تشريع زواج المثليين في الغرب واسبانيا تحتفل بأول حالة زواج

 

احتفلت اسبانيا بأول زيجة لمثليين يوم الاثنين بعد ان سنت الشهر الماضي قانونا يجيز زواج المثليين لتصبح الدولة الرابعة في العالم التي تقر هذه الزيجات.

وتزوج اميليو ميننديز وكارلوس باتوريم بعد علاقة استمرت 30 عاما في حفل زواج مدني في مدينة تري كانتوس على بعد 30 كيلومترا شمالي مدريد.

وارتدى الرجلان الذين ظهرت عليهما امارات السعادة ملابس غير رسمية في حفل الزواج وعرضا شهادة وخاتمي الزواج امام 20 صديقا واكثر من 50 صحفيا.

وأثارت الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة الاشتراكية باعطاء ارتباط المثليين نفس حقوق الازواج من حيث الارث وحقوق التبني غضب الكنيسة الكاثوليكية.

واحتج مئات الالاف من الناس منهم أساقفة وراهبات في مدريد الشهر الماضي على القانون. وعلى الرغم من ان 90 في المئة من مواطني اسبانيا هم من الكاثوليك الا ان استطلاعات الرأي اوضحت ان 70 في المئة منهم يؤيدون الاجازة القانونية لزواج المثليين.

وجدول الاعمال الليبرالي للحكومة الاشتراكية يتعارض كثيرا مع ماضي اسبانيا التي حكمها في الفترة من 1939 الى 1975 الدكتاتور الكاثوليكي القومي فرانشيسكو فرانكو الذي حظر العلاقات المثلية والطلاق.

والدول الثلاث الاخرى التي تجيز زواج المثليين هي كندا وهولندا وبلجيكا.

وقال رئيس الوزراء الاشتراكي خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو للبرلمان "يستجيب المجتمع الاسباني اليوم لمجموعة من الناس تتعرض للإذلال منذ سنوات ويتم تجاهل حقوقها واهانة كرامتها."

ونظم انصار هذا الاجراء احتفالات حاشدة عندما وافق مجلس النواب على مشروع القانون وهو ما يبطل رفض مجلس الشيوخ له.

وخارج مقر البرلمان تبادل عشرات المثليين الاحضان والقبلات بعد القرار وانهمرت الدموع من اعين بعضهم.

ويعطي القانون زواج المثليين نفس وضع الزواج الطبيعي بما في ذلك حقوق التبني والميراث.

وتختلف التوجهات الليبرالية للحكومة الاشتراكية في اسبانيا بشدة عن التوجهات السابقة في البلاد التي خضعت لحكم الديكتاتور الكاثوليكي القومي فرانشيسكو فرانكو بين عامي 1939 و1979 الذي حظر زواج المثليين والطلاق. وقال النشط الحقوقي بيبي باث خارج البرلمان "انا اتذكر جميع هذه السنوات وجميع الناس الذين لم يستطيعوا ان يروا ذلك... وجميع الشبان الذين سيعيشون بطريقة مختلفة." ويعتزم باث (38 عاما) الزواج في سبتمبر ايلول.

ويوجه القانون الذي تم إقراره بموافقة 187 نائبا مقابل اعتراض 147 لطمة للفاتيكان. وشجب البابا بنديكت زواج المثليين ووصفه بأنه يعبر عن الحرية التي تقوم على الفوضى. وكان حث سلفه الراحل يوحنا بولس حث اسبانيا على تذكر جذورها الكاثوليكية.

وبعد مناقشات ساخنة اتهم ماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي المعارض ثاباتيرو بالتصرف بطريقة غير مسؤولة بتأييده قانونا يجيز زواج المثليين بدلا من السعي الى التوصل لاتفاق بشأن الاعتراف بالزواج المدني.

وقال راخوي "تسبب ثاباتيرو في انقسام هائل في المجتمع الاسباني."

واضاف ان الحزب الشعبي سيدرس امكانية استئناف القرار امام المحكمة الدستورية في اسبانيا. وقال زميل له ان الحزب سيفكر في الغاء القانون اذا عاد مرة اخرى الى السلطة.

وأدان الحزب الشعبي ثاباتيرو ايضا لتجاهله احتجاجات ضخمة نظمت في مدريد ضد زواج المثليين في وقت سابق من هذا الشهر. وقال منظمون ان ما بين 1.5 مليون ومليوني متظاهر شاركوا في الاحتجاجات من بينهم اساقفة وراهبات بينما تقول الحكومة ان عدد المشاركين كان 166 الفا فقط.

وطلب اساقفة الكاثوليك في اسبانيا من جميع اتباع الكنيسة مقاومة تطبيق قانون زواج المثليين.

وتحظى الاصلاحات الليبرالية التي ينفذها ثاباتيرو والتي تشمل قانونا تم اقراره يوم الاربعاء لتسهيل الطلاق وادخال تغييرات على قواعد ابحاث خلايا المنشأ بشعبية بين الشباب.

ورغم ان 90 بالمئة من الاسبان يعتبرون انفسهم من الكاثوليك فان اقل من الخمس فقط يطبقون تعاليم الكنيسة بشكل عملي.

وقالت ايما افيلا (45 عاما) انها لم تتوقع قط ان يصبح زواج المثليين شرعيا.

وتذكرت افيلا وسط هتافات من نشطاء اخرين يرددون "نحن شرعيون الان" كيف كان المثليون يعاملون خلال الحكم الاستبدادي وقالت "لقد اعتادوا على ان يجعلوا المرء يشعر وكأنه من كوكب اخر."

واصبحت كندا يوم الثلاثاء الماضي ثالث دولة تجيز زواج المثليين. وسمحت بلجيكا بذلك في يونيو حزيران 2003.

واعترفت هولندا بزواج المثليين في ديسمبر كانون الاول 2000 رغم ان القانون الهولندي يعترف بالأزواج المسجلين مدنيا منذ عام 1998.

هذا وكان البرلمان الكندي قد وافق على تشريع يسمح بزواج المثليين في انحاء البلاد مما يجعل كندا الدولة الثالثة في العالم التي تجيز مثل هذا النوع من الارتباط.

وعلى الرغم من المعارضة القوية من المحافظين والجماعات الدينية.. صوت المشرعون بأغلبية 158 صوتا ضد 133 لصالح التشريع الذي تقدمت به الحكومة الليبرالية التي لا تتمتع بالاغلبية في مجلس النواب.

وتسمح معظم الاقاليم الكندية بالفعل بزواج المثليين وأصبحت كندا مقصدا للمثليين من الدول التي لا تسمح بمثل هذا النوع من الارتباط.

وقالت الحكومة انه كان لزاما عليها ان تفعل ذلك بعد ان قضت المحاكم في ثمانية من أقاليم البلاد العشرة بأن الحظر على زواج المثليين غير دستوري لانه يتعارض مع ميثاق الحقوق والحريات الكندي.

وتتعارض القواعد الجديدة بشكل صارخ مع ما يحدث في الولايات المتحدة حيث يطالب الرئيس الامريكي جورج بوش الكونجرس بمساندة تعديل دستوري سيحظر عمليات زواج المثليين.

ويحتاج مشروع قانون زواج المثليين إلى موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الليبراليون ليصبح قانونا لكن ينظر الى ذلك على أنه مسألة شكلية.

من جهة اخرى انطلقت في الولايات المتحدة، محطة تلفزيونية جديدة متخصصة وموجهة لشريحة معينة في المجتمع، وهي شريحة المثليين من الجنسين.

المحطة المسماة "لوغو" Logo برئاسة المثلي بريان غرادن، ستشاهد في عشرة ملايين منزل بفضل تقنية الكابل الرقمي، التي توفر امكانية مشاهدتها حتى لو لم يتم طلبها، وعلى عكس محطتي "Here" و "Q" للمثليين اللتان تشاهدان عبر الدفع المسبق لتعرفة متفق عليها.

وستغطي المحطة أفلام مثل "تقبيل جيسيكا شتاين" وفيلادلفيا" بالإضافة إلى أفلام وثائقية أخرى، أثير هذه المحطة في الساعات الأولى، ليتبعها أفلام أخرى للراشدين من المثليين من الجنسين، بالإضافة إلى برنامج يعتمد تقنية تلفزيون الواقع، وينقل حياة مجموعة من المثليين، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

 الجدير بالذكر أن غرادن بنى خبرة واسعة في العمل في محطات مهمة مثل MTV و VH1 و CMT، فيما يتوقع أن تكون المحطة الجديدة "لوغو" أحد أكبر التحديات التي يواجهها غرادن في مسيرته المهنية.

كذلك سيكون فريق العمل في المحطة مؤلف من المثليين، لضرورات مهنية خاصة وأنهم مطلعون على الحاجات الفنية والثقافية التي تتطلع لها هذه الشريحة من البشر.

شبكة النبأ المعلوماتية - االاربعاء 13/ تموز/2005 - 5/ جمادى الأولى/1426