تحالف البعث السنّي والقاعد ة السلفي يغزو بريطانيا

اسعد راشد

من الذي يقف خلف عمليات القتل والتفجير الارهابية الجبانة في لندن ؟

ومن الذي قد حرض على تنفيذ مثل تلك العمليات البربرية التي تجري وبافظع منها يوميا  ضد كل العراقيين ماعدى "سنة العرب" في العراق ؟

رسالة سنة العراق واضحة الى  كل العالم ما عدى  "سنّتهم"  ‘ ان لم تسلم اليهم السلطة فانهم مستعدون للذهاب الى ابعد مما فعلوه  ويفعلونه يوميا في العراق ضد الشيعة والاكراد ‘ وهذا ما ما لمسناه  صباح اليوم عندما قام  التحالف السني البعثي القاعدي بسلسلة تفجيرات ارهابية في لندن كانت اهدافها واضحة وهي الخروج من العراق وللتعمية اضافوا الى مطالبهم  "افغانستان" اي انكم يا بلدان العالم غير السنّي ان لم تقبلوا بشروطنا وتسلمونا الحكم في العراق فاننا سنحرق الدنمارك وايطاليا وما يدريك لعل الدور يأتي للانظمة السنية نفسها التي تحرض على العنف تحت اسم  "المقاومة العراقية" وتسمح لوسائل اعلامها برفع  "مظلومية" سنة العراق تحت اليافطة ذاتها ‘ والمتتبع لوسائل الاعلام العربية والفضائيات العبثية مثل الجزيرة والعربية  وابوظبي وغيرها يلاحظ بوضوح دور تلك الوسائل في نشر ثقافة الارهاب و(المقاومة) تحت عناوين مختلفة وليس اقلها الدفاع عن  "حقوق سنة العراق" والتي تتبنهاها معظم الانظمة العربية السنية والتي بسبب مواقفها الطائفية والشوفينية وعدم ادراكها لحقيقة التغيير الديمقراطي في العراق قد اعطت تلك الجرأة والوقاحة لسنة العراق وقادتهم الارهابيين من امثال الضاري  والدليمي ـ الذي هدد قبل ايام بحرق العراق ـ وغيرهم من المحرضين على قتل العراقيين اجمع وحلية دمائهم باستثناء  "السنّة" لكي يتحدوا العالم ويهددوا الغرب والشرق بـ"مقاوتهم" ..

بيان تنظيم القاعدة السني والذي تبنى فيه مسؤولية التفجيرات الاجرامية  في لندن يحمل لغة  "البعث السني" ويقترب في خطابه  "السياسي الديني الاصولي" للخطاب المنسوب لتنظيم القاعدة في ارض الرافدين عندما يتم تفجير سوق او حسينية او اختطاف عراقي او اجنبي ذلك الخطاب  الرائج في العراق ومن يفكك مفردات الخطابين يلاحظ  بدون صعوبة بصماتهم ولغة القتل (المقاومة)  في خطابهم ..

لنرى ما ذا يقول البيان في مقطعه الاخير والذي ذكر فيه اسم العراق وانسحاب قوات متعددة الجنسيات  منه ‘ يقول البيان:  "إن  "المجاهدين الابطال قاموا بغزوة مباركة في لندن، وها هي بريطانيا الآن تحترق من الخوف والرعب والفزع في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها". وأضاف البيان  "ما زلنا نحذر كلا من حكومة الدنمارك وحكومة ايطاليا وكل الحكومات الصليبية من انهم سوف ينالون نفس العقاب ان لم يسحبوا قواتهم من العراق وافغانستان، وقد اعذر من انذر"!!

