ندوة في القاهرة تناقش الفرق بين الارهاب والمقاومة.. خبراء يؤكدون مواجهة أمنية وفكرية للارهاب

تستضيف القاهرة يوم الثلاثاء المقبل اعمال ندوة تناقش اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق السفير ايهاب الشريف والفرق بين المقاومة والارهاب بمشاركة خبراء في الدراسات العربية والاستراتيجية وحقوق الانسان.

وقال الامين العام لمركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان بهى الدين حسن في تصريح لوكالة (كونا) ان الندوة تاتي استجابة لحالة الغضب والشعور بالصدمة التي سادت كافة الاوساط الشعبية والرسمية في مصر والعالم العربي بعد مقتل الشريف على ايدى جماعات ارهابية.

واضاف ان هذا الحادث فتح العديد من الملفات ذات الاهمية حول الحدث نفسه وما يثيره من علامات استفهام حول السياسة الخارجية المصرية وحدود الدور الاقليمي الذي تلعبه مصر في المرحلة الحالية لا سيما تجاه القضية العراقية بكل ما تشمله من تعقيدات وابعاد متشابكة.

يذكر ان حادث ايهاب الشريف تكرر باختطاف القائم بالاعمال الجزائري في بغداد يوم الخميس الماضي وكان برفقته دبلوماسي جزائري اخر في عملية ارهابية يقصد بها التاثير على القرارات العربية بتقوية بعثاتها الدبلوماسية في العراق.

واشار حسن الى ان اغتيال الشريف يثير كذلك مجموعة من الاشكاليات التي تعد محلا للجدال بين المعنيين بقضايا حقوق الانسان في عمومها والمسالة العراقية على حد سواء ومن اهمها حدود التمييز بين المقاومة والارهاب وما هي الخطوط الفاصلة بين الاعمال المشروعة للمقاومة من جانب والهجوم على المدنيين بصفة عامة بما في ذلك الدبلوماسيين.

وابلغ ان الندوة ستناقش واقع الجماعات المسلحة في العراق وحقيقة تعبيرها عن موقف الشعب العراقي بتنويعاته المختلفة وهل ما تقدمه هذه الجماعات من اطروحات يتوافق مع المبادىء والافكار المرتبطة بالديمقراطية وحماية الحقوق الاساسية للانسان والنهوض بالشعب العراقي ومن ثم ما هي حدود التواصل معها ودعمها.

وافاد ان الندوة يتحدث فيها مدير مركز مقدس الدراسات الفلسطينية بغزة الدكتور سمير غطاس والصحافي بوكالة الاسوشيتد برس بمصر صلاح نصراوى ورئيس تحرير تقرير الحالة الدينية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور ضياء رشوان ومساعد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور وحيد عبد المجيد.

من جهة اخرى اكد خبراء ضرورة مواجهة العمليات الارهابية بوسائل أمنية وفكرية وذلك على خلفية التفجيرات التى ضربت منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر بعد منتصف ليلة أمس.

وأكد هؤلاء الخبراء ضرورة تشديد الاجراءات الامنية حول المواد المتفجرة التي تتسرب من المحاجر القريبة الى منطقة شرم الشيخ فضلا عن مواجهة ثقافية واعلامية لعمليات غسيل الدماغ التي تجري للتغرير ببعض شباب مصر.

وذكر الخبير الاستراتيجي والامني والمحافظ السابق اللواء عزت السيد "انه لا بد من درس ابعاد العملية الاخيرة من الناحية الأمنية لان شرم الشيخ لها اكثر من منفذ ويسهل التسريب من خلال هذه المنافذ لمواد متفجرة تبدأ بكميات بسيطة يصعب الكشف عنها في اي منفذ ثم يجري تجميعها داخل المنطقة لاستخدامها في عمليات ارهابية".

وطالب السيد "بفرض رقابة شديدة على جميع المنافذ وتشديد الامن بالمناطق الجمركية بهدف الاحكام على المداخل من جميع النواحي".

وراى "انه لا بد ان يكون للقوات المسلحة دور بجانب رجال الشرطة في المناطق الحساسة مثل جنوب سيناء والمناطق السياحية".

واشار السيد الى "ان ما جرى في طابا من قبل واليوم في شرم الشيخ يوضح أن الارهابيين استغلوا ثغرات أمنية ناتجة عن كون هذه المناطق مفتوحة لانها منتجعات سياحية عالمية وتحتل المرتبة الاولى بالنسبة للسياحة المصرية".

كما طالب بمواجهة التضليل الفكري للشباب عن طريق اللقاءات الفكرية التي تعتبر احد وسائل مواجهة الارهاب ومن خلال التربية المنزلية والمدرسية والسلوكيات في الاندية ومراكز الشباب الى جانب فتح ابواب العمل وفرص العمل امام الشباب لمواجهة البطالة.

من جهته اكد استاذ العلوم السياسية والخبير في موضوعات الشباب وقضاياه الدكتور السيد عليوه "ان العنف الذي امتدت يده الى ارض مصر تحت مسمى الارهاب الاسود يعتبر مؤشرا هاما على مدى الخطورة وحمى الارهاب التي تنتاب العالم".

ورأى "أنه من الممكن تصنيف جذور هذه العمليات الارهابية في عدة ظواهر منها قدرة هذا الفكر الظلامي على التغلغل الى عقول ووجدان الشباب المغرر بهم تحت مزاعم قشرة دينية زائفة كما تغذي هذا الفكر ما يمكن تسميته بالظلم الدولي وازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية".

واضاف الى الاسباب السابقة المعاناة التي تعانيها بعض الشعوب والناتجة عن التناقض الصارخ بين الفقراء والاغنياء وبين الدول المتقدمة والفقيرة والذي يمارس باسم العولمة مشيرا الى ضرورة مراجعة السياسة الاعلامية والخطاب السياسي .

واعتبر الدكتور عليوه "ان الحل يكمن في تطوير التعليم المدني من خلال برامج تعليمية وثقافية هادفة الى صقل القيم الانسانية واشاعتها بين الناس والتاكيد على قيم المواطنة والمشاركة بين الشباب حتى يشعروا انهم صناع المستقبل".

وكانت مصر قد تعرضت مؤخرا الى عدة عمليات ارهابية وتعد تفجيرات شرم الشيخ أقواها بالنسبة لعدد الضحايا والمصابين كما يعتبر استهداف هذه المنطقة خطير لان منتجعات شرم الشيخ من أهم المنتجعات السياحية المصرية والأكثر جذبا للسياح العرب والاجانب.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 24/ تموز/2005 - 16/ جمادى الأولى/1426