ساسر الدودة المستنسخة في قبضة العدالة.. مستخدمو الانترنت يغيرون عاداتهم هربا من البرامج التخريبية

خلصت دراسة نشرت يوم الاربعاء إلى أن تسعة من كل عشرة من مستخدمي الانترنت غيروا عاداتهم أثناء الولوج إلى الشبكة لتفادي برامج التجسس والاخطار الأخرى الموجودة على الانترنت.

وقالت مؤسسة بيو انترنت وأمريكان لايف بروجكت إن الاغلبية الساحقة من مستخدمي الانترنت توقفت عن فتح المرفقات الواردة مع رسائل البريد الالكتروني المثيرة للريبة أو اتخذت خطوات بالفعل لتفادي تحميل برامج سرية غير مرغوبة فيها تتسبب في تعطيل الحواسب أو تراقب سرا الانشطة على الشبكة.

وقال قرابة نصف من شملهم المسح أنهم توقفوا عن زيارة مواقع يشكون في أنها تحمل برامج غير مرغوبة فيها على أجهزتهم. وقال 25 في المئة إنهم توقفوا عن تحميل الاغاني أو الافلام من شبكات مستخدمين قد يكون بها برامج تخريبية.

وسببت البرامج التخريبية (سباي وير) مشاكل كبيرة لمستخدمي الانترنت في السنوات القليلة الماضية.

فبامكانها استنزاف طاقة الكمبيوتر وتعطيل الاجهزة واغراق المستخدم في طوفان اعلانات غير مطلوبة. ويستغل محترفو النصب على الانترنت تلك البرامج التخريبية للحصول على كلمات سر وأرقام الحسابات المصرفية ومعلومات أخرى حساسة. وتتسرب هذه البرامج على الاجهزة عبر الفيروسات أو أثناء تحميل ألعاب أو برامج مجانية من على الانترنت.

وقال 68 في المئة ممن شملهم المسح انهم عانوا من بطء أجهزتهم أو واجهوا مشاكل أخرى يمكن نسبتها لتلك البرامج التخريبية. وخلصت بعض الاستطلاعات إلى ان مستوى الاصابة بتلك البرامج يقترب من نسبة 80 في المئة.

وأجرت المؤسسة وهي مؤسسة غير ربحية المسح على 1336 مستخدما امريكيا للانترنت بين الرابع من مايو أيار والسابع من يونيو حزيران. ويصل هامش الخطأ في الدراسة إلى ثلاثة في المئة بالنقص أو الزيادة.

من جهة اخرى في اليوم الأول من جلسات محاكمته في ألمانيا، اعترف الشاب الألماني سفين ياشن بابتكار فيروس ساسر المخرّب لأجهزة الكومبيوتر.

وواجه ياشن تهما بتخريب الكومبيوتر وتعطيل الخدمات العامة وتغيير المعلومات والبيانات بشكل غير شرعي.

وحوكم ياشن البالغ 19 عاما كقاصر إذ يُتهم بأنه ارتكب التهم الموجهة إليه عندما كان في الـ17 من عمره.

وقد ألحق فيروس "ساسر" خرابا كبيرا في كثير من الشركات عندما ضربت الدودة أنظمة "ويندوز" في أيار/مايو 2004 ودمرت معظم الشبكات الالكترونية وعطلت أجهزة الكومبيوتر كليا.

وكانت جائزة بـ250 ألف دولار قدمتها شركة مايكروسوفت، هي التي ساهمت في وصول الشرطة الألمانية إلى ياشن في أيار/مايو 2004.

وقد استدعت السلطات الألمانية ممثلين عن إذاعة عامة وثلاثة مجالس محلية ألمانية كشهود لوصف الخراب الذي سبّبتة دودة ساسر.

يُذكر أن شركة "سيكيوربوينت" الألمانية المتخصصة في أمن أجهزة الكومبيوتر قد وظفت ياشن وسط انتقادات كثيرة.

