منظمة المؤتمر اللاسلامي  وشرعنة ذبح العراقيين

اسعد راشد

لا استغراب ان ترفض منظمة  "المؤتمر اللاسلامي" التي تخضع لسلطة ال سعود والوهابية  التنديد بالارهاب في العراق وفي المقابل تعطي للقتلة والمجرمين الارهاربيين الشرعية في (المقاومة) وذبح العراقيين ..

المؤتمر الذي انعقد في عاصمة اليمن  "السعيد" صنعاء المتهمة بالتحالف مع تنظيم القاعدة  والسلفيين اصر ت دوله الـ"57" على ((الحق المشروع لمقاومة الاحتلال))!! وفي المقابل لن تبدي اي استعدادا لتفهم الوضع في العراق بان ما يجري ليس  "مقاومة" بل ابادة بالجملة يتعرض لها الشعب العراقي وخاصة شيعته ومن ثم كورده ‘ وهذا الامر اكده الدكتور هوشيار الزيباري عندما اتهم المؤتمرين بعدم المبالاة ازاء ما يجري في بلاده  واشتكى  من ان تلك المنظمة لا تتخذ موقفا واضحا من التمرد  في العراق الا ان المؤتمر اصر على ان يعطي الحق للذباحين  وللقتلة من ابناء يعرب واحفاد ابن تيمية في ما يقومون به من تفجير وتقتيل وحرق للاخضر واليابس ..

هذا الموقف المتعاطف  والداعم لاعمال القتل والذبح في العراق يكشف حقيقة تواطأ تلك الانظمة  مع الارهابيين كما يعكس جانبا مهما من السياسة المتبعة في "المؤتمر اللاسلامي" والخاضعة لحسابات طائفية ولنفوذ الوهابيين التكفيريين وهي سياسة متقاربة لمنهج التفكير السلفي والقومي الشوفيني ولمواقف اغلب الدول العربية المساهمة في رعاية  "جيل" الارهاب  الجديد الذي يمثل امتدادا عضويا وفكريا واضحا للجيل الارهابي الذي نفذ كارثة 11 سبتمبر في امريكا ..

والاكثر وقاحة هو ان يدعي المؤتمرون انهم بصدد  "مساعدة" الحكومة العراقية  في "صياغة  الدستور  " وتحقيق  "الامن والاستقرار" ! في العراق  وهو ما لا ينسجم كليا مع خطاب  " الحق المشروع لمقاومة الاحتلال"  والذي لا يعني الا مزيد من الخراب والدمار والارهاب .. ومن الواضح ان ما يجري في العراق بعيد كل البعد عن ما يدعون باالمقاومة ‘ اي  "مقاومة" التي تستهدف الابرياء والمساجد والحسينيات‘ واي مقاومة تلك التي تقتل من جاء لتوفير الامن والاعمار في العراق ؟!

ولاغرابة  ان  البلد الذي انعقد فيه المؤتمر يأوي عدد كبير من قتلة الشعب العراقي ومن الارهابيين البعثيين والسلفيين وقد كان لهم حضور  "كمراقبين" ! كما افادت  مصادر مطلعة رافقت الوفد العراقي الرسمي  ولعبوا دورا في صياغة قرارات المؤتمر  وبدعم  وفود بعض الدول العربية وخاصة الدولة المضيفة والسعودية ..

شرعنة الارهاب والذبح  في العراق يتبناها اعلى مرجعية  "اسلامية" رسمية تدعى التمثيل الاسلامي للشعوب المسلمة وهي التي كانت صامتة  زمن الارهاب البعثي  على ما كان يفعله الصداميون بحق ابناء العراق في الشمال والجنوب من مقابر جماعية وحملات الابادة  في الاهوار والانفال .. اما اليوم وبعد ان غاب حليفها الصدامي عن حكم العراق واخرج به من حفرة الجرذان كاسير بيد الشعب العراقي ينتظر تلك الساعة التي ينتقم من افعاله ويرمى به نحو ساحة التحرير للشنق  ‘ يقفون مع  نفس الزمر الضالة والارهابية ويقدمون الشرعية  "الاسلامية" لهم  في اعمالهم وافعالهم الاجرامية تحت عنوان  "المقاومة"  التي تفتقد الاجماع العراقي  خاصة  وان كل الذين يقومون بعمليات القتل والتفجير واستهداف المدنيين  هم من البعثيين وايتام صدام ومن الوافدين العرب والمتسللين من السعودية والاردن وسوريا ..

