رسالــة الى محـمـــد الــدرة

سلمان الشامي

بالبريد السريع الى محمد الدرة...

اعتقد انك ما زلت تذكرني، فقد التقينا يوم فارقت الدنيا عام ألفين ، كنت ذلك العراقي الذي حث كل من يعرف ان يخرج في مظاهرة من اجلك، يومها خرج العراقيون بالداخل والخارج من اجل طفولتك التي اراقها جندي اسرائيلي بقصد او بدونه لا ادري .

ومن اجل دمك التقيت وجوها لا احب رؤيتها، واصارحك اني اضطررت لمجاملتهم رغم انهم ممن صفقوا لقاتلي واوغلو بدمي، ولولاك انت لاعلنتهم اعداءا لكن دمك اضطرني ان اسامحهم عل وعسى ان يصححوا موقفهم يوم ما .

ورغم ان الجميع تاجروا بدمك حتى ابوك جمال الذي انجبك، فقد تركك خلف ظهره وراح يتسول باسمك من الطغاة والمجرمين واصارحك ايضا اني عاتبت نفسي على حماسي الكبير لك يوم رأيت والدك يسفح ماء وجهه بين يدي القتلة في بغداد ، ويبدو ان ما حصل عليه من مال سحت قد ساعده كثيرا على نسيانك فانجب ولدا بعد عامين اسماه محمد.

العزيز محمد الدرة..

امس في بغداد فقدنا محمدين كثر، منذ ان قاد عمك الوهابي احمد الخلايلة الملقب ابو مصعب الزرقاوي قبيلة من البهائم المفخخة لقتل كل محمد في العراق والغريب يا محمد ان اعمامك لم يجدوا ضيرا في ذلك بل انهم سموه جهادا واستشهادا !.....

لانهم ببساطة لا يعترفون بالعراقيين مسلمين ولا بشرا، بل انهم لا يجدون قتل اطفالنا خبرا يستحق الذكر ، وان ذكروه موهوا العالم بعكسه كما حصل مع عائلة المواطن العراقي حسين طارش في حي البلديات في بغداد ، إذ قتل اعمامك من عائلته تسعة افراد، فيهم من هو اصغر منك سنا بل كان بينهم طفل رضيع اسمه مرتضى ، هل تصدق ان اعمامك وعشيرتك واهلك بدل ان يتعاطفوا مع اطفالنا وابنائنا الذين دفنوا احياء في مقابر صدام بن صبحة الجماعية استعاروا لسان جلادنا واتهموهم ، بانهم خارجون عن القانون ، هل تصدق يا محمد ان الجبن وصل ببعض اعمامك ان يفجروا جامعا سنيا في مدينة جلولاء العراقية المجاورة لايران ويقتلوا ويجرحوا المصلين السنة فيه ، حتى يوهموا الناس ان الشيعة فعلوا ذلك؟

وحين توجوا نذالتهم بقتل اكثر من اربعين طفلا في بغداد الجديدة فقد اخرجوها اخراجا مسرحيا رديئا، ليزعموا ان ذلك القتل العشوائي جاء صدفة وبتدبير من الاطفال انفسهم.

محمد الدرة.. اذا كان قتل اطفالنا جهادا فلماذا لا يكون قتلك جهادا؟!!

السنا من طينة واحدة؟.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية - الاربعاء  20/ تموز/2005 - 12/ جمادى الأولى/1426