اكتشاف سلاح جديد لمكافحة الاحتيال والمسنون الأكثر تعرضا له

قال علماء ان كل أنواع الورق والبلاستيك والمغلفات تقريبا تحمل على سطحها خصائص أو علامات مجهرية مميزة يمكن الاستفادة منها كطريقة رخيصة لمكافحة الاحتيال.

وقال العلماء ان مثل هذه الشفرات المميزة يستحيل تغييرها ويمكن قراءتها بسهولة عن طريق ماسح ليزر محمول لمكافحة تزوير جوازات السفر وبطاقات الهوية والوثائق الاخرى.

وقال راسل كاوبيرن أستاذ تكنولوجيا النانو في امبريال كوليدج بلندن يوم الاربعاء "تفتح النتائج التي توصلنا اليها الطريق نحو منهج جديد وأسهل بكثير للتحقق والتعقب."

وأضاف "هذا نظام آمن جدا لن يسمح حتى للمخترعين بالتحايل عليه لانه لا توجد عملية صناعية معروفة لنسخ خصائص الاسطح بالمستوى اللازم من الدقة."

وتتعامل تكنولوجيا النانو مع المواد على المستوى الذري أو الجزيئي.

وفي بحث نشر في مجلة "نيتشر" NATURE درس كاوبيرن وزملاؤه في امبريال كوليدج وجامعة درهام العلامات المجهرية المميزة للاسطح البلاستيكية والورقية والاوراق المقوية باستخدام شعاع ليزر مركز وسجلوا كثافة الانعكاسات على الضوء المبدد.

واتضح ان كل سطح له نموذج مميز لا يزول حتى لو تعرض للالتواء الشديد أو الحرارة أو غمر في الماء البارد أو فرك بورق سنفرة.

وشرح كاوبيرن في بيان "الامر أشبه بما لو كانت الوثائق والطرود لها الحمض النووي المميز الخاص بها."

ويعمل الباحثون الان مع احدى شركات التكنولوجيا لصنع منتج يستخدم تجاريا.

من جهة اخرى قال مسؤولون إن النصب في مزادات على الانترنت والسرقات من خلال انتحال الشخصية واليانصيب والجوائز والمقامرات تتصدر قائمة شكاوى كبار السن في الولايات المتحدة الذين خسروا العام الماضي وحده 152 مليون دولار في عمليات احتيال.

وقالت لويز جريسمان من ادارة حماية المستهلك في لجنة التجارة الاتحادية أمام لجنة كبار السن في مجلس الشيوخ الامريكي ان النصب على الانترنت في ازدياد وانه يشكل الان 41 في المئة من الشكاوى التي ترد إلى اللجنة من امريكيين تجاوزوا سن الخمسين.

وقالت جريسمان "هذا الرقم يكتسب أهمية إذا عرفنا ان نسبة النصب على الانترنت كانت 33 في المئة من اجمالي الشكاوى من نفس الفئة العمرية عام 2002 ."

إلا أن النصب بالطرق القديمة لا يزال يسبب خسائر.

فقد خسر كبار السن الامريكيين بسبب عمليات النصب المرتبطة باليانصيب والمقامرات والجوائز التي يطلب فيها من الضحية دفع "ضرائب" أو رسوم اخرى لتسلم الجوائز 35 مليون دولار العام الماضي.

وذكرت جريسمان أن من تجاوزوا سن السبعين يعتبرون هدفا مميزا لهذا النوع من النصب.

وتتضمن عمليات النصب الاخرى الشهيرة الحماية المزيفة للبطاقات المصرفية أو خصومات مزعومة على الادوية أو طلب معلومات عن الحسابات البنكية لتوفير تأمينات اجتماعية أو رعاية صحية.

وقال انتوني براتكانيس أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا الذي شارك في فريق لدراسة عمليات النصب على كبار السن ان المحتالين يستغلون سلاح "النفوذ الاجتماعي" لخلق احساس بالثقة بدلا من اللجوء إلى استخدام المسدس أو السلاح الابيض.

وقال براتكانيس "خلصنا إلى أن المجرمين المحتالين يراقبون التكوين النفسي والخصائص الاخرى لضحاياهم للتعرف على نقاط الضعف...ووضع مخطط محكم يرجح أن يكون أكثر تأثيرا."

وفي أحد الامثلة التي ساقها أخبر محتال ضحيته ان توجيه أسئلة أو اغلاق الخط أثناء التأكد من معلومات الحساب هو إجراء ضد القانون.

وذكر زين هيل المفتش بقطاع البريد الامريكي ان المحتالين يعلمون ان كثيرين من كبار السن يشعرون بالوحدة وأن مكالمة هاتفية من أي شخص ستكون محل ترحيب.

وأضاف "يفهم المحتالون أصحاب الخبرة نقاط ضعف كبار السن ويعرفون أي النقاط التي سيستغلونها عندما يتحدثون معهم على الهاتف."

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 29/ تموز/2005 - 21/ جمادى الأولى/1426