إلا أن الشركة دافعت عن قرارها معتبرة أنها تعطي فرصة جديدة لياشن الذي يحظى بشعبية كبيرة في ألمانيا ويعتبره البعض بطلا.

وكان الساسر قد ألحق أضرارا كبيرة في شركات عدة في العالم وتسبب بخسائر مالية فادحة.

فقدت تحوّلت بعض الشركات إلى المخطوطات اليدوية بعد تعطل أجهزتها، كما تم تأخير بعض الرحلات الجوية على متن شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش آير وايز"، بسبب الفيروس.

وكذلك توقفت القطارات في أستراليا بعد عجز السائقين عن الاتصال بالمحطة الاساسية أو بالموظف الذي يؤكد لهم إشارة المرور.

وفي تايوان، اضطر أكثر من 400 فرع لمكاتب توزيع البريد من استخدام القلم والورقة من جديد بعد تدمير أجهزتهم الالكترونية.

وقدّرت شركة "سوفوس" المتخصصة في أمن الكومبيوتر أن 70 في المئة من الفيروسات التي أصابت أجهزة الكومبيوتر في النصف الأول من عام 2004 تسبب بها ابتكارات ياشن.

وبخلاف الفيروسات الأخرى، يتنقل فيروس ساسر من كومبيوتر إلى آخر دون أية مساعدة من المستخدم.

وهو يخترق الكومبيوترات التي تعمل على نظام "ويندوز" عبر استغلال خلل معيّن في برمجة الجهاز.

وقد أدين يوم الجمعة الشاب الالماني الذي ابتكر دودة الكمبيوتر ساسر Sasser وحكم عليه بالحبس سنة وتسعة أشهر مع ايقاف التنفيذ.

ولكن نظرا لان عمره وقت ارتكاب الجرائم كان 17 عاما فان جاشان تمت محاكمته امام محكمة أحداث وتلقى عقوبة أقل بكثير من الحد الاقصى لعقوبة تخريب الكمبيوتر في القانون الالماني وهو السجن خمسة اعوام.

وكان الادعاء طالب بسجنه عامين مع ايقاف التنفيذ واجباره على القيام بمئتي ساعة من أنشطة خدمة المجتمع بينما طلب الدفاع بأن يكون الحد الاقصى للحكم هو وضع جاشان تحت المراقبة لمدة عام.

وقالت كاثرينا كروتزفيلد المتحدثة باسم المحكمة التي تقع في مدينة فردن شمال غرب المانيا ان الشاب مأمور بالقيام بثلاثين ساعة من خدمة المجتمع.

من جهتها أعلنت شركة مايكروسوفت يوم الجمعة انها ستدفع 250 ألف دولار لشخصين أسهما في الكشف عن مؤلف دودة ساسر (Sasser Worm) التي انتشرت عبر الانترنت لتصيب أجهزة كمبيوتر في مختلف انحاء العالم.

وسيتقاسم الشخصان الذان لم يتم الكشف عن هويتهما المكافأة التي أعلنت عنها مايكروسوفت والانتربول ومكتب التحقيقات الاتحادي والمخابرات الامريكية.

وتسعى مايكروسوفت التي يوجد مقرها في ريدموند بولاية واشنطن لجعل برامجها أكثر أمنا وكفاءة وتعهدت بتعقب القراصنة ومؤلفي فيروسات الكمبيوتر والبرامج التخريبية الاخرى وملاحقتهم في المحاكم والاعلان عن مكافات للمساعدة في الكشف عنهم.

وكانت محكمة ابتدائية أصدرت في يناير الماضي حكما بسجن جيفري لي بارسون (19 عاما) لمدة عام ونصف بعد أن ابتكر دودة بلاستر التي أصيب بها أكثر من 48 ألف جهاز كمبيوتر.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 11/ تموز/2005 - 3/ جمادى الأولى/1426