبناء الملك الراحل فيصل الذي اغتيل على
يد أحد أفراد عائلته عام 1975. ويعتقد أن الامير سعود الفيصل وزير
الخارجية من المقربين للملك عبد الله ويشترك معه في كثير من وجهات نظره
القومية العربية. |