فماذا تنتظر الحكومة العراقية بعد هذا الموقف المشين من  تلك المنظمة؟

هل تنتظر فعلا ان تقوم بصياغة دستور يناسب الثوب  "الوهابي"  والشوفيني العربي بحيث يعتبر العراق جزءا من امة الذباحين والسفاحين ‘ ام عليها اتخاذ خطوات جريئة باتجاه الانفصال عن ذلك الجسم العفن الذي لا يحمل بداخله الا القاذورات والسموم القاتلة ؟

ليس امام الحكومة العراقية من خيار غير اعطاء الظهر لتلك المنظمة الفاشلة ووضع علامة  الـ"ايكس" عليها ‘ فكيف يمكن لها القبول باالتواجد داخل  "منظمة" تحكم لصالح جلادي مواطنيها وتقف في صف الارهابيين والقتلة وترفض استنكار افعالهم وسلوكياتهم الاجرامية ؟

ان  بني يعرب واحفاد ابوسفيان  وسلالة بني امية وتلامذة المعتوه الثلم في عقله "ابن تيمية"  لا يتمنون للعراق الخير  والاستقرار والازدهار ‘ فهم لايريدون الا عراقا يديره ابناء الطلقاء‘ اما العراق الديمقراطي عراق علي والحسين عراق الشرفاء والاحرار عراق الذي يكون له امتداد وتواصل مع الشعوب المتحضرة والحرة يساهم في بناءه كل الخيرين في الارض  لا يريدونه ‘ انهم يريدون عراقا يقوده الشواذ من امثال  "ابوتبارك" واللقيط ابن صبحة او من امثال خريجوا مدرسة "قندهار" وكهوف الظلام والتخلف في ترابورا .. وهذا ما اثبته قرار المؤتمر الاخير وهذا مايثبته يوميا ما يجري في العراق من اعمال قتل وتفجير وحصد لارواح

المدنيين من قبل من شرعنت لهم تلك المنظمة السخيفة  "حق المقاومة"! ..

الم يأن لامريكا ان تقرأ جيدا ما وراء سطور ذلك القرار السخيف والارهابي للمؤتمر الاسلامي ‘ الم تعلم انهم يستهدفون  الشعب العراقي والشعب الامريكي معا عندما يعلن  المؤتمرون  "شرعية"  القتل والذبح تحت تلك اليافطة العاهرة المسماة (المقاومة) .. نعم امريكا اتخذت خطوة سليمة للاستغناء عن النفط العربي الذي يذهب ريعه لرعاية الارهاب ولبناء  جيل الكراهية ولتمويل مشاريع  "اسلاموية" تفرخ اصوليين  قتلة على شاكلة  "الزرقاوي" و"الظواهري" و"الضاري"  و"الكبيسي" وابن لادن" الذي  يعتبره  ما يمسى بـ"المعتدل" السلفي  والموالي لمملكة الوهابية عبد العزيز موسى بـ"المسلم" ويستند في عدم تكفير ابن لادن الى  رأي "ابن تيمية" الذي يرجع الى فتاويه كل معاشر القتلة الوهابيين والسلفيين ويستنبطون من افكاره احكام قتل الشيعة وحلية الاعتداء على غير المسلمين  ‘ وهو ـ ابن تيمية ـ الشخص ذاته الذي استند مفجروا البرجين العالميين واصحاب هجمات 11 سبتمبر  الى اقواله مشروعية  ما قاموا به .. الا ان تلك الخطوة التي قامت بها امريكا غير كافية لتاديب ال سعود والاعراب مالم  تقف بقوة امام مشاريعهم التخريبية  في العراق  ومن خلال وقف اي تعامل مع الارهابيين والقتلة بعثيين كانوا ام سنة  سلفيين  وبذلك يقطع الامل عنهم للعودة  بالعراق الى المربع الاول  وتكون صفعة موجعة للمشرعنين للارهاب واعمال الذبح .

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد  3/ تموز/2005 - 25/ جمادى الأولى/1426