البيان فيه تحذير واضح وصريح  لسحب قوات متعددة الجنسيات  من العراق و(افغانستان) وان كنا نعتقد ان  الارهابيين  ليس هدفهم الا العراق وانهم وبدعم من  بعض الدول العربية السنية ومخابراتها التي  تحتضن  فكرهم ومنهجهم وتوفر لهم محطات الاستراحة والتفريخ  والتدريب والتحريض  يسعون لتخريب العملية السياسية في العراق والتي في نجاحها يكمن  مقتل الارهاب  ولذلك فانهم استهدفوا لندن عاصمة الضباب  من اجل خدمة اجندة عربية تطمح في خروج امريكا وبريطانيا من العراق وضرب  النموذج الديمقراطي  وللضغط على  الرأي العام في تلك البلاد من اجل سحب قواتها من العراق  ليكون ذلك مقدمة لاعلان انتصار الارهاب وفشل مشروع الاصلاح والديمقراطية في عموم شرق الاوسط ..

وبالرغم من محاولات تضليل و مواربة تقوم بها فضائيات الجزيرة والعربية لتحريف الاذهان عن الاسباب الموضوعية التي تدفع اولئك الارهابيين للقيام بمثل تلك الجرائم الوحشية خاصة تلك التحليلات التي تسارعت الجزيرة من خلال اتصالها ببعض المتفلسفين الاعراب  و"المفكرين الاسلاميين"  لترويجها ولايجاد مبررات للارهابيين القتلة  مثل  "حرب العدوان  على العراق"! وغيرها من مفردات بائسة  لم تستطع حجب حقيقة واحدة وهي ان ارهابيين  قد شكلوا جميعا ببعثهم وسلفيهم وقوميهم تحالفا لحرق العالم  ولفرض ارادتهم  السيئة على من يخالفونهم في المعتقد  المتطرف والفكر المتشدد وهذا ما اكدثه خطاب المدعوا  "دكتور عمارة"

نشرته الجزيرة هذا المساء الذي يدعوا الى قتل الامريكان والبريطانيين في العراق ويحلل دماء العراقيين غير السنة العرب في ارض الرافدين وقتلهم ويدعوا الارهابيين الى ساحة العراق لممارسة القتل والجزروالتحريض على العنف بل ولم يخجل في اعتبار حكومة العراق المنتخبة من قبل اكثر من 60% من العراقيين بانها غير شرعية واعطى تحديدا واضحا لمجال  "الجهاد" وهو العراق وقد اعتبر هو وغيره من الذين حاورتهم قناة  "الارهاب"  ما جرى في لندن استهداف للمدنيين ـ وهو صحيح ـ فيما اعتبروا قتل المدنيين والابرياء في العراق هو "الجهاد" ! ..

كما ان تفجيرات لندن تؤكد ان اي تنازل للارهاب لا يعني الا المزيد من الدماء ومزيد من القتل ومزيد من التفجيرات والاعمال الارهابية ‘ وقد استغربنا كثيرا قبل عدة ايام عندما دعى بلير الى فتح حوار مع  "المسلحين" السنة الذين يمارسون الارهاب والتفجيرات في العراق بابشع مما جرى اليوم في لندن ولم يعتبرهم ارهابيون وانما  "مسلحين" رغم تشابه  الاجرامين والارهابين بل ووحدة  الخطابين...

الواضح ان تفجيرات لندن لن يقف خلفها  الاسم التمويهي لتنظيم القاعدة بل  هناك جماعات سنية واضحة  دينية وقومية وبعثية  متحالفة تستخدم ذلك الاسم وتحرك خلاياها  للقيام بمثل تلك الاعمال الارهابية من اجل اجندة عربية رسمية  هي التي تقف خلف تلك التفجيرات رغم  "الادوات" الغير رسمية التي نفذت تلك التفجيرات ..

ونحن نعتقد ان توقيت التفجيرات جاء متزامنا مع خطاب الجدولة لانسحاب  قوات متعددة الجنسيات من العراق الذي يتبناه الاعراب ويروج له ويسعى السنة العرب في العراق من خلال ذلك تحقيق مكاسب على حساب الامن والاستقرار وعلى حساب قيم الحضارة والاخلاق والعدالة  كما ان فتح قنوات للحوار مع الارهابيين ومكافأتهم على اجرامهم  وارهابهم في العراق وعقد صفقات مشبوهة معهم سوف يشجعهم للمزيد من التطرف وفرض طريقة تفكيرهم ومنهجهم على الاخرين ..

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 10/ تموز/2005 - 2/ جمادى الأولى/1426