الأردن المتورط في الإرهاب.. إطلاق أبو مصعب رقم 2

اسعد راشد

ليس غريبا على الاردن الذي خرج من مدرسته الامنية  "وحوش ضارية" مثل احمد فاضل الخلايلة الملقب باالجزار  "ابومصعب رقم1" الذي تلقى فنون القتل والذبح في اروقة المخابرات الاردنية  واستلهم دروس  "الجهاد" وفن الارهاب وقطع الرؤوس يوم كان مسجونا لدي حكومة الملك حسين المقبور حاله حال بقية الجزارين الذين يتدفقون عبر حدود سوريا والسعودية الى العراق بعد تلقيهم دورات مكثفة في الذبح من خلال ممارسة عملية الذبح التجريبية على الخراف كما اعترف بذلك اغلب الارهابيين المعتقلين لدي القضاء  العراقي  واطلعتهم الفضائية العراقية وهم يشرحون تفاصيل جرائمهم وما تلقوه من تدريبات.

 نعم ليس غريبا على الاردن ان يقوم باطلاق سراح  "المقدسي" معلم الارهابي الاول والجزار الفار عن وجه العدالة  "الخلايلة"‘و ترك المقدسي الملقب بـ" ابومصعب رقم 2  " على العراقيين وخاصة الشيعة  ومنحه كل الحرية ‘ قبل ان تتم اعادة مسرحية اعتقاله ثانية ‘ في ان يجري اول لقاء مع قناة الارهاب  "الجزيرة" ذلك اللقاء الذي تم بعلم  الحكومة الاردنية وبتنسيق مع المجاميع البعثية والسلفية التي استبشرت بخروج  " مهديّهم" من الغيبة كي يستقبلوه استقبال الابطال ويزفوا له  "موقع" العرس الجديد لقيادة جموع  "المبشرين الاستشهاديين" الى الجنة بعد نضوب المعين الذي كان يرفدهم عبره ذلك المعتوه الجريح او المغيب بعلم الاردن  "الخلايلة" واستهلاك كامل اوراقه  حيث دعت الضرورة والحاجة الملحة لملأ الفراغ الذي تركه او قد سيتركه غياب الرقم 1 وبعد ان تم اعداد  "ابو مصعب رقم 2" ـالمقدسي ـ وهو المعلم والملهم في نفس الوقت للاستمرار في نهج السلف وبزخم اشد اطلت بواكيره على شيعة العراق من خلال تصريح اولي لقناة الدجالين والارهابيين "الجزيرة" بجواز قتل الشيعة كمرتدين وضرورة التوجه للعراق من اجل  "الجهاد" وقتال  "المحتلين" و"عملائهم"!..

ومازال الكثير من المراقبين السياسيين والمحللين يستذكرون البداية التي خطها تلميذ هذا المفكرجي المعلم  عندما خرج من السجن او اخرج منه بقرار ملكي وذهب الى افغانستان للتدريب وتلقي فنون  "القتال" والارهاب  ومن ثم الانتقال الى العراق ليقيم وسط المثلث السني ومن هناك يبدأ حياته الدموية وبتنسيق مع مجاميع البعث السني وعناصر مخابراتية صدامية ليمارس مهنة الذبح والقتل والتفجير ‘ الا ان اللغز المحير والذي اثار انتباه  المهتمين بشؤون الارهاب هو قرار اطلاق سراح "المقدسي" ـ ابومصعب رقم 2 ـ والمعروف عنه بانه من اكثر من المتطرفين والارهابيين الخطرين على امن الشعوب بافكاره ومعتقداته وارتباطاته التنظيمية والعقائدية مع  تنظيم القاعدة بمختلف وجوهه السلفية والبعثية حيث كيف يعقل لنظام رسمي عربي يدعي زورا محاربة الارهاب  وفي ذات الوقت يحتضن عناصره ويؤويهم ويوفر امكانات نموهم وتوسعهم  ومنحهم الحرية لاجراء اللقاءات والمقابلات الاعلامية دون رقابة امنية ..

وباالطبع لم تكن الصدف هي التي قادت الامور الى ان تتم عدة اشياء في او قات زمنية متقاربة حيث جاء اطلاق سراح هذا الارهابي الخطير بتزامن مع تقارير خاصة نشرتها شبكة  "النهرين" حول تحرك ديبلوماسي اردني في الامم المتحدة ضد شيعة العراق ‘ ووفق تلك المصادر التي نقل اليها ديبلوماسي اوروبي ـ كما جاء في تقرير النهرين ـ نص لقاء بين احد مساعدي كوفي عنان واحد مساعدي السفير الاردني في نيويورك زيد ابن رعد ابن زيد الحسين حيث تركز حديث هذا الديبلوماسي الاردني ضد شيعة العراق وخطرهم على  "الامن القومي العربي  "! وشجع هذا الديبلوماسي الامم المتحدة على التدخل اكثر في شؤون العراق.. والعمل على ترجيح كفة السنة العرب في الدولة وخاصة في جهاز المخابرات والجيش والامن  وايجاد  "قواسم مشتركة بين السنة العرب وبين الادارة الامريكية"!

كما يأتي ذلك بتزامن مع حدثين اخرين بارزين اولهما  "تشكيل  "فيلق عمر" لاغتيال ابناء الشيعة  والثاني حيث سلسلة تفجحيرات لندن والتي تبناه تنظيم قاعدة "الجهاد في اروربا" وهو الاسم المستنسخ من  "تنظيم فاعدة الجهاد في ارض الرافدين" والذي يقوده خليط من البعثيين وجماعة الضاري والسلفيين وبارتباط مع عناصر لها علاقة باجهزة مخابرات الاردن التي تحضر اجتماعاتهم  الدورية بشأن العراق في  "عمّان" ‘ وتقول التقارير التي نشرتها شبكة النهرين على صفحتها الرئيسية ان  "هناك اجتماعات  هامة وخطيرة شهدتها عمّان في الشهر الاخير بين هؤلاء البعثيين وبين هيئة علماء المسلمين (هيئة الضاري للخطف والقتل ) ولجنة

الحوار الوطني ‘ وهو تنظيم سني متطرف يشكل البعثيون نسبة كبيرة فيه ‘ وقد رصدت مشاركة شخصيات هامة من في جهاز المخابرات الاردني بهذه الاجتماعات  وكلها كانت تبحث في نقطة مركزية واحدة وهي مواجهة الشيعة وتامين وجود فاعل وقوي داخل الدولة العراقية باستخدام مختلف الوسائل المتاحة ومن بينها تصعيد العمليات العسكرية وتامين زيارة وفود سنّة لعدد من الحكومات العربية والاجنبية لتامين سياسي وديبلوماسي لمشاريعهم  "..

واذا قارنا بين تلك الاحداث والقضايا  وربطنا كل واحدة بالاخرى  لوصلنا الى خيط مشترك يجمع بين الجميع  خاصة في مايتعلق بمسئلة التصعيد العسكري الذي تبناه اجتماع  "عمَان" حيث سلسلة التفجيرات الارهابية  في العاصمة البريطانية وتهديد الانتقال بها الى سائر دول العالم خاصة ايطاليا والدنمارك  وشروط الارهابيين السنّة والتي تأتي مسئلة الانسحاب من العراق على رأس مطالبهم  يكشف عمق التورط العربي الرسمي  الذي يضحك على الغرب وامريكا من خلال التحرك الديبلوماسي المشبوه  لزعماء العرب  والاردن باالذات  وبعض المساعي الخبيثة التي تقوم بها اطراف غير نزيهة لفتح قنوات حوار مع الارهابيين والقتلة والتنازل لهم  دون مراعاة لمشاعر الضحايا والمذبوحين وعوائلهم  ‘ وقد اتت تداعيات تلك التنازلات عكسية وخطيرة حيث اعطت للارهابيين والحاضنين لهم قناعات جديدة  تتمثل في ان "التفجير والقتل هو الاسلوب المفضل  " لتحقيق المكاسب والاهداف ‘ وتفجيرات لندن واستمرار قتل شيعة العراق بشكل يومي  خير دليل وشاهد على فشل  "لغة الديبلوماسية" مع الارهابيين والقتلة وان اي حوار مع هؤلاء  او الاستمرار فيه لا يزيد  عقلياتهم العفنة الا خبالا وجنونا واصرار لمزيد من القتل والارهاب ..

وما تقوم به حكومة الاردن في هذا الصدد ليس الا من اجل ان تمسك بيدها ملف العراق  كي تعاود نهب خيراته وسرقة ثرواته وان تم ذلك على حساب الامن والاستقرار في المنطقة والعالم ..

وما جرى اخيرا في لندن من تفجيرات عشوائية على عرار تفجيرات العراق يفضح النفاق العربي الرسمي ويكشف دجل وحيل الاردن وتحركاته ضد شيعة العراق حيث اثبتت تلك الاحداث ان  الشيعة ونخص هنا شيعة العراق هم الاكثر اعتدالا وانفتاحا ومؤهلا لحمل راية  "الحرية" والاصلاح والفكر المعتدل في المنطقة والاحرص ايضا على استقرارها وامنها وليس  "السنَة" سلفييهم وبعثيهم وقوميهم الذين اثبتوا انهم حقا اعداء للعالم وللحرية وان متطرفيهم لا يريدون الا الموت للجميع..

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 11/ تموز/2005 - 3/ جمادى الأولى/